رناد علي جبارين: الخير!

الخير في جوهره، حركة حرّة من الداخل إلى الخارج..

فعل لا ينتظر مقابلًا..!

لا يُقاس بعدد الساعات، ولا يُعلّق على جدار التقييم الوظيفي.

الخير الذي يُوقّع على جدول الدوام ويدخل ضمن كشف الرواتب، لا يُمكنه أن يدّعي البراءة الكاملة.

لأنّ كل حركة منه تتبع لنظامٍ يضبطها، وسقفًا يُحدّدها، وخوفًا من خصمٍ أو طرد لا من “خذلانِ الضمير”…

من يعمل الخير لأنه موظّف في “مؤسسة خيرية” ليس مثل من يعمل الخير لأنه لا يستطيع ألّا يفعله.

الأول يملك “وصفًا وظيفيًا”، والثاني يملك قلبًا.

ليس معنى هذا أن كل من يُؤجَر على عمله لا يُؤجَر عند الله، أو أن الوظيفة تُفسد النية تلقائيًا.

الفكرة هنا أن نُعيد تموضع الخير بعيدًا عن بيروقراطية الوظيفة،

أن نمنحه سياقًا إنسانيًا لا يُمكن اختزاله في دفتر حضورٍ وانصراف.

أن نسأل أنفسنا:

هل كنت لأفعل هذا لو لم يُطلب مني؟

هل كنت لأهتمّ لو لم يكن ذلك “جزءًا من عملي”؟

تتجلّى النيّة حين يسقط العائد..

فيما لو لم يكن هناك راتب، هل كنت ستفعل؟

فيما لو لم تكن هناك ترقية، هل كنت ستستمر؟

فيما لو لم يكن هناك شكرٌ أو إشادة، هل كنت ستمنح وقتك؟

كل وظيفة في جوهرها عقد تبادلي: وقت مقابل مال!

أما الخير فهو وعد غير مكتوب بينك وبين ما تؤمن أنه حق..

وشتّان بين من يعمل وفق عقد، ومن يعمل وفق وعد..!

(مشيرفة)

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى