بن جفير في جلسة لجنة الداخلية بالكنيست يطالب رئيس بلدية نيشر بهدم ضريح القسام في مقبرة بلد الشيخ قرب حيفا!

تناقلت وسائل اعلام عبرية فيديو لوزير الامن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير، في جلسة لجنة الداخلية الكنيست، يطالب فيه رئيس بلدية نيشر بهدم ضريح القسام ونقله من المقبرة الإسلامية الواقعة في مدينة نيشر، المقامة على أنقاض بلد الشيخ الفلسطينية المهجرة في قضاء حيفا!
وجاء على لسان بن غفير: “أصدِر امرًا بهدم ضريح الارهابي الكبير عز الدين القسام، واترك الباقي عليّ: الشرطة ستقوم فورًا بواجبها لتنفيذ الامر على افضل وجه..”!!
وطلب الوزير المتطرف، ظهر اليوم الثلاثاء، من رئيس بلدية “نيشر” بهدم ضريح القائد الشيخ عز الدين القسام، “وعلى إثر ذلك ستتولى الشرطة التنفيذ وتأمين المكان”. وأضاف قائلًَا: “الإرهابيون لن يهنأوا حتى بعد موتهم”!
ويذكر بأنّ قبر القائد القسام موجود في مدينة حيفا منذ عام 1935، داخل مقبرة بلد الشيخ قضاء حيفا، المعروفة اليوم باسم نيشر، وهناك اتفاق دولي ينصّ بعدم المسّ بالقبر مهما حدث!
وكان عضو الكنيست عن حزب “قوة يهودية” (عوتسما يهوديت) اليميني المتطرف والشريك بالحكومة الإسرائيلية، يتسحاك كروزر، والذي تولى حديثا رئاسة اللجنة، قد طرح مناقشة إزالة ونقل ضريح القسام من المقبرة، في جلسة لجنة الداخلية، اليوم، مضيفا أنه “لا ينبغي أن يكون الضريح مزارا لمؤيدي الإرهاب”، على حد تعبيره.
وقال عضو هيئة متولي أوقاف حيفا، المحامي خالد دغش لـ”عرب 48 “: “نتابع بقلق شديد جلسة الداخلية ودعوة بن غفير لرئيس بلدية نيشر، نقوم في هذه الساعة بالتشاور ودراسة خطواتنا القريبة”.
وأشار دغش إلى أن “بلدة الشيخ هُجّرت ودُمّرت في النكبة، ومقبرتها التاريخية ما زالت حتى اليوم شاهدة على تلك الحقبة، كأوقاف إسلامية في حيفا. نتابع ملف هذه المقبرة منذ سنوات طويلة، ونعمل على حمايتها من أي اعتداء أو مساس بها”.
وعن المحاولات المتكررة للتضييق على المقبرة واقتطاع مساحات منها، قال دغش: “على مر السنوات الماضية وحتى اليوم، هناك مخططات تدفع بها بلدية نيشر تحت شعار تطوير المنطقة، وتشمل إقامة محطة سكة حديد بالقرب من المقبرة، وهو ما يعني اقتطاع جزء من أرضها، إلا أننا لا نعترف بهذه الاقتطاعات ولا بالمصادرات، ونعمل في كل المسارات القانونية المتاحة من تقديم اعتراضات، وطرح مخططات بديلة، ومتابعة الملف مهنيا. هذا النهج القانوني يزعج كل من يحاول طمس المقبرة أو المساس بها، واليوم وبعد تصدينا لكل محاولات الاقتطاع الفعلي على أرض الواقع ومحافظتنا على أراض المقبرة، صعّدوا القضية لمستوى آخر في الكنيست”.
وأكمل عضو هيئة متولي أوقاف حيفا أن “السنوات الماضية شهدت محاولات متكررة للتعدي على المقبرة، وصلت إلى تحطيم أضرحة والاعتداء المباشر على ضريح الشيخ نفسه أكثر من مرة. المعتدون غالبا يأتون ليلا وفي أوقات الغفلة، ولهذا وفرنا حارسا دائما، ونطلب من الناس زيارة المقبرة بشكل مستمر، لأن وجود الزوار يشكل حماية لها، بالإضافة أننا ننظم كل عام معسكرات تطوعية لصيانتها وتنظيفها، ووجودنا فيها هو الضامن الحقيقي لبقائها”.
وعن تاريخ مقبرة القسام، قال دغش إن “هذه المقبرة ليست عادية، فهي قبل أحداث غزة الأخيرة كانت تعتبر أكبر مقبرة للشهداء في فلسطين، وتضم رفات معظم شهداء مناطق شمالي البلاد، إضافة إلى شخصيات دينية ووطنية بارزة”.
وأضاف أن “مساحتها التاريخية بلغت 42 دونما، بحسب وثائق الطابو البريطاني والخرائط الانتدابية، لكنها تعرضت عبر السنوات لاقتطاعات ومصادرات، لم تكن المقبرة مخصصة لأهالي بلدة الشيخ فقط، بل استقبلت دفن شهداء وأهال من حيفا والقرى المهجرة المحيطة حتى ضواحي حيفا”.
وعن رمزية المقبرة، لفت دغش إلى أنها “تتجاوز بعدها الديني، فهي شاهد حي على النكبة الفلسطينية، ووجودها يروي روايتنا التاريخية للأجيال القادمة، وحماية هذه المقبرة هي حماية للذاكرة، وللتاريخ، ولرمزية المكان الذي يضم ضريح الشيخ إلى جانب عدد كبير من الشهداء والشخصيات الوطنية، ولهذا، سنبقى نعمل بكل السبل القانونية والميدانية لضمان بقائها إلى أبد الآبدين”.
** قصة مقبرة القسام
منذ النكبة وحتى اليوم، تعرّضت مقبرة القسام في بلد الشيخ بالقرب من مدينة حيفا لسلسلة طويلة من الاعتداءات والمخططات التي استهدفت محو معالمها.
1948 – مع احتلال بلدة بلد الشيخ خلال النكبة، وُضعت المقبرة تحت السيطرة الإسرائيلية.
1954 – صودرت أراضي المقبرة، وبدأت الخطط لتغيير معالمها.
1955 – بيعت أجزاء من الأراضي لشركة “كيرور أحزكوت” الإسرائيلية.
1970 – كُشفت صفقة مشبوهة لتبادل أراضٍ تضمنت أجزاء من المقبرة.
1978 – حاولت الجرافات الإسرائيلية إزالة المقبرة بالكامل، لكن المحاولة ووجهت برفض واستنكار.
1997 – وُضع خنزير على أحد القبور في اعتداء استفزازي صارخ.
1998 – جرى الشروع في شق شارع 752 عبر المقبرة، ما هدد القبور والمقدسات فيها.
2000 – تعرض شاهد قبر الشهيد عز الدين القسام للتخريب عبر رسم الصليب المعقوف (النازي) عليه.
2002 – كُتبت شعارات عنصرية على جدران المقبرة مثل “الموت للعرب”.
2006 – هُدم شاهد قبر القسّام نفسه.
2010 – أُشعلت النيران في جزء من المقبرة.
2012 – مُدّت خطوط صرف صحي تمر عبر أرض المقبرة، في خطوة مهينة لحرمتها.
2014 – خُطط لإقامة مركز تجاري على جزء من المقبرة.
2016 – جُرفت أجزاء من داخل المقبرة ضمن مشروع حكومي لخط المواصلات السريع “المترونيت” في شارع 752.
2021 – المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت التماسًا قدّمه ذوو المدفونين في المقبرة.
2022 – عادت الجرافات الإسرائيلية، مدعومة بالشرطة الإسرائيلية، لمحاولة إزالة المقبرة تمهيدًا لأعمال بنية تحتية لصالح شركة “كيرور أحزكوت”.
وعلى مدى أكثر من سبعة عقود، ظلّت مقبرة القسّام شاهدة على الإصرار على طمس الذاكرة الفلسطينية في الجليل، وفي الوقت نفسه شاهدة على صمود الأهل ورفضهم التخلي عن حقهم في حماية حرمة موتاهم. (عرب 48 ووكالات)
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com