الطبع غلاب.. الاحمر الفحماوي يعود ليتجرع مرارة الخسارة وعلى موعد مع هبوعيل رعنانا في المشهد الختامي ومباراة نهاية الموسم!

تقرير: عامر طاهر – المحرر الرياضي لـ “المسار”

وهو يجر اذيال الخسارة الثالثة والعشرين ومع يد من الامام ويد من الخلف، عاد الاحمر الفحماوي الى قواعده من عكا، الجمعة الماضية، بعدما تكبد خسارة اخرى على يدي الفريق المحلي بثلاثة اهداف لهدفين، ليحصدالفريق العكي 9 نقاط على حساب الاحمر في المواجهات الثلاث بينهما خلال الموسم المنتهي.

وكان الفريق المحلي من عكا قد استهل المباراة بهجوم صارخ وبقوة، وسرعان ما ترجم افضليته الميدانية الى هدفين مباغتين، سجلهما حلال 20 دقيقة الأولى. ثم اضاف ثالثا مع الانفاس الاخيرة من الشوط الاول، الذي انهاه بثلاثية مزمجرة لمصلحته، في ظل اداء مبعثر وصفيق لا يعرف الجمعة من الخميس من جانب الفريق الفحماوي، الذي بدا تائها وشارد الذهن في الدقائق الاولى.

وقد انقلبت الموازين في الحصة الثانية، وطرأ تحسن لافت على اداء الاحمر، وسط تبديلات صحيحة وسليمة للمدرب ايلي كوهن. ما أثمر عن هدفين مقلصين بإمضاء قلب الدفاع المتأخر علي كيال والبديل عيدان غولان.

ولم يكن الاحمر بعيدا عن معادلة النتيجة والعودة مع نقاط، لولا طبعه الغلّاب في الاستسلام للخسارة ورمي المنديل من الحلبة، ولو تفوق على منافسه لعبًا واداءً.

وجراء الخسارة، تجمد رصيد الاحمر عند النقطة الـ23في المرتبة الاخيرة، لتتلاشى آماله كليًّا في الانفلات من المرتبة الاخيرة.

وفي غضون ذلك، من المقرر ان يباري الاحمر فريق هبوعيل رعنانا، اليوم الجمعة عند الساعة الرابعة عصرا،على استاد السلام، في إطار الجولة الاخيرة من الموسم الكارثي.

وفي الاحمر الفحماوي يمنّون النفس بالفوز في المباراة ووداع الممتازة بمذاق حلو، يخفف من مرارة الهبوط وانعكاساته الخطيرة.

وفي اوساط انصار الفريق يرجون ان يكون وداع الفريق بمثابة نزول لا هبوطًا الى الاولى، كون الهبوط يشتمل على مكوث وهو امر مرفوض جملة وتفصيلا لفريق يتمتع بقاعدة جماهيرية رحبة وواسعة.

وفي ظل غياب مجموعة من لاعبي الشبيبة، سيضطر الفريق لخوض اللقاء مع الاسماء المتوافرة، وسط آمال عريضة في ان تكون محل ثقة وتقدير بتحقيق الفوز المرجو والمأمول.

وفي الاثناء، ما برحت الازمة المالية العاصفة تضرب بجنبات الفريق وتهدد مستقبله وتجعله في مهب الريح، اذ من غير المستبعد ان يتعرض الاحمر الى عقوبات وخيمة وصارمة بسبب عجزه وتقاعسه في سداد ديونه للاعبين وجهات اخرى، لدرجة انه قد يستهل الموسم القادم في الدرجة الاولى “بمينوس“ وناقص نقاط. ما سيضاعف من حجم التحدي الذي ينتظره، وحتمًا سيواجهه، بالنظر الى تفاقم أزمته المالية.

ويبدو ان جمعية الفريق ستتولى المهام الادارية في الموسم القادم مع طموحات في انضمام رجال اعمال يساعدون افرادها في انتشال الفريق من وحل الدرجة الاولى، واعادته الى مساره الطبيعي كقطب في الممتازة.

وعلمت “المسار الرياضي” ان الاتجاه في الاحمر نحو بناء فريق شاب وطموح، يحتضن المواهب الصاعدة  المصنفة كطيور مهاجرة وتلعب في العديد من الفرق، ثم ترفيع مجموعة من لاعبي الشبيبة حققوا قفزة نوعية وباتوا اهلا لمواجهة التحديات بالنظر الى مستواهم المتنامي والمتطور، الى جانب استقدام عناصر فحماوية مجربة سبق لها وكانت من الاعمدة الرئيسية لتشكيلة الفريق الاولى.

وفي حديث مع “المسار الرياضي” – قال قلب دفاع الاحمر علي كيال: “الهبوط الى الدرجة الاولى مردّه الى شح الميزانيات وغياب السيولة، وتفادي السناريو المؤلمكان ممكنا لو تعزز فريقنا بلاعبين اثنين من المجربين في الحلقتين الوسطى والهجومية”.

واضاف علي كيال يقول: “لست نادما على الدفاع عن الوان الفريق والانضمام الى صفوفه، وكل لاعب من الوسط العربي يطمح في ارتداء قميص الاحمر الفحماوي واللعب لألوانه، لأنه فريق عريق ويتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة مع تاريخ حافل بالإنجازاتوالنجاحات”.

واردف علي كيال يقول: “للأسف واقولها بحرقة وبلوعةنفس وقلب.. انني لأول مرة اسجل هبوطا مع فريق يحضنني، فقد لعبت في فرق كثيرة من امثال هبوعيل تل ابيب ورمات غان ونوف هجليل، وهناك تركت بصمات ايجابية وحققت نجاحا على المستوى الشخصي. لكن الكبوة مع الاحمر وقعها شديد ومزلزل وثقيل جدا، ولم تكن متوقعة على الرغم من الاحوال الصعبة المحيطة بالفريق”.

وعن محطته القادمة – قال علي كيال: “من المؤكد ستكون في الدرجة الممتازة التي اعرفها جيدا وتناسيني للغاية..فالانتساب الى هبوعيل الخضيرة او ريشون لتسيونخياران واردان في الحسبان، كونهما معنيين في خدماتي.. ودون أدني شك سأدرس العرضين بعمق وعناية، والاختيار سيكون بما يضمن نجاحي وتأقلميالسريع في صفوفه”.

ويذكر ان فريق هبوعيل العفولة هبط رسميا الى الدرجة الاولى، وسيرافق الاحمر الى دوري معقد ووعر بعد 12 موسما متتاليا قضاها في اجواء الدرجة الممتازة. وفي المقابل، صعد فريقا هبوعيل تل ابيب وهبوعيل بيتح تكفا الى العليا، ليستبدلا فريقي هبوعيل الخضيرة ومكابي بيتح تكفا الهابطين من دوري الاضواء.