“هآرتس”..  قبور جماعية: الحرب تجاوزت كل الحدود، وعلى الجمهور أن يصحو!

لا يمكن شرح، وبالتأكيد لا يمكن تبرير، ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة. إنها حرب انتقامية، تستمر لأسباب سياسية، بلا أهداف عسكرية أو سياسية واضحة، وبدون دعم دولي، وتُنفَّذ على حساب حياة الأسرى.

لا يمكن توقّع أن تستخلص الحكومة، أو من يقف على رأسها، أنّ الوقت قد حان لوضع السلاح جانبًا. اليمين المتطرف يريد حربًا أبدية: أداة لتعزيز احتلال قطاع غزة، وتطهيره من الفلسطينيين، وتهيئة الأرض للاستيطان اليهودي. حتى من لا يشاركون هذا التوجّه أيديولوجيًا، يشاركون في هذه التحركات بدوافع انتهازية وسينكية. والنتيجة: قتل عشوائي للمدنيين، بلا موعد لنهايته.

كل يوم تحدث فظائع في قطاع غزة. يوم الجمعة الماضي، قُتل تسعة إخوة في غارة إسرائيلية على منزلهم في خان يونس، جميعهم دون الثانية عشرة من العمر. إنهم أطفال حمدي والاء النجار — طبيبان في مستشفى “ناصر” في المدينة، ولم يكن لهما أي صلة بحماس. وحتى لو كانت لهما صلة، فلا مبرر أبدًا لقتل أطفالهما.

قام حمدي بإيصال زوجته إلى عملها في المستشفى، وبعد دقائق من عودته إلى المنزل وقعت الغارة. أُصيب الأب بجراح بالغة، وأُصيب ابنه آدم، البالغ من العمر 11 عامًا، وهو الوحيد الذي نجا من المجزرة. كان لآدم تسعة إخوة، قُتلوا جميعًا. تسعة أطفال، إخوة وأخوات، أصبح آدم الآن الابن الوحيد لوالديه. تم قصف المنزل دون أي تحذير، رغم أن الجيش، بحسب عمّ الأطفال، يعلم أن المنطقة السكنية مخصصة للأطباء وعائلاتهم.

ردّ الجيش الإسرائيلي: “يتم فحص الادعاء حول إصابة غير متورطين”. ردّ جاف، بارد، لا مبالٍ — تمامًا كدولة بأكملها فقدت الإحساس. ضحايا قطاع غزة لا يهمّون أحدًا. لا حتى عندما يكون الحديث عن أطفال. لا حتى عندما تكون عائلة من الأطباء فقدت تسعة أطفال في قصف واحد.

حتى وصف الفظاعة من قِبل العمّ لم يوقظ ضمير المجتمع الإسرائيلي. قال: “كل شيء اشتعل، كنا نعلم أن الأطفال في الداخل وبدأنا نبحث عنهم. وخلال البحث بدأنا نعثر على جثث متفحّمة وأشلاء. لم نتمكن من التعرّف عليهم، كانوا جميعًا متفحمين. كان مشهدًا مروّعًا لا يُحتمل. ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ وما ذنب هذه العائلة — عائلة من أطباء وأطفال صغار؟”.

لا أحد يملك جوابًا جديًا على سؤاله. معظم الدعوات لوقف الحرب تتركز على إعادة الأسرى، وفي الآونة الأخيرة أيضًا على الضرر الذي يلحق بصورة إسرائيل أمام العالم. لكن هذه الحرب يجب أن تتوقف لأنها تجاوزت كل حد منذ وقت طويل.

على الجمهور أن يصحو. لا بدّ من رفع صوت صراخ. لا بدّ من المطالبة بوقف الحرب. المطالبة بوقف الاعتداء اللامعقول على المدنيين، بما فيهم الأطفال، سواء كان ذلك عبر تجويع جماعي متعمّد أو عبر قصف الطائرات الحربية.

** (هيئة تحرير هآرتس 26/5/2025)

 

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى