د. يوسف جبارين في رثاء عصام مخول: فقدنا قائدًا صلبًا ومفكرًا أمميًا ومناضلًا عنيدًا

بأيِّ كلماتٍ نرثي قائدًا صلبًا، ومفكّرًا أمميًا ومناضلًا عنيدًا مثل عصام مخّول؟
من أين نبدأ ومن أين ننتهي؟ فالمسيرة طويلةٌ، تمتد منذ ريعان شبابه في الحركة الطّلابيّة الّتي كان بها قائدًا ملهمًا وواعدًا، مرورًا بنشاطه الدائم في مدينة حيفا الّتي أحبّها حبًا عميقًا، إلى أن أصبح نائبًا في البرلمان، مدافعًا ثوريًا عن قضايا شعبنا وبوصلةً قيميّة ينظر صوبها الحائرون، وانتهاءً برئاسته لمعهد اميل توما وللجبهة الديمقراطية، إلى أن وافته المنيّة.
لم يقتصر عمل أبي حنّا على الميادين السّياسيّة والحزبيّة، بل كان حاضرًا دائمًا بالمجال الفكريّ وبالإنتاج المعرفيّ التقدمي، مكمّلًا لدرب إميل توما وغيره من الرفاق والمبدعين المؤسسين.
لن نفي عصام ولا هذه المسيرة حقهما مهما اجتهدنا، فعصام مخّول استحقّ عن جدارة تدوين اسمه في صفحات شعبنا وفي ذاكرته، وأن يصبح جزءًا من الحكاية الوطنيًة الجماعية، وخاصة حكايتنا نحن في الجليل والمثلث والنقب والساحل، بين ملحمة البقاء واسطورة الصمود.
نذرف على خد دمعة حزن عميق على فراقه، وعلى الخد الآخر دمعة اعتزاز بمسيرته ومواقفه وانجازاته. ستفتقده ساحات النضال، وميادين العمل، والسجالات الفكرية. سنفتقده جميعًا، ويفتقده كلُّ محبّيه.
في لحظة الفراق والوداع، نطمئنك اليوم يا أبا حنّا، أن لكَ رفاقًا أوفياء سيكملون الدّرب من بعدك، دربك الكفاحيّ الّذي أفنيت سنوات عمرك لكي تشقّه، والسّير في هذا الطّريق إلى أن ينال شعبنا مثل كافّة شعوب العالم الحريّة والسلام.
سلامٌ لروحك رفيقي العصاميّ عصام…!

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com


