وجدي حسن جميل جبارين: البحث عن اثار اللجون العربية الإسلامية (3)

خان اللجون

“تدل المصادر التاريخية المتوفرة بين ايدينا ان “خانا” (بمفهوم فندق في ايامنا هذه) كبيرا “عظيما”, للمسافرين اقيم في اللجون, بقيت اثاره واطلاله شاهدة على عظمته حتى الى ما قبل بعض السنوات.
وقد تبين لنا من البحث ان هذا الخان اقامه التاجر والمحسن المسلم المدعو “الشيخ امين الدين ابن البص”, (المتوفي في عام 731 للهجرة، 1331م) ما بين م1323 و 1331م. وجاء في المصادر: “ان الشيخ امين…..التاجر انفق جملة من ماله في سبيل الخير… ومنها بناؤه “خان اللجون” على رأس وادي عارة قبالة مصطبة السلطان”..
وقالت المصادر “ان الشيخ امين كان رجلا جيدا, له مقاصد صالحة وانفق جملة من ماله في سبيل الخير…ومنها بناء “خان المزيريب” بحوران.. واضافوا أن ابن البص عمر أيضا خان اللجون: “على رأس وادي عارة قبالة مصطبة السلطان”. وجعله محبوسا على اعمال البر والإحسان ولم يكن هذا الخان الا واحدا من المشاريع الخيرية التي أسسها على نفقته ليرتفق بها الناس. تقبل الله منه ورحمه، توفي ليلة الأربعاء سابع ذي الحجة كما ذكره الحافظ علم الدين في سنة احدى وثلاثين انتهى”.
وكتب العثماني (المتوفي في 1378م) عن مرج بني عامر:
وبه ولايتان: اللجون وجنين, فاللجون بلد قديم، وهو قاعدة المرج وهو من عشير يمن، وكذلك جميع مرج بني عامر، وبه مقام للخليل إبراهيم عليه السلام وهو من المزارات وبه مصطبة السلطان، وخان سبيل عظيم الشأن, يأوي اليه المسافرون”.
وبين 1422م -1433م قام نائب صفد “المقر الزيني مقبل الدوادار” باعادة تجديد بناء خان اللجون, كتب العثماني يقول: “وفعل اثار حسنة بصفد, وعمر جسر المجامع, وخان اللجون, وعمر طبرنا بمرج ابن عامر”…
استمر خان اللجون يقدم خدماته للتجار والمسافرين الذين كانوا يمرون من هذه المنطقة الهامة طوال عدة قرون, امتدت الى اوائل القرن التاسع عشر – خلال العهد العثماني- حيث ورد ذكره في اكثر من مصدر وبفترات متفاوتة حتى خرابه ودماره, على ما نرجح خلال الفترة الواقعة بين 1750- 1800م, واغلب الرأي انه تم تدميره بهجمات ظاهر العمر على اللجون وقصفها بالمدفعية في العام 1773، بعد قرابة 400 عام من اقامته….
وكان السلطان العثماني سليم الاول قد نزل بخان اللجون في 23/12/1516 بطريقه لمصر، وكانت الدولة العثمانية تجبي رسوم ضريبية كبيرة من الخان وعوائده كما ورد في دفاتر 1538 و 1596م , اما الرحالة موندريل فقد مر في العام 1699م من اللجون وكتب عن الخان الذي كان في حينه ما زال يعمل وانه بحالة جيدة. وقال عنه الرحالة المسلم ابراهيم الخياري في العام 1669 ان باللجون خان كبير وعلى بابه منارة مرتفعة وانه نام به….
وكتب الرحالة ادوارد روبنسون الذي زار ام الفحم في العام 1844م انه شاهد بقايا خان اللجون اثناء مروره من اللجون في طريقه الى ام الفحم والمنطقة.
وقد ذكر الرحالة جيرين هذا الخان بقوله انه يقع جنوب البلدة, وانه شاهد بقايا “خان كبير جدا” يبدو انه بني على ايدي العرب, وهو (الان 1870) مهدوم كليا”.
ويذكره ايضا اعضاء البعثة الانجليزية في عام 1870 بقولهم: “هناك في الجنوب ما زالت اثار بارزة لخان كبير الحجم قريب من الشارع”.
اما اهالي اللجون فقد خلدوا هذا الخان بتسميتهم احدى مناطق اللجون بأسم “قفا الخان” (وهي اليوم منطقة المحال التجارية ومحطة الوقود) .

** بتصرف عن كتاب الباحث ابن مدينة ام الفحم، الاستاذ وجدي حسن جميل جبارين: “اللجون.. درة مرج بني عامر”. (تحت الطبع)

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى