سعيد نفاع: اكليل غار أصلانيّ من حاكورتنا لِنتانياهو

 

بدءًا؛ أعتذر من برنارد شو وعلّ اعتذاري يصل رميم عظامه هنالك في مكان ما من بريطانيا العظمى!

وتاليًا؛ صحيح أنّا تزاملنا يا سيّد بنيامين نتانياهو في الكنيست؛ الدروة 17و18، وطبعًا تذكر أنّ اسم عائلتي يسبق عائلتك حسب الأبجديّة العبريّة، ويا ما قاربت أكتافنا أن تتلامس وأنا خارج من صندوق التصويت وأنت داخله أثناء الاقتراعات السريّة في الكنيست، ولا أنت سلّمت ولا أنا كالمتّبع بين النوّاب!

اليوم أرى عليّ لزامًا أن أرسل لك إكليل غار، ففي حاكورتنا شجرة غار عتيقة وها أنا أنتقي من طلوقها الأحسن، رغم الحمّ القاتل، لأنسج إكليل غار لا يستحقّه إلّا رأسك. وحيث أن العادة جرت منذ إيّام اليونان القديمة أن تعلّل أسباب منح الأكاليل، فها أنا أعلّلها وعلى الملأ:

1_ في غزّة أنت تقتل عشرات الأطفال يوميّا ليس حبّا في القتل، حاشاك، وإنما كي تنقذهم من التجويع والعطش وترسلهم إلى الجنّة.

2_ وأمّا في السويداء، وقد نُعفت عليك الأكاليل نعفًا من هنا ومن هناك حتّى ضاق بها رأسك، فلا أقبل على نفسي أن أكون جاحدًا متخلّفًا وقد فاضت أفضالك علينا لا يتّسع المجال لتعدادها، وسأكتفي بقليلها:

فتحت الأبواب على مصراعيها دعمًا للجبل من “البابوش إلى الطربوش” وما بينهما (!) حسنة لوجه الله. ومن فرط إيمانك بالله وأنبيائه وكرمى لِـ شعيب “حمو” موسى فتحت الأبواب لمئات أخوتنا من سوريّا لزيارة مقامه.

هدّدت بالويل والثبور كلّ من يمسّ شعرة من أخوتك\نا الدروز في الجبل، وعندما لم يسمح لك جدولك المليء بالمهامّ الوطنيّة أرسلت من يسمّى وزير الدفاع كما يكنّى على لسان بعض رجالات الأمن، لينوب عنك.

دببت “السبع” في قلوب شباب جرمانا والأشرفيّة وصحنايا في وجه “الضبع” القابع في القصر الجمهوري، وحين أغار الضبع على السبع، لم تقف متفرّجًا وإنّما خوفًا على أطفال صحنايا وحقنًا لدمائهم من صواريخ طائراتك، فَـ “زكزكت” ضواحي “المُوكَرة” بصاروخ أو اثنين، أعادا لصحنايا الهدوء وعلى الأقلّ لدفن أبنائها.

صحيح أنّك في باكو – أذربيجان يوم 12 تمّوز اتّفقت مع الشرع أن تدخل جحافل جيشه لتحمي حدود دولتنا، أعزّها الله، من 7 أكتوبر آخر من الجهاديّين التي تنغُل درعا وضواحيها بهم، وخرج الشيخ الهجري مرحّبًا بدخول الجيش السوري. لكنّ الولد عقّ وعمل ذبحًا في أخوتك\نا الدروز. وبسبب انشغالاتك الوطنيّة لم تعلم إلّا في اليوم الثالث ومعاوينك هنا “راحت عليهم نومِة” من تعب المتابعة، ولكن حين علمت أنّ الآلاف من الشيوخ والشباب الدروز قطعوا الحدود وخوفًا على أرواحهم، فعلت ما استطعت إليه سبيلا فضربت دبّابة هنا وأخرى هنالك فذُعرت الجحافل وعادت، وخرج الشيخ الهجري يقول أنّه أُجبِر على بيان الترحيب، وحاشاك، أن تكون أو رُسلُك من فعل!

لو أنّ أهل غزّة “مْهدّين لك بال” لكنت منعت تهجير 36 قرية في الجبل وحرق 32 منها وكذا السويداء العاصمة، ومنعت لجوء عشرات الآلاف من سكّانها الذين حالفهم الحظّ وسبقوا شرقًا قوّات الجيش الآتي ليحمي حدود دولتنا، أعزّها الله، قبل أن تزحف قوافل “البدو” تكملة للمشهد، فقتلت منهم 40 و15 من الجيش، و3 في الأركان العامّة في دمشق وفقط لأنّه تزامن القصف، لسوء حظّنا، مع خروج هيئة الأركان لفرصة الغداء خارج المبنى!

ظلّ هنالك ولد عاق اسمُه جنبلاط ابن كمال جنبلاط وميّ أرسلان جنبلاط، فاستطعت بِـ “سحرك الأخّاذ” إلا يتّفق الإسرائيليّون على وصفك بالساحر؟! أن تجعله عبرةً لمن يعتبر لكلّ من يخرج عن الإجماع الغيور على أخوتك\نا الدروز!

صحيح أنّ السويداء محاصرة ومجوّعة، ولكن ردّا على كلّ من يطالك بمسؤوليّة، دعني أشاركك في شيء من تراثنا، علّه يعينك على الحمل الثقيل الذي تحمله عنّا وعن أخوتك\نا الدروز إضافة لحملك همّ أخوتنا أو قل أنسبائنا أبناء قومك، واعتبرها عتابًا ليس إلّا لا تمسّ استحقاقك للإكليل!

لن يُرفع الحصار عن السويداء إلّا حين يُرفع عن غزّة وصولًا إلى كوبا وفنزويلّا… أمّا لماذا، فَـ لله درّ بعض تراثنا العربيّ كم فيه من المكنوز البسيط الهادف المُضيّع. نحن الكهلة اليوم عايشنا أيّام كانت الفتاة “الشموص” إن عوكست ترفع “صرمايتها” في وجه المعاكس تهديدًا لا يلبث أن يصير تنفيذًا بضربه على سحنته بِـ “الصرماية” إن تمادى. (اليوم طبعًا ترفعه بوسطًا تيك – توكيّا يجيب الأجل). كان المعاكس في كثير من الأحيان “يفشّ غلّهْ” في الصرماية ليصير سخرية الساخرين وعبرة عند المعتبِرين… هكذا يا سيادة الرئيس المكلّل!

الفتاة “الشموص” هي يا سادة يا كرام أيّها الدّابين غضبكم على الصرماية؛ الشرع، هي: توماس براك الأميركي، وبيدرسون جير الأمميّ، ورون ديرمر “المْركّب” إسرائيلي- على أميركي… فحتّى متى نعمى أو نتعامى عن اليد التي تضرب بالصرماية وندبّ جام غضبنا على الصرماية؟!

وأخيرًا يا عزيزي المكلّل نتانياهو

ألا تستحق تلك الأكاليل التي غمرتك حتّى لو لم يُكتب عليها اسمك صراحة فيكفي أن يُكتب عليها اسم دولتنا، أعزّها الله، أولست أنت الدولة والدولة أنت كقول لويس الرابع عشر. واعذرني إن تأخّرت قليلاً عن إرسال الإكليل، ولكنّي متأكّد أنّه ستشفع لي أصلانيّته، فهو كما قلت لك من شجرة الغار التي في الحاكورة زراعة أبّي وأمّي، وآمل أن يصلك وأنت وعقيلتك سارة وابنك يئير ترفلان دومًا بالغار.

** سعيد نفّاع.. زميلك في الكنيست 2007 – 2013 الذي عمره ما حكى معك ولم تحكِ معه، آملًا أن تكون هذه بادرة خير!

13 آب 2025

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى