الملايين من حجاج بيت الله الحرام من مختلف انحاء العالم يستعدون للوقوف غدًا على صعيد عرفات لتأدية ركن الحج الاكبر

مكة المكرمة – من شحادة عازم

وسط أجواء دينية مفعمة بالمشاعر الايمانية الغامرة، وفي مشهد سنوي في غاية الهيبة والوقار، يبدأ حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولى يوم غد الخميس، التاسع من ذي الحجة لعام 1445 هجري، في التوافد إلى صعيد جبل عرفات (عرفة) لأداء ركن الحج الأعظم، تمهيدًا للاحتفال بعيد الأضحى المبارك بعد غد الجمعة.

ومن المتوقع ان تشرع قوافل حجاج بيت الله الحرام، مع إشراقة صباح الغد، بالتوجه إلى صعيد عرفات مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة والطمأنينة، وتحفّهم العناية الإلهية ملبّين متضرعين مهللّين مكبّرين، داعين الله عز وجل أن يمنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.

ويؤدي حجاج بيت الله الحرام، غدًا الخميس، على صعيد عرفات، صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين، وخاصة في مسجد “نمرة”، اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: “خذوا عني مناسككم”. ومع غروب شمس يوم غد تنطلق جموع الحجيج بنفرتها إلى مزدلفة، حيث يصلّون فيها المغرب والعشاء جمع تأخير، ويقفون فيها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة، لأن المبيت بمزدلفة واجب حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وصلى بها الفجر.

وعلم من البعثة الإدارية لحجاج 48 انها ستبدأ مساء اليوم الأربعاء بتفويج الحجاج من بلادنا إلى صعيد عرفات الطاهر، على مدار ساعات الليلة وحتى ساعات الفجر، للوقوف بعرفة اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال “الحج عرفة”.
ومن المتوقع ان تتوجه مجموعات من الحجاج اليوم بداية الى مشعر منى، لقضاء يوم التروية، فيما سيبدأ تفويج غالبية المجموعات الأخرى من حجاجنا إلى مشعر عرفة مباشرة.
وأعرب الحاج زياد شوربجي – رئيس لجنة التنسيق العليا لشؤون الحج والعمرة لمسلمي 48، والحاج مصطفى عازم – مدير اللجنة، والشيخ عبد الرازق ابو راس – رئيس البعثة، عن أملهم في ان تتكلل عملية تفويج الحجاج من مساكنهم في مكة المكرمة الى المشاعر المقدسة بالنجاح والتوفيق، وأن تنفذ الخطى بسلاسة ويسر دون اية عقبات.

ومن المنتظر ان يستكمل الحجاج يوم الجمعة، يوم النحر، باقي مناسك الحج من طواف الإفاضة وسعي ورمي الجمار، وبعد ذلك رمي الجمار في ايام التشريق.
وعلم من الحاج زياد شوربجي أن طلائع قوافل الحجاج ستبدأ بالعودة إلى البلاد، بعد انتهاء المناسك، بحيث يتوقع ان تصل اول المجموعات العائدة إلى البلاد يوم الثلاثاء الموافق 10.6.2025، فيما سيكون يوم العودة لآخر مجموعة – ومعها البعثة الإدارية للجنة التنسيق – يوم الاحد الموافق 15.6.2025. ‏

وقال شوربجي باسم بعثة الحج لمسلمي 48: “في الساعات الأولى من فجر الغد الخميس، سيقف الحجاج على صعيد عرفات، حيث سيبقون طوال اليوم في الموقع نفسه، يصلّون ويبتهلون ويتلون القرآن الكريم، والكثير منهم سيعتلي جبل الرحمة ويجلسون بين صخوره”.

وأضاف: “سيبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير. ويبيتون فيها قبل أن يكملوا رحلتهم الى منى لقضاء يوم النحر. ثم أيام التشريق الثلاثة ورمي الجمرات وإلى مكة المكرمة لأداء ركني الطواف بالبيت الحرام والسعي بين الصفا والمروة”.

هذا، وسيتوجه غالبية الحجاج اليوم إلى مشعر مِنى لقضاء يوم التروية الموافق للثامن من ذي الحجة، حيث يمكث الحجّاج – وعددهم يناهز أكثر من مليوني حاج – خلال ساعات الليل في مخيّمات مكيفة في وادي منى، على بُعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة، أقدس بقعة في الدنيا.

وقد استكملت البعثة الادارية للجنة الحج والعمرة العليا في الداخل الفلسطيني، أمس، كافة الترتيبات المتعلقة بنقل حجاج الداخل، الذين اتموا الاسبوع الماضي توافدهم اولاً بأول الى الديار الحجازية المقدسة في المملكة العربية السعودية، من اجل البدء بتصعيد بعضهم الى مشعر منى اليوم، وغالبيتهم مباشرة الى صعيد عرفات بالمشاعر المقدسة في مكة المكرمة، عشية وقوف الحجاج عليه غداً الخميس في يوم “الحج الاكبر”.

وكانت البعثة الإدارية قد عقدت، يوم الاثنين، اجتماعا لكافة الإداريين، في فندق “أبراج الكسوة” بمكة المكرمة، لوضع اللمسات الاخيرة على خطة تفويج حجاج بيت الله الحرام إلى المشاعر المقدسة، إلى منى يوم التروية، والى مشعر عرفة يوم التاسع من ذي الحجة، اعتبارًا من مساء الأربعاء، وكل ما يتعلق بساعات التفويج والتنسيق المطلوب لذلك.
وافتتح الاجتماع بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم كلمة ترحيبية قدمها الحاج زياد شوربجي، رئيس لجنة التنسيق، وكلمة اخرى للشيخ هاشم عبد الرحمن، رئيس لجنة المراقبة في لجنة التنسيق.
كما تم خلال الاجتماع طرح التعليمات المتعلقة بالإقامة في مخيمات منى وعرفة، وإيضاح عملية التنقل في يوم العيد لأداء طواف الإفاضة ورمي الجمرات، والتي قدمها الشيخ عبد الرازق ابو راس، رئيس البعثة.
وتخلل الاجتماع تقديم شرح من قبل مدير لجنة التنسيق، الحاج مصطفى عازم، حول عملية تنظيم مغادرة الحجاج ومواعيد ذلك، برًا وجوًا، بعد انتهاء المناسك. كما جرى خلال الاجتماع توزيع لافتات تحمل ارقام الحافلات للاستعانة بها لإرشاد الحجاج عند النفرة من صعيد عرفة.