الشرطة تحقق مع فتاة عربية بشبهة إطفاء شمعدان “حانوكا” في تل ابيب… والصحفي جدعون ليفي يعتبرها “بطلة”!

احتجزت الشرطة مساء اليوم الاثنين للتحقيق الفتاة العربية (17 عامًا) التي رصدتها كاميرات المراقبة قبل ايام، وهي تطفئ شمعدان “حانوكا” في أحد المراكز التجارية بمدينة تل ابيب، برفقة شقيقها (19 عامًا).
وقد تم اطلاق سراحهما لاحقًا بعد التحقيق الاولي معهما، وتبين انهما من سكان احدى بلدات وادي عارة.
من ناحيته كتب الصحفي الإسرائيلي التقدمي المعروف جدعون ليفي، عن الواقعة في صحيفة “هآرتس” 21.12.25 قائلًا: “بطلة عيد الحانوكا بالنسبة لي هذا العام هي امرأة مجهولة ترتدي الأسود. حجاب على رأسها، حقيبة على ذراعها، وهاتف خلوي في يدها الأخرى. يوم الأربعاء الماضي، في الليلة الرابعة من حانوكا، اقتربت من الشمعدان في مركز وايزمان التجاري في تل أبيب وأطفأت الشموع بنفخة واحدة. زوجها صفق لها. ثم عادت المرأة: كانت شمعة الشمّاس ما تزال مشتعلة فأطفأتها هي الأخرى. هذه المرأة هي روزا باركس الفلسطينية. الفيديو الذي وثّق احتجاجها انتشر في نهاية الأسبوع على شبكات التواصل.
ردود الفعل الغاضبة لم تتأخر: “.. وذكر يائير فولدش في صحيفة “هآرتس” أن الشرطة فتحت تحقيقًا، لكنها لم تحدد بعد بند المخالفة التي يمكن نسبها إلى المتمرّدة. وهي تدرس البند 170 من قانون العقوبات الذي يحظر “تخريب أو إلحاق ضرر أو تدنيس مكان عبادة أو أي غرض يُعد مقدسًا لجمهور من الناس، بقصد إهانة دينهم، أو مع العلم أنهم قد يرون في هذا الفعل إهانة لدينهم”. العقوبة القصوى – ثلاث سنوات سجن.
كل من أحرقوا المصاحف في مساجد الضفة أحرار، وهذه المرأة ستُعتقل. في لحظة كتابة هذه السطور، المطاردة الشرطية في ذروتها…، ستُعتقل المرأة، والمحاكمة الاستعراضية في الطريق،… اسألوا الشاعرة دارين طاطور، التي قضت ستة أشهر (!) في االاعتقال الاداري حتى محاكمتها بسبب منشور على فيسبوك، قبل السابع من أكتوبر بزمن طويل. من منظور اليمين، مُطفئة الشموع هذه إرهابية وحكمها الإعدام.
ليس جميلًا إطفاء شموع حانوكا، ولا أعلم ما الذي دفع هذه المرأة الشجاعة إلى فعل ذلك، لكن من الصعب التفكير في فعل احتجاجي لا عنيف أروع من هذا. العيد الذي يحتفل فيه اليهود بانتصار تمرد الحشمونيين على المحتل اليوناني، يجوز تعطيله. في العيد الذي يغني فيه اليهود: “جئنا لنطرد الظلام، بأيدينا نور ونار”، يجوز الاحتجاج. في العيد الذي يغني فيه اليهود بلا خجل ما معناه: عندما يأتي الوقت ليصنع الله مذبحة من كل أعدائنا الذين ينبحون علينا كالكلاب – يجوز التمرد.
يجوز لفلسطينية تحمل المواطنة الإسرائيلية أن تعتقد أنه يجب تعطيل هذه الاحتفالية بفعل احتجاجي شخصي: إطفاء الشموع في مركز تجاري. في الوقت الذي يغرق فيه إخوتها وربما أفراد من عائلتها – ففي يافا مثلًا لا توجد عائلة واحدة ليس لها أقارب في غزة – في الوحل، ويتجمدون من البرد، وتواصل الكلاب الجائعة النبش في جثث أقاربهم العالقة، لن يحتفل اليهود هنا وكأن شيئًا لم يحدث. لا بد أن يذكّرهم أحد بأن الحرب في غزة لم تنتهِ وأن المعاناة تتفاقم. لا بد أن يذكّر أحد الإسرائيليين أنه بينما ينفجرون من المخبوزات السكرية المنفوخة (السوفغانيات) الفاخرة، ما يزال في غزة جياع للخبز، أو على الأقل أناس لم يعودوا قادرين حتى على رؤية العدس. هناك مئات الآلاف من المشردين الذين يفتك بهم الشتاء. هناك مرضى يموتون ببطء وبعذابات مروعة في غياب العلاج الطبي.
وهناك مئات الآلاف من الأطفال قُتل أصدقاؤهم، ومنذ أكثر من عامين لا مدرسة لهم ولا أي إطار آخر، ومستقبلهم محكوم بحياة من الجهل واليأس، حتى لو نجوا من الحرب التي لا يبدو أنها قريبة من نهايتها.
هذا يطال فلسطينيي الداخل. يؤلمهم، حتى لو كانوا مشلولين من خوف السلطة التي تعتقل كل من يجرؤ على إظهار إنسانيته. والآن جاءت المرأة المجهولة، في الليلة الرابعة من حانوكا، وأطفأت للإسرائيليين المحتفلين الشموع للحظة، بنفخة واحدة. إنها بطلة!”.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com



