جنى اياد ابو غزالة: إصغوا لأصواتنا!

إنّ الإصغاء لأصوات الجيل الجديد ليس ترفًا يُمارَس عند فراغ ولا زينةً تُضاف إلى موائد الخطابات، بل هو ضرورة حضارية، وإلزام أخلاقي، وركيزة لاستمرارية الوعي الجمعي.
إذ إنّ في طيّات أفكارهم الخام وتجلّيات رؤاهم المتوثّبة ما قد يعيد صوغ المعاني التي هرِمت على ألسنة السالفين، ويستنطق ما أُسكت عمدًا ويوقظ ما غفا في غياهب العادة والتقليد.
فالصمت عن أصواتهم ليس سوى انتكاسٍ في مدارج التقدّم، وتعامٍ عن أفقٍ يُراد له أن يُخمد، ووأدٌ مبكرٌ لمستقبلٍ كان يُمكن أن يكون أكثر نباهةً وتجدّدًا.
وإنّ من الحماقة الفكرية أن نستنكر العنف المستشري، والاحتقان المتنامي في أوصال المجتمع، ثم نُقصي الجيل الناشئ عن موائد الحوار، ونُسكت أفواههم المُفعمة بالسؤال، والتمرد المشروع، والرفض النقيّ لكل ما توارثناه من علل.
فكم من صرخةٍ في صدر يافعٍ لو أُتيح لها الانبثاق، لكانت جسرًا نحو الفهم لا سيفًا في خاصرة الوطن!
إنهم لا يفتقرون إلى الإدراك، بل إلى المساحات التي لا تُقمع فيها آراؤهم ولا تُقصّ فيها أجنحتهم بحجج الوصاية المتآكلة.
وإنّ أخطر ما نرتكبه بحق هذا الجيل هو أن نُحمّله أوزار مجتمعٍ اختنق بصمت الكبار ثم نمنعه من التنفّس بلغته، وحلمه، ورؤيته.
فالجيل الجديد لا يطالب بالمستحيل بل يطلب حقه الطبيعي في أن يُصغي إليه المجتمع لا بوصفه مشروعًا مؤجلاً بل كصوتٍ حيّ وفاعل، وحاضر.
صوتٌ قد يحمل في طيّاته شفاءنا من أوجاعٍ طال صمتنا عنها، وأجوبةً على أسئلةٍ خفنا يومًا من طرحها.

** الكاتبة طالبة ثانوية من ام الفحم

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى