جاهة الإصلاح في أم الفحم ومجلس التحكيم العالي يُنجزان صلحًا كريمًا بين شابين من أم الفحم ومن بني نعيم قضاء الخليل

في مشهد مؤثر يعكس قيم التسامح والإصلاح المجتمعي، أنهت لجنة الإصلاح المجتمعية في مدينة أم الفحم ومجلس التحكيم العالي في الداخل الفلسطيني، بالتعاون مع نخبة من رجال الإصلاح، خلافًا مؤسفًا وقع بين شابين من منطقتين مختلفتين في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية.

وتعود أحداث القصة إلى شجار بالأيدي وقع في مدينة يافا – تل أبيب، بين شاب من مدينة أم الفحم وآخر من بني نعيم – قضاء الخليل، أدى إلى إصابة الشاب من بني نعيم في قدميه. وعلى إثر الحادث، تواصل شقيق الشاب المصاب مع رئيس لجنة الإصلاح في مدينة أم الفحم، طالبًا رد اعتبار للعائلة وفتح باب الصلح.

وعليه، قامت لجنة الإصلاح فورًا بتشكيل وفد للتواصل مع الطرفين، والوقوف على تفاصيل الحادثة، وبدأت الترتيبات للقيام بزيارة صُلح إلى أهل المصاب.

وانطلقت جاهة الصلح من مدينة أم الفحم مكونة من شخصيات بارزة في مجال الإصلاح والمجتمع، يتقدمهم الدكتور ضرغام صالح جبارين، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والدينية، ومن أعضاء لجنة الإصلاح وهم: الدكتور نور الدين عزات محاجنة، والسيد محمد ماجد محاميد، والسيد مقبل حسن أبو مجاهد جبارين، والحاج دعدوش أحمد محاجنة، والحاج اسعد سليم أبو هيثم محاميد، والحاج صالح عواد محاميد، والحاج طلال أبو رعد محاجنة، والحاج الأستاذ رياض أبو رعد، والسيد أحمد عبد الرؤوف اغبارية من قرية مشيرفة، والمحامي عبد الحيّ محمد حردان أبو علوه اغبارية من قرية معاوية، ورافق الوفد الدكتور أحمد مروات من مدينة الناصرة.

وعند وصول الوفد إلى بلدة بني نعيم، كان في استقبالهم جاهة الصلح من مدينة دورا بقيادة المربي فوزي عبد القادر أبو هليل، ورئيس بلدية دورا مهند سعيد عمرو، وعدد من المشايخ والشخصيات. ثم توجه الجميع إلى عائلة المصاب، وكان في استقبالهم وجهاء وكبار العائلة الذين استقبلوا الجاهة بحفاوة وكرم كبيرين.

وخلال اللقاء، قدمت جاهة أم الفحم اعتذارًا رسميًا باسم عائلة المعتدي، مشددة على رفض مثل هذه الأفعال ومؤكدة على أهمية تعزيز العلاقات الأخوية بين أبناء الشعب الواحد.

وقدّم والد الشاب المصاب كلمة مؤثرة، طالب فيها بضمانة لعدم تكرار مثل هذا الحادث. وهو ما تم التعهد به رسميًا من قبل الوفد، الذي أوضح أن ما حصل كان خطأ فرديًا لا يُمثل مدينة أم الفحم ولا أهلها.

وقدّم الدكتور ضرغام صالح جبارين، باسم لجنة الإصلاح وجاهة الصلح، ختامًا مؤثرًا بكلمات الاعتذار، مؤكدًا على حرص مدينة أم الفحم على علاقات المحبة والاحترام مع كافة العائلات في الخليل وعموم فلسطين. كما عبّر عن شكره الجزيل وتقديره البالغ لكل من كان له دور فعًال في رأب الصدع بين أبناء الشعب الواحد وطي صفحة عابرة من الخلاف المؤسف، مشيدًا بما قام به رجل الإصلاح الشيخ نافع زيد الكيلاني من بلدة ام الريحان من جهد مبارك وعمل سديد من خلال الجمع بين جاهة الصلح في ام الفحم وجاهة الصلح من بني نعيم ودورا والتوفيق بين الجانبين بما يرضي الله ورسوله.

واختتم اللقاء بتقديم وجبة الغداء وسط أجواء تسودها المودة والاحترام، ليُسدل بذلك الستار على هذه الحادثة بروح المسؤولية والصلح والبركة.