د. محمد عدنان بركات: أيّ شامٍ أنتِ؟!

“حبيبة أبيها”؛ ماذا أقول؟!
أيّ شامٍ أنتِ؟!!
أيّ روح طاهرة تعتلي جسدكِ الشّفيف؟!
هل شينكِ شموخ تجلّى أو شأن عظيم برز واستقلّ؟
هل ألفكِ انتصار على الموجود أو استعادة الأمل المنشود؟
هل ميمكِ منزلة العلياء أو منبر الأحياء أو منازل الشّهداء؟
أيّ شام أنتِ؛ يا أميرة الطّفولة؟!
أيّ نفس زكيّة عبّرتِ عنها؟!
شمّومة الحلوة؛ ها هي الذّكرى العاتية لسفركِ قد حضرت..
وأقول لكِ؛ يا حلوتي، مكرّرًا ذلكَ؛ مرّة بل مرّات لا حدود لها:أنا مطمئنّ أنّك في أمن وأمان وفي جنّة بل جنان؛ عند المَلك الكريم الحنّان….
لكنّه الاشتياق؛ يا مضنى القلب، الاشتياق الجارف، والحنين الّذي لا ينتهي!!
فحضن والدكِ يشتاقُ إليكِ، وضمّة أمّكِ تبحث عنكِ، وملابسكِ الجميلة لا تزال تعانق رائحتكِ الزّكيّة، وغرفتكِ بكلِّ تفصيلاتِها تناديكِ، وكتبكِ وقصصكِ تُغلق صفحاتِها؛ لأنّها اعتادت لمساتِ أصابعكِ الحانية، وقنّينة الماء خاصّتكِ تقف عند حافّة السّرير تناديكِ وتعانق رشفاتكِ السّحريّة، وشهاداتكِ تشهد بتميّزكِ، وشوارع بلدتنا وكلّ بلدة ارتبطتِ بها تحفظ خطواتكِ المشرقة بأحذيتكِ البيضاء والسّوداء والملوّنة..
نعم..الأماكن كلّها؛ بكلّ مكنوناتها تشتاقُكِ دون حرف جرّ يطيل المسافات..
وتحاكي أصالتَكِ تلك الأناشيدُ والأغاني الّتي ألّفناها معًا وكنتِ تتصدّرين بطولتها…
ابنتي الأسطورة؛
حبيبتي الخالدة؛
أنا على يقين أنّنا سنلتقيك في الجنّة، وأنّك ستأخذين بيدي وبيد أمّك الّتي لوّعها فراقكِ؛ لكنّها ترسم خطوات ثابتة وجامعة بيقينها بالله وحسن ظنّها به؛ وهي تحمده وتثني عليه الخير كلّه…
أمّكِ لا تزال تسمع لحن خلودكِ، وتعانق تلكَ اللّحظات الّتي جمعتها بكِ بكلّ صغيرة وكبيرة…
كوني على يقين تامّ بأنّ دعوات أبيكِ ستلازمكِ حرزًا ونفحات أمّكِ ستعانقكِ شوقًا…
نعشقكِ؛ يا شامنا…
نشتاقكِ؛ يا “شمّومة”؛ لو تعلمين كم؟!
وإلى لقاء مشهود…
** رحلت “حبيبة أبيها” يوم الجمعة 2021-8-6 السّاعة الرّابعة بعد الظّهر.
——-
2025-8-6- الأربعاء
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com