د. محمد عقل: وقفة مع اللغة

  • لماذا سمي رمضان بهذا الاسم؟

قبل قرنين من البعثة أحدث العرب النسيء، أو الكبس، فأضافوا على سنتهم شهرًا كاملا كل ثلاث سنوات، وهكذا ثبتوا الشهور، فلما سموا الشهور بأسمائها التي نعرفها جاء رمضان في فصل الصيف الحار ومن هنا اسموه رمضان من الرمضاء وهو شدة القيظ والحر. فلما جاء الإسلام ألغي نظام النسيء، فعادت الشهور تتحرك على مدار فصول السنة، وصار يأتي تارة صيفًا وتارة شتاء وهكذا دواليك.

ثمة من يقول إن رمضان سمي بهذا الاسم لأن الصائم فيه يلتهب جوفه من شدة الجوع والعطش، من رَمِضَ الصائم.

وقال آخرون إن رمضان سمي بهذا الاسم لأنه كالرميض، إي المطر الذي يسقط في الخريف فيزيل الأتربة، كناية عن أنه يغسل الذنوب.

وقبل البعثة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحنث في رمضان في غار حراء أي يتعبد ويطعم المساكين والفقراء.

وجميع ما ذكر يؤكد أن الصوم في رمضان فيه من الثواب رغم المشقة.

ونحن نصوم شهر رمضان شكرًا لله على نزول القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك. قال تعالى: “شهرُ رمضانَ الذي أُنزلَ فيه القرآنُ هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضًا أو على سفرٍ فعدّة من أيام أُخر، يريدُ الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون”- سورة البقرة آية 185. وشكر الله يوجب العبادة والتصدق بالمال والتحلي بالأخلاق الحميدة وترك المعاصي.

**

* في معنى شهر

قال تعالى: “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” -سورة البقرة الآية 185.

كلمة شهر في الآية السابقة تعني الهلال. أي من شهد منكم هلال شهر رمضان فليصم. وكلمة סהר في اللغات السامية تعني الهلال. ومنها הסהר הפורה الهلال الخصيب.

ثم أطلق لفظ شهر على 29 يومًا أو 30 يومًا. والسنة القمرية مكونة من اثني عشر شهرًا. قال تعالى: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم” – سورة التوبة الآية 36.

والأشهر الحرم هي الأشهر التي حرم فيها القتال، ثلاثة سرد أي متوالية وواحد فرد. والثلاثة السرد هي: ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم، والفرد هو رجب لأنه انفرد بين أشهر الحل، ويسمى الأصم بسبب تحريم القتال فيه. أي أن السلاح يصمت فيه فلا تسمع فيه قعقعة للسلاح.

**

ما هو الماعون؟

قال الله تعالى في الآية 6 من سورة الماعون: “الذين هم يُراؤن ويمنعون الماعون”.

قال عمرو بن بحر الجاحظ: الماعون: الماء والنار والملح والكلأ. والمقصود بالنار الحطب، والكلأ العشب.

وجاء في تفسير محمد بن جرير الطبري: الماعون: الزكاة والفأس والدلو والقِدْر وكل ما يتعاوره الناس بينهم من منافع.

والعامة تخصصه فلا تطلقه إلا على الإناء الذي يؤكل به الطعام.

– عمرو بن بحر الجاحظ، البيان والتبيين، ج3، ص 24.

محمد بن جرير الطبري (المتوفى سنة 310 هجرية)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج24، ص 626-629 (المكتبة الإسلامية الإلكترونية)

**

الصلاة – الصيام – الصدقة – الصبر!

بين هذه الكلمات رابط وثيق.. هي تدل على عبادات أساسية في الدين، بل هي أساس كل العبادات الأخرى.

هذه الكلمات تبدأ بحرف واحد هو حرف الصاد، وليس هذا مصادفة، فحرف الصاد يدل على الصلابة والثبات.

وهذه الصلابة تتجسد في الصلاة في مستواها الروحي،

والصيام صلابة في الاستعلاء على كل المغريات،

والصدقة صلابة في تحدي البخل والخوف من المستقبل،

والصبر صلابة بحد ذاته.

**

**

** الأيام والليالي البيض

الأيام البيض: هي يوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري.

كما وتُسمّى ليالي هذه الأيام بالليالي البيض، لأن هذه الليالي تكون مضيئة بطلوع البدر واكتماله. ولهذه الأيام من أشهر رجب وشعبان ورمضان منزلة خاصة عند المسلمين حيث يقضونها بالصوم والعبادة.

**

الإفراط: تجاوز الحد في قول أو فعل، المبالغة.

_ الإفراط في الحذر يسمى وسواس

_الإفراط في إنفاق المال يسمى تبذير

_ الإفراط في الأكل يسمى نهم

_الإفراط في الذم يسمى تقريع

_الإفراط في المديح يسمى إطراء

_ الإفراط في اللغو يسمى ثرثرة

_الإفراط في البخل يسمى تقطير

_ الإفراط في التسامح يسمى تهاون

الفارط: السابق. الشهر الفارط: الشهر السابق والسنة الفارطة أي السابقة أو الماضية.

 

 

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى