ب. إبراهيم طه: الكبسولة الثلاثون (30).. القلم والرصاص !

من المفارقات العجيبة التي تفلق الصخر أن يجتمع القلم والرصاص للتعبير عن شيء واحد هو “قلم الرصاص”. ما أعجب أن يجتمع نقيضان للإحالة إلى حالة واحدة! قبل الانتقال إلى مادّة الغرافيت لتصنيع أدوات الكتابة كانوا قبلها يستعملون مادّة الرصاص. ذهبت المادّة إلى مجال آخر وبقي الاسم ليظلّ شاهدًا على عجائب الدنيا التي لم تعد سبعًا منذ سنوات!
قتل طاقم الجزيرة في غزّة ليس الجريمة الأولى من نوعها وليست الأخيرة التي ترتكبها الحكومة القمعيّة الفاشيّة في إسرائيل. كلّ الأنظمة الدمويّة، وحكومة إسرائيل في مقدّمتها وطليعتها، تخاف من القلم كخوفها من الرصاص أو أشدّ. فما بالكم إذا اجتمعا في واحد؟! حين يكتب القلم الحقيقة ويكشفها للعالم يصير القلم رصاصًا، بل أقوى من الرصاص، أقوى وأنفذ!
تحضرني، في هذا السياق، قصّة مصطفى طلاس وزير الدفاع السوريّ في عهد حافظ الأسد مع زكريّا تامر. وزير الدفاع المسؤول عن الطائرات والدبّابات والمدافع أدرج في قائمة واجباته المهنيّة العسكريّة واجب الحذر من الجبهة الخطيرة التي قد يفتحها عليه الأديب زكريّا تامر وكلّ عدّته في هذا وعتاده هو قلم رصاص أو قلم من رصاص. فهم زكريّا تامر الرسالة فلملم أبعاضه وهاجر.. وإن كنتم تستغربون اسألوا الدكتورة لينا الشيخ حشمة والدكتور محمّد هيبي وهما أعلم منّي وأخبر بما يفعله الرقيب في العالم العربيّ! ولماذا نلوم مصطفى طلاس العسكريّ، ولا نلوم أصحاب القلم أنفسهم في الجامعات الإسرائيليّة حين لاحقوا طلابهم قبل سنتين على كلمة هنا وهناك أو حتّى على إشارة إيموجي بائسة! بئس الجامعات التي تطارد طلابها على إشارة إيموجي
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com