سلسلة تظاهرات من النقب حتى شمالي البلاد ضد التجويع وحرب الإبادة بغزة.. والمتابعة تحيي المشاركين

حيّت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في بيان لها مساء الجمعة، الحشود الكبيرة التي شاركت يومي الجمعة والخميس، والنشاطات التي ستنظم اليوم السبت في سلسلة من التظاهرات ضد “حرب الإبادة والتجويع والتهجير التي ترتكب ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

وقالت إن “هذا التجاوب اللجان الشعبية ومركبات لجنة المتابعة مع دعوة لجنة المتابعة، يؤكد جاهزية جماهيرنا للوقوف إلى جانب شعبها الذي يواجه أخطر جرائم ضد الإنسانية، لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية”.

وذكرت المتابعة أن “التظاهرات اليوم امتدت من النقب مرورا بمنطقة المثلث في جنوبه وشماله، ومدينة يافا التي شاركت فيها قوى تقدمية، مرورا بعدة مدن وقرى حتى شمالي البلاد”.

وأشارت إلى أنها كانت قد دعت للاستنهاض الشعبي ضد حرب الإبادة والتجويع والتهجير، بالقيام بتظاهرات في البلدات وعند مفارق طرق مركزية من خلال اللجان الشعبية المنبثقة عن لجنة المتابعة، والأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع العربي.

وشددت المتابعة على أن “مظاهرة سخنين الكبرى وإضراب لجنة المتابعة عن الطعام في يافا وسلسلة النشاطات التي رافقت هذا الإضراب، تؤكد جاهزية جماهيرنا، ومعها قوى تقدمية يهودية مناهضة للعدوان الرهيب لإعطاء المعركة ضد حرب الإبادة زخما جماهيريا أكبر، وتؤكد أن صوت الحق والعدالة في غزة سيبقى مجلجلا”.

وقد شارك الآلاف، يوم الجمعة، في احتجاجات نظمت بمنطقتي القدس والمثلث الجنوبي وفي بلدات طمرة وكفر كنا وكوكب أبو الهيجاء ومجد الكروم وباقة الغربية ورهط والناصرة وكابول وأبو غوش غيرها، ضدّ الحرب على غزة، وتجويع أهلها، في ظلّ تواصل المأساة في القطاع.

ففي منطقة القدس، تظاهر العشرات من أهالي أبو غوش وعين رافة وعين نقوبا على جسر “حيمد”، ورفعوا لافتات ورددوا هتافات منددة بالإبادة والتجويع في غزة، فيما قام مستوطنان باستفزاز المتظاهرين في المكان قبل أن يتم إبعادهما من قبل عناصر الشرطة الإسرائيلية.

وفي الناصرة، نُظّمت الوقفة الاحتجاجية، عند ساحة العين، في المدينة، بمبادرة من قِبل مجموعات نسائية في مقدمتها مجموعة “حرّات”، و”نساء ضد العنف”، وانضمت إليهما قوى سياسية ونشطاء من مختلف الأُطُر. ورفع المتظاهرون الأعلام السوداء، والشعارات المنددة بالاحتلال، والتجويع الذي يهدد سكان قطاع غزة.

وكُتبت على لافتات رفعها مشاركون بالوقفة، شعارات من قبيل: “أوقفوا الحرب”، و”التجويع جريمة حرب”، و”افتحوا المعابر”، و”الحرب دمار للإنسانية”. كما طرق عدد من المحتجين على الأواني، كتعبير عن الجوع الذي يُفرض على أهالي غزة.

وفي كابول، شارك العشرات في وقفتين احتجاجيتين نُظِّمتا عند “دوار النافورة” في البلدة. وهتف المشاركون بالوقفة بشعارات مندّدة باستمرار الحرب، ومُطالبة بوقفها، وبإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقال عضو اللجنة الشعبية في كابول، وليد طه، لـ”عرب 48″، إن “هذه الوقفة تأتي في إطار تصعيد النشاط الشعبي ضد المجازر في غزة، إذ أن الجرائم التي ترتكب هناك وخصوصا تجويع الأطفال عمدا، تستوجب ردا إنسانيا وأخلاقيا من كل فلسطيني أينما كان”.

وأضاف: “نحن نرى أطفالا يموتون جوعا على الهواء مباشرة، وهذه جريمة لا يمكن أن نسكت عنها. منذ بداية العدوان لم ولن نصمت وقلنا بوضوح لو تخلى العالم كله عن غزة فإننا لن نتخلى عنها، هذه معركة وجود ليس فقط في غزة بل علينا أيضا في الداخل”. مشددا على “أهمية الوحدة الوطنية في هذه المرحلة واستمرار الاحتجاجات حتى وقف العدوان وزوال الاحتلال”.

وفي مدينة طمرة بمنطقة الجليل، شارك المئات في وقفة احتجاجية على دوار “القدس” في المدينة، ورددوا هتافات منددة بحرب الإبادة والتجويع في غزة، وشعارات مطالبة بإنهاء الحرب ولافتات حملت صور أطفال استشهدوا بسبب التجويع.

ومن بين الشعارات واللافتات التي رفعت خلال الوقفة: “لا لحرب التجويع والإبادة”، “لا فرق بين دم ودم”، “لتتوقف حرب التهجير”، كما أطلقت هتافات تطالب بالحرية للأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وقال رئيس اللجنة الشعبية بالمدينة، محمد صبح، لـ”عرب 48″، إن “هذه الوقفة تعبر عن غضب شعبي حقيقي، والمشاركة كانت مضاعفة عن وقفات سابقة، ما يؤكد أن ما يجري في غزة يمس كل فرد منا، إذ أننا جزء من هذا الشعب وما يصيب أهلنا هناك يصيبنا هنا”.

وتابع: “نحن نرفض أن يعامل الدم الفلسطيني كدم رخيص، ونرفض الصمت العالمي أمام المجازر والحصار. يجب وقف الحرب وفتح المعابر فورا لإدخال الغذاء والدواء”، مؤكدا أن “هذه التحركات الشعبية ستستمر وتتوسع لتشمل مفارق الطرق والمراكز الحيوية في محاولة لخلق ضغط شعبي داخلي وخارجي على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب”.

وذكرت الشاعرة والناشطة الاجتماعية، نهاية عرموش، لـ”عرب 48″، أن “ما نراه من مشاهد القتل والجوع في غزة لا يمكن تحمله، ونحن كأمهات نشعر بأن أطفالنا في خطر حتى من بعيد. الحرب ليست منطق الإنسان وأقل ما يمكن فعله هو هذه الوقفات الاحتجاجية”.

وفي كفر كنا، شارك المئات في وقفة احتجاجية أطلقوا خلالها هتافات منددة بالتجويع والإبادة في غزة، ورفعوا صور المجوّعين في القطاع، وقرعوا الأواني احتجاجا على التجويع ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع.

وتحدث خلال الوقفة العديد من المشاركين، وأكدوا على أنها جاءت للتعبير عن وقوف الفلسطينيين في مناطق الـ48 مع غزة كونهم جزء من الشعب الفلسطيني، ونصرة لأهالي غزة وللمطالبة بوقف الحرب والتجويع.

وفي مجد الكروم بمنطقة الشاغور، شارك المئات في وقفة احتجاجية على دوار “النافورة” بالبلدة، ثم نظمت مسيرة انطلقت من موقع الوقفة وجابت شارع 85 القديم وصولا إلى ملعب كرة القدم البلدي.

ورفع المشاركون في الوقفة والمسيرة لافتات منددة بالتجويع وحرب الإبادة في غزة، ورددوا هتافات مطالبة بإنهاء الحرب بشكل فوري، قبل أن تختتم المسيرة بإلقاء بعض الكلمات منددة بالتجويع والإبادة الجماعية في القطاع.

وفي كوكب أبو الهيجاء، شارك عدد من الأهالي والنشطاء من البلدة في وقفة احتجاجية، ورفعوا شعارات منددة بحرب الإبادة والتجويع ومطالبة بإنهائها فورا.

وفي رهط، شارك العشرات من أهالي المدينة ومنطقة النقب بوقفة احتجاجية، ورددوا هتافات مطالبة بوقف التجويع وإنهاء الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للأهالي كما حمل المشاركون في الوقفة لافتات منددة بسياسات التجويع الممنهجة، وصور أطفال نحلت أجسادهم بسبب التجويع وسوء التغذية.

وفي باقة الغربية، شارك العشرات من أهالي المدينة والمنطقة في وقفة احتجاجية قرب مسجد أبو بكر الصديق، ورفعوا لافتات مطالبة بإنهاء الحرب، وصور شهداء التجويع الأطفال، وطالبوا بإدخال المساعدات إلى أهالي غزة وعدم استخدام التجويع كأداة حرب.

وكتب على بعض اللافتات: “نجوع ونعرى ولكن لا نركع”، “لا لحرب التجويع”، “لا للإبادة الجماعية”، كما هتفوا نصرة لغزة وضد السياسات الإسرائيلية ضد أهاليها.

وجاءت الوقفة بعد اجتماع موسع في ديوان بلدية باقة الغربية قبل عدة أيام، بمشاركة مجموعة من أهالي المدينة من ضمنهم نشطاء وأعضاء اللجنة الشعبية وأئمة المساجد وممثلون عن نادي “هداية” وشخصيات فاعلة، وجرى الاتفاق على استمرار الخطوات والفعاليات الاحتجاجية في حال لم تنته الحرب.

وذكر عضو اللجنة الشعبية في المدينة، الشيخ خيري إسكندر، لـ”عرب 48″، أن “ما يحصل لا يتقبله العقل البشري وكأن نازيون جدد يطبقون نظام أبارتهايد على شعب آخر، إذ يقتلون كل شيء الكبار والصغار والأطفال والنساء والشجر والحجر. نقف هنا لنقول كفى لهذه الحرب ويجب أن تتوقف بأقرب وقت ممكن”.

وقال جميل أبو حسين، لـ”عرب 48″، إن “هذه الوقفة ضمن مجموعة من المظاهرات التي تقام في البلدات العربية ضد الحرب الإجرامية والمجاعة التي تحصل في غزة. هذه حرب تجويع تستهدف أهلنا في غزة، والعقل لم يعد يستوعب كل ما يحصل من حرب وتجويع ومشاهد الأهالي وهم يسقطون من الجوع. الحراك بدأ ومستمر حتى إنهاء الحرب على أهلنا في غزة”.

وفي منطقة المثلث الجنوبي، شارك المئات في وقفة احتجاجية نظمت على مفرق “رأس عامر” بين مدينتي الطيبة والطيرة، ورفعوا لافتات كتب عليها شعارات داعمة لأهالي غزة، بالإضافة إلى صور لشهداء أطفال ومشاهد توثق المجاعة المتفاقمة في القطاع.

عبر المتظاهرون عن غضبهم من سياسة الحصار والتجويع عبر قرع الأواني، في تعبير رمزي على انعدام الغذاء والموارد الأساسية في غزة. كما رددوا هتافات منددة بسياسات الحكومة الإسرائيلية، مطالبين بإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري.

وقال الشاب أمير مصاروة، لـ”عرب 48″، إن “الوقفة هي ضد الحرب على غزة وضد التجويع والإبادة التي تحصل هناك. نريد أن ينتهي الحصار وأن تتوقف الحرب، ونرى في الآونة الأخيرة وعيا كبيرا عند الشباب ومشاركتهم بارزة في التظاهرات، وقد باتوا ركنا أساسيا في التظاهرات، واليوم باعتقادي لديهم تأثير كبير في الشارع”.

وذكرت الشابة مارينا منصور، لـ”عرب 48″، أن “ما دفعني للمشاركة أولا هو أنهم أبناء شعبي بعد سقوط جميع الأنظمة العربية التي تتواطأ مع حرب الإبادة التي لم يحصل مثلها في التاريخ، إذ أننا نبكي حين نرى الأطفال يموتون من الجوع والأهالي الثكالى. يجب علينا كلنا أن نقف وقفة واحدة لنوقف هذه الإبادة”.

وأضافت أنه “ما دام انهم يسمحون لليهود بالتظاهر فنحن أيضا من حقنا ذلك أيضا ويجب أن نتظاهر بقوة، إذ أن النساء بارزات في المشاركة ونحن نحترق من الداخل. عامان ونحن نرى الصور وينفطر قلبنا على الأطفال الذين يموتون جوعا من دون طعام ولا دواء ولا شراب. مشاهد يعتصر لها القلب”. (عن: عرب 48)

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى