بشير شلش: نصوص مسرحية تشتبك بالواقع وتتشابك به!

(عن مسرحيتي "بياض العينين" و"يحدث كل خميس" مسرحيتان للبروفيسور أيمن إغباريه)

عن دار راية للنشر والترجمة في حيفا يصدر هذا الأسبوع كتاب جديد للشاعر والمسرحي الفلسطيني بروفيسور أيمن إغباريه، مشتملاً على نصوص مسرحيّتين قدّمهما خلال العقدين الأخيرين وجرى انتاجهما بواسطة مسرح الميدان (2005) والمسرح العربي في أم الفحم (2016).

يضم الكتاب مسرحية “بياض العينين” و”يحدث كل خميس”، بالإضافة إلى صور فوتوغرافيا والملصقات الفنية للمسرحيتين وقت انتاجها.

يشتغل إغباريه في نصوصه المسرحية مشتبكًا مع فكرة الخصوصية في قضايا فلسطيني الـ48، ويفكّك هذه المقولة التي يرى أنها أصبحت بحد ذاتها حاجزًا وفاصلًا ومحفّزًا على الفصل والبتر وانتاج هوية فلسطينية مشوّهة ومؤسرلة.

بهذا المنطق، وبهذه الرؤية، يكتب إغباريّه نصوصًا مسرحيّة بذائقة الشاعر وباهتمام الناشط المنتمي الذي يمسّ بقلمه عصب قضايا مجتمعيّة فارقة في زمن التغيرات الكبرى التي لا تني تعصف بالمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، وبكثير من قيمه ومعاييره، وتغيّر إلى الأبد، ليس فقط شكل العلاقة بين أفراده، وانما رؤيتهم لأنفسهم وهويتهم وتاليا للآخر اعتمادا على هذا الانزياح الذي يحدث في المجتمع الفلسطيني في الداخل.

تجدر الاشارة ان الكتاب يصدر بدعم من مركز الكتب والمكتبات، ويقع في ١٥٠ صفحة. لوحة الغلاف للفنان اسامة دياب.

بياض العينين

ترصد مسرحيّةُ «بياض العينين» حياة عائلة فلسطينية وأخرى إسرائيلية في مدينة حيفا. تدخل المسرحية بالقارئ الى عالميْ الأسرتين من خلال متابعة ما يحدث في غرفة المعيشة قبل وبعد حادث طرق يؤدّي إلى مقتل طفل فلسطيني. الحادث يستحضر ماضي الأسرتين ويزعزع الوفاق القائم على تناسي ذلك الماضي داخلّ الأسرتين وفيما بينها.

إنّ «بياض العينين» تطمح لأن تكون عملَ كاتبٍ يواجه مجتمعَه، لا بدافع الإتهام، بل بحافز الحوار. تطرح المسرحية أسئلة كثيرة أهمها: هل الماضي انتهى أم إننا لا نزال في طوْر صناعته كل يوم، بتجاهلنا له أو باعتباره تاريخاً منتهياً علينا تجاوزه من أجل ما يُسمّى بـ «العيش المشترك» و«المصالحة»؟

يحدث كل خميس

«يحدثُ كل خميس» مسرحيةٌ عن «عطاف» و«ربيع». «عطاف» امرأةٌ من الداخل الفلسطيني في العقد الرابعِ من عُمرها. امرأة عَزباء، بسيطة لا يراها أحد، لا تنتظر شيئاً مهماً ولا شيء مهم ينتظرُها. لكنها تضجُّ بأحلامِ الحُب والولادةِ والإنعتاق. «ربيع» شاب من مناطق ١٩٦٧ في العقد الثاني من عمره. شابٌ مارَس التسّول على الإشارات الضَوئية في الماضي القريب، جَاع وتَشرد، أذلَته الدُنيا ودعّكته بالتجاربِ المرّة. لكنّه ما زال قادراً على الحياة بكامل إنسانيته: صادقاً-كاذباً، خائفا-شجاعاً، ومنعزلاً-متواصلاً. «عطاف» و«ربيع» يلتقيانِ كلّ خميسٍ عند السياج، ليُكملا قصةَ حبهما المَمنوع والمَبتور.

** بروفيسور أيمن كامل اغباريه: باحثٌ، شاعرٌ، كاتبٌ مسرحيّ، وناشطٌ اجتماعي. يشغل منصب أستاذ في قسم القيادة والسياسة التربويّة بجامعة حيفا. تتمحور مجالات خبرته حول التعليم في صفوف الأقليّات العرقيّة والدينيّة، وسياسات التربية للمواطنة، والتعليم الإسلامي، وتأهيل المعلّمين.

نُشرت قصائده في مجلّات أدبيّة ومختارات شعرية بعدّة لغات، وأُنتِجت له ستّ مسرحيّات عُرضت على الجمهور: «الباص»، «بياضُ العَيْنَيْن»، «يا شمسُ لا تغيبي»، «يحدث كلّ خميس»، «أيام التنظيم»، و«وردة والمَحْسوم». في رصيده الشعري دواوين «تناثرتُ وأحب ألّا يجمعني أحد»، «ملاقط غسيل»، و«دُيون ضائعة». إلى جانب ذلك، أنجز عشرات المقالات والفصول والكتب الأكاديميّة.

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى