د. هيفاء مجادلة: اجعلوا حجّكم عامرًا بالخيرات!

غادرت وفود الحجيج من مختلف أصقاع الأرض، في الايام الاخيرة، متّجهةً لتلبية نداء الرّحمن وأداء فريضة الحجّ، أعظم رحلةٍ روحانيّة في حياة الإنسان.
ومعهم… رحلت قلوبنا وأرواحنا، تعانق الكعبة بنظرات التّوق، وتحلّق بالشّوق حيث مسجد رسولنا وحبيبنا، عليه أفضل الصّلاة والسلام، ومِنى ومزدلفة وعرفات و…!
ولأنّها رحلة العمر حقًا، ولأنّ أيّامها مباركة عظيمة، تتنزّل فيها الرّحمات وتُضاعف فيها الحسنات؛ فإنّني أوجّه هذه الكلمات من القلب إلى كلّ من حَظِي بشرف الوصول إلى أقدس بقاع الدنيا وأشرفها، وأتوجّه بنصائح لوجوه خير بسيطة في تنفيذها، كبيرة في أثرها وأجورها:
– وضع مصحف في زاوية المسجد – في مكّة أو المدينة – ليكون صدقةً جارية، يقرأ فيه حاجّ بعدكم، ويُكتب لكم الأجر ما دام يُتلى.
– ترك كرسيّ في مكان الصّلاة ليستريح عليه من أثقله التّعب، أو من لا يقوى على الوقوف.
– التبسّم في وجه من حولكم، فهي صدقة، وبثّ للطّمأنينة، خاصّة في أجواء الزّحام والتّعب.
– التصدّق على عامل نظافة أو من يخدم الحجيج، ولو بوجبة بسيطة. فربّ دعوة خفيّة تفتح لكم أبوابًا من الرّحمة.
– إفساح الطّريق بلينٍ، ومساعدة مَن يطوف بأحد أقربائه على كرسيّ متحرّك.
– نثر الحبوب للحمام في ساحة الحرم حيث تُباع أكياس الحبوب، فإطعام المخلوقات من أبواب الرّحمة.
– توزيع التّمر أو وجبات إفطار للصّائمين، أو حتى هديّة بسيطة لطفل صغير، وهم كثر في الحرم، ففرحتهم بها لا تُقدّر بثمن.
اجعلوا حجّكم عامرًا بالخيرات، ليس فقط في الشّعائر، بل في التّفاصيل الصغيرة التي تُرضي الله وتُبهج قلوب عباده. مَن يدري، ربّ لفتةٍ خفيّة، نابعةٍ من قلبٍ صادق مُحبّ، تُكتب عند الله أثقل في الميزان من الجبال الرّاسيات.
نسأل الله للجميع حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وعودة سالمة، بعون الله، وقد امتلأت قلوبكم نورًا، وأيّامكم بركة، وخُطاكم رحمة.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى