د. نائلة تلس محاجنة: بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. اللغة التي تُعيد صياغتي

قلتُ لها
وأنا أتحسّس هشاشة المعنى:
أأدخلُكِ أم أدخلُ نفسي حين أتكلم؟
لم تُجب.
أمالتْ الجذر قليلًا،
فسقطت كلمةٌ لم أكن أعرف أنني أحتاجها.
قلتُ:
لماذا لا تستقرّين؟
لماذا تُفلِتين كلّما حسبتُ أنني بلغتُ القول الأخير؟
قالت، من بين طبقات الصوت:
لأن النهاية سوءُ فهم،
وأنا خُلِقتُ للاحتمال، لا للإغلاق.
قلتُ:
يتهمونكِ بالثقل،
وبأنكِ لا تُجيدين العبور السريع.
قالت:
أنا لا أعبر،
أنا أُقيم.
ومن لا يحتمل الإقامة
يسمّي العمق عائقًا.
قلتُ:
أخاف عليكِ من زمنٍ
يختصر كلّ شيء.
قالت، وهي تُعيد ترتيب الصمت:
الخوف ليس عليّ،
الخوف ممّن يتنازل عن الدقّة
ليُرضي السرعة.
قلتُ:
وماذا أفعل حين تخونني العبارة؟
قالت:
دعها تخون.
الخيانة أحيانًا
إشارة إلى أن الفكرة لم تنضج بعد.
ثم سكتت.
ولم يكن الصمت فراغًا،
كان امتلاءً لا يُقال.
عندها فهمتُ:
أنني كلّما ظننتُ أنني أستخدم العربية،
كانت هي تُعيد صياغتي على مهل.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com



