د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم: عام على إقامة مركز الحصانة الإقليمي وادي عارة.. نجاح كبير وأثر ملموس

إلى أهلي في بلدي…

في أم الفحم، ومع مرور عام كامل على تأسيسه، يثبت مركز الحصانة الإقليمي وادي عارة أنه أكثر من مجرّد مشروع اجتماعي؛ إنه قوة فعلية لمواجهة العنف وبناء مجتمع آمن، محصّن ومتماسك. فقد عرضت إدارة مركز الحصانة الإقليمي وادي عارة يوم الثلاثاء أمام لجنة التوجيه العليا للمركز تقريرها السنوي الأول، والذي كان فرصةً ليثبت للجميع من أعضاء اللجنة، شركاء المركز، الإداريين والمهنيين، الأثر الملموس والمحسوس للبرامج والخدمات التي يقدمها المركز لرواده وشركائه.

إنّ إشادةَ أعضاء لجنة التوجيه لم تكن مجردَ مجاملة، بل تعبيرًا عن تقدير حقيقي لما قام به المركز على مدار العام الأول له: عشرات الحالات الفردية والعائلية التي استفادت من التدخّل المبكّر، عشرات ورشات العمل التي ركزت على تمكين الشباب والنساء، دعم الأطر التربوية والمهنية، بالإضافة إلى برامج توعية المجتمع حول مخاطر العنف وأهمية الحصانة النفسية والاجتماعية والمجتمعية.

مديرة المركز ديمة خليفة كانت حجرَ الزاوية في هذا النجاح، قيادتها المتميزة، رؤيتها الاستراتيجية، وقدرتها على بناء شراكات محلية وإقليمية، جعلت من المركز نموذجًا يحتذى به. تحت إدارتها، أصبح المركز مساحةً آمنةً لكل من يحتاج للدعم، وخط الدفاع الأول الذي يمنع الانهيار قبل أن يتحوّل الإحباط إلى عنف.

* الشكر والتقدير أيضا لقسم الخدمات الاجتماعية في البلدية، وللشركاء: الائتلاف ضد الصدمات، عنقود الساحل ووزارة الرفاه والحصانة الاجتماعية.

*الإحصائيات والتقارير التي عرضت أمام لجنة التوجيه تظهر تأثيرًا ملموسًا:

أكثر من 300 تدخّل فردي مباشر خلال العام الأول لعمل المركز.

25 ورشة عمل جماعية لشباب وشابات، ركّزت على تنمية مهارات الصمود وحل النزاعات.

دعم وتوجيه لأكثر من 50 أسرة في مواجهة الضغوط الاجتماعية والنفسية.

إطلاق حملات توعية في المدارس والحيّز العام لرفع الوعي بمخاطر العنف وتعزيز ثقافة الحصانة المجتمعية.

في ظل استمرار آفة العنف في مجتمعنا، يصبح مركز الحصانة الإقليمي وادي عارة أكثر أهمية من أي وقت مضى. إنه لا يكتفي بالوقاية المبكّرة، بل يعيد الأمل ويقوّي الثقة بين الأفراد والمؤسسات. النجاح الذي حققه المركز خلال عام واحد يؤكد أنّ العمل الجاد، الإدارة الحكيمة، والشراكات الفعالة يمكن أن تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.

بلدية أم الفحم، ومعها شركاؤها من السلطات المحلية الأخرى، ملتزمة بالاستمرار في دعم مركز الحصانة الإقليمي، توسيع خدماته، وتعميق تأثيره. لأنّ حمايةَ الإنسان، وتعزيز حصانته النفسية والاجتماعية، ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية لمستقبل أكثر أمانًا وكرامةً للجميع.

* من الحوار إلى الأثر: ماذا تعني زيارة “صندوق بكفالة الدولة في وزارة المالية” لاقتصاد أم الفحم؟

في ظل التحديّات الاقتصادية التي تواجه المجتمع العربي عمومًا، ومدينة أم الفحم على وجه الخصوص، تكتسب زيارة وفد رفيع المستوى من وزارة المالية – القسم المسؤول عن “صندوق بكفالة الدولة” لأم الفحم، اول أمس الأربعاء، إلى جانب مديري ومندوبي البنوك العاملة في منطقة ام الفحم، إضافة إلى الشركات المهنية المسؤولة عن فحص ودراسة طلبات القروض ضمن صندوق كفالة الدولة، تكتسب هذه الزيارة أهميةً خاصةً، ليس على المستوى البروتوكولي، بل من حيث المضمون والمردود المباشر على المواطن الفحماوي.

هذه الزيارة تضع ملفَ الأعمال الصغيرة والمتوسطة في صلب الاهتمام، وهي العمود الفقري لاقتصاد المجتمع العربي. فمعظم العائلات في أم الفحم تعتمد، بشكل مباشر أو غير مباشر، على هذه المصالح التي توفّر فرصَ عمل، وتؤمّن دخلاً، وتساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

أهمية هذه الزيارة تكمن في فتح نقاش صريح حول مدى وصول أدوات الدولة المالية إلى المجتمع العربي: هل القروض المدعومة تصل فعلًا إلى أصحاب المصالح؟ هل شروطها ملائمة لواقعنا؟ وهل هناك شراكة حقيقية بين الصندوق، البنوك، والسلطات المحلية؟

من خلال اللقاءات المهنية، وطاولات الحوار مع ممثلي البنوك والمسؤولين بهذا المجال، تم تسليط الضوء على العوائق والصعوبات والتحديات التي يواجهها أصحاب المصالح والمستشارون عند تقديم طلبات لصندوق كفالة الدولة، سواء من ناحية المتطلبات، الإجراءات، أو الفجوات بين الواقع الاقتصادي للمصالح الصغيرة والمتوسطة وبين معايير الفحص، وفي المقابل البحث عن حلول عملية تُمكّن صاحب المصلحة الفحماوي من التطوّر بدل البقاء في أماكنهم. وهذا يعني على أرض الواقع: مصالح أقوى، وظائف أكثر، وحراكًا اقتصاديًا وماليًا ينعكس على كل بيت. أما الجولة التي نظمت للوفد لعدد من المصالح التجارية في ام الفحم، فهي رسالة واضحة: الاستثمار في المجتمع العربي ليس مجازفة، بل فرصة حقيقية. أم الفحم تزخر برجال ونساء مبادرين، يملكون الإرادة والرؤية، ويحتاجون فقط إلى أدوات عادلة ومنصفة.. من هنا، فإن هذه الزيارة تشكّل خطوةً مهمةً نحو تعزيز الثقة، توسيع الفرص، وربط السياسات الحكومية بحياة المواطن اليومية. بلدية أم الفحم ترى في هذا المسار رافعةً أساسيةً لتحسين جودة الحياة، وتعزيز صمود المواطن العربي اقتصاديًا واجتماعيًا.

ختامًا.. نشكر مدير “معوف لتطوير المصالح الصغيرة والمتوسطة” في منطقة ام الفحم المحاسب والخبير الاقتصادي مصطفى أبو جارور على تنظيم هذا اليوم وهذه الزيارة.

* معًا من أجل الشباب: شراكة مسؤولة لمواجهة العنف وبناء مستقبلٍ أفضل

في مرحلة دقيقة يمرّ بها المجتمع العربي، حيث تتفاقم ظاهرة العنف ويتسع نطاق الشباب غير المؤطَّر، تبرز أهمية المبادرات الجريئة التي تضع هذه القضية في صدارة الاهتمام العام. من هذا المنطلق، يشكّل مؤتمر الشركاء الذي بادر إليه المجلس المحلي عارة–عرعرة بالشراكة مع مؤسسة الفنار، ضمن إطار برنامج “مشكاة” المنبثق عن المسار الاستراتيجي “مرساة”، خطوة بالغة الأهمية تستحق كل تقدير.

جاء المؤتمر تحت شعار “معًا من أجل الشباب”، ليؤكد أن مواجهة تحديات الشباب، وبالأخص فئة الشباب غير المؤطرين، لا يمكن أن تتم عبر جهة واحدة أو مقاربة أحادية، بل من خلال بناء شراكات حقيقية بين السلطات المحلية، مؤسسات المجتمع المدني، المهنيين، وأصحاب القرار. وقد هدف المؤتمر إلى تعزيز الحوار البنّاء بين مختلف القطاعات، وتطوير أطر عمل مشتركة تضع مصلحة الشباب ومستقبلهم في مركز الاهتمام.

إن اختيار بلدة عرعرة – عارة لاستضافة هذا المؤتمر، وفي هذا التوقيت تحديدًا، يعكس فهمًا عميقًا لحجم التحدي ولقناعة راسخة بأننا نقف أمام مرحلة مفصلية تتطلب تحركًا فوريًا، مسؤولًا، وتعاونيًا. فالشباب غير المؤطرين ليسوا على هامش المجتمع، بل في قلبه، وأي تقصير في احتضانهم ينعكس مباشرة على الاستقرار الاجتماعي، والأمن المجتمعي، ومستقبل الأجيال القادمة.

تشرفتُ بالمشاركة في هذا المؤتمر كضيف ومحاضر، حيث عرضتُ أمام الحضور مداخلة تناولت الانتقال من منطق التنافس بين المؤسسات والأطر إلى منطق التكامل *والرؤيا الشاملة للمنطقة*. وقد ركزت المحاضرة على ضرورة بناء منظومات عمل مشتركة، تتكامل فيها أدوار التعليم، الرفاه الاجتماعي، السلطات المحلية، والمجتمع المدني، بدل العمل المجزّأ الذي يُضعف الأثر ويبدّد الموارد. التجربة العملية تؤكد أن التكامل ليس خيارًا نظريًا، بل شرط أساسي لإحداث تغيير حقيقي ومستدام في حياة الأولاد والشباب في ضائقة. كما تم التطرق إلى أهمية تطوير أطر فوق مدرسية، ومسارات تأهيل مهني إقليمية، تشكّل جسورًا حقيقية لدمج الشباب غير المؤطرين في مسارات حياة إيجابية، منتجة، وآمنة، وتمنحهم الأمل والانتماء والقدرة على التأثير.

في الختام، لا بد من توجيه الشكر والتقدير لكل القائمين على هذه المبادرة: للمجلس المحلي عارة – عرعرة وعلى رأسهم رئيس المجلس د. نزار عقل، ولمؤسسة الفنار، ولبرنامج مشكاة ومسار مرساة، على الإيمان بأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الأجدى لمواجهة العنف وصناعة مستقبل أفضل. مثل هذه المؤتمرات لا تكتفي بتشخيص المشكلة، بل تفتح الباب أمام الحلول، وتؤسس لشراكات قادرة على إحداث فرق حقيقي على أرض الواقع.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى