سهاد كبها: صرخة بصرية تعبر عن واقعنا

لوحة الفنانة مريانا منصور، المشاركة في معرض “بورتريه حر.. شخصيات مؤثرة” في قاعة مؤسسة “تنوير” بحيفا، لفتت نظري بشكل خاص من بين سائر الصور المعروضة في المكان.
اللوحة تعكس حالة الفلسطينيين داخل اراضي الـ 48، حيث يعيشون في ظل واقع سياسي فيه الكبت والتقييد لا سيما في ظل الحرب الضارية على غزة.

القلب يرمز للمشاعر الإنسانية التي تتعرض للضغط والتقييد وكأنها محاصرة داخل هذا الإطار الضيق… والفتاة العابسة تحمل كيسَا صغيرًا مغلقًا وداخله قلب محاط بالماء…

مشاعر محاصرَة لا تجد طريقها للخروج، وهذا يعبر عنه الظرف المغلق ووجود الماء داخل الظرف دلالة على الضغط الداخلي، مما يوحي بحالة الاختناق التي نعيشها تحت وطأة الظروف القاسية الراهنة..
مريانا منصور ابدعت في نقل وتجسيد مشاعرنا والتعبير عنها بكل صدق وشفافية، ما يؤكد ان اعمالها الفنية تحمل رسالة إنسانية وعاطفية قوية!

ويذكر ان مؤسسة تنوير في مدينة حيفا افتتحت قبل أيام معرضًا فنيًا بعنوان “بورتريه.. شخصيات مؤثرة”، بمشاركة 31 فنانًا وفنانة من القدس ومناطق الداخل الفلسطيني، ركّزوا في أعمالهم على شخصيات مجتمعية كان لها أثر خاص في وجداننا الجمعي، من خلال لوحات بورتريه تعكس رؤيتهم الفردية والقيم التي تمثلها هذه الشخصيات في المجتمع.

ويضمّ المعرض 18 فنانًا من مدينة القدس و13 فنانًا من باقي مناطق الـ48، عبّروا من خلال أعمالهم عن العلاقة الشخصية والعاطفية مع شخصيات قريبة من قلوبهم، تتنوع بين رموز ثقافية، اجتماعية، ووطنية. كما يتضمن المعرض أعمالًا للفنان العالمي عبد عابدي المعروضة بشكل دائم في المؤسسة، والمستوحاة من كلمات الشاعر الراحل سميح القاسم

وتميزت المشاركة المقدسية هذا العام بحضور عدد من الفنانين الذين قطعوا المسافات من القدس إلى حيفا للمشاركة في المعرض، في تأكيد على أن الفن يجمعنا.
وفي هذا السياق، توجّهتُ كمديرة لمؤسسة تنوير بالشكر والتقدير للفنان عصام صباح والمجموعة المقدسية المشاركة، معتبرةً أن مشاركتهم تحمل بُعدًا رمزيًا وثقافيًا عميقًا.

وصادف افتتاح المعرض عشية الذكرى السنوية لرحيل الصحفية شيرين أبو عاقلة، والتي حضرت في أكثر من عمل فني كبورتريه يعبر عن مكانتها في الذاكرة الفلسطينية. كذلك تزامن المعرض مع ذكرى ميلاد الشاعر سميح القاسم، ما أضفى على الأمسية طابعًا وجدانيًا خاصًا.

وفي كلمة الافتتاح، أكدتُ أن المعرض لا يكتفي بتقديم البورتريه كصورة، بل هو مرآة لنبض المجتمع، ورسالة حية في زمن الوجع الفلسطيني.