الموت يغيب الروائي المصري صنع الله إبراهيم صاحب روايتي “شرف” و”ذات”

توفي الأديب المصري صنع الله إبراهيم صباح اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد، وفق ما أفادت به صحف مصرية، وذلك عقب أيام من دخوله أحد مستشفيات القاهرة في محاولة لإنقاذه بعد تدهور حالته الصحية.

وعانى الروائي الشهير من سلسلة أزمات صحية خلال هذا العام، إذ كان قد نُقل في مطلع يناير/ كانون الثاني إلى مستشفى “المقاولون العرب” بسبب نزيف حاد في المعدة، حيث تدخلت وزيرة الثقافة ووزير الصحة لتأمين وحدات دم مناسبة وعلاج عاجل وفق ما أورد موقع “العربي الجديد”.

كذلك تعرض إبراهيم لاحقًا لكسر في الحوض استدعى نقله إلى معهد ناصر للعلاج، بحسب ما أفادت صحيفة “الوطن” المصرية.

سيرة مفكر ومناضل

صنع الله إبراهيم ولد في القاهرة عام 1937، وارتبط اسمه بالأدب العربي الملتزم وبالتيار اليساري الذي انخرط فيه منذ شبابه.

ففي عام 1959 اعتُقل مع مجموعة من المثقفين والسياسيين اليساريين وقضى خمس سنوات في السجن، وهي تجربة شكّلت وعيه السياسي والأدبي وظهرت انعكاساتها في أعماله الروائية اللاحقة.

وبعد خروجه، عمل في الصحافة وتنوعت تجاربه المهنية، قبل أن يسافر لدراسة السينما في برلين الشرقية ثم موسكو، ليعود بعدها إلى مصر ويتفرغ للكتابة منذ عام 1975 كما وثّقت “اليوم السابع”.

أسلوبه الروائي كان مميزًا، إذ مزج بين الوثائق الحقيقية والخيال الأدبي، وقدم نصوصًا تحاور الواقع السياسي والاجتماعي مباشرة.

وكان يختار موضوعاته ليكشف عن قضايا مسكوت عنها، من الفساد إلى الاستبداد، ومن العلاقات الاجتماعية المعقدة إلى الصراعات الدولية وتأثيرها على العالم العربي.

روايات شهيرة

من بين أعماله العديدة، تُعد رواية “شرف” الأشهر، إذ صنفها اتحاد الكتّاب العرب كثالث أفضل رواية عربية، ونالت شهرة واسعة داخل مصر وخارجها بسبب موضوعها الجريء الذي يتناول عالم السجون وقضايا الفساد وتقاطع السلطة والمال بأسلوب يجمع بين التوثيق والسرد الأدبي.

كما تحظى روايته “ذات” بانتشار كبير، خاصة بعد تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني لفت أنظار جمهور أوسع إلى أدبه وأسلوبه النقدي. ومن أعماله البارزة أيضًا “اللجنة”، “نجمة أغسطس”، “بيروت بيروت”، “وردة”، “العمامة والقبعة”، و”أمريكانلي”.

ويذكر أن إبراهيم فاز بجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب عام 2017.

وأثار إبراهيم جدلًا واسعًا في مواقفه، لا سيما عام 2003، وفي واقعة لا تزال حاضرة في الذاكرة الثقافية، حيث رفض تسلم جائزة الرواية العربية من المجلس الأعلى للثقافة في مصر، معلنًا على المنصة أن رفضه يأتي احتجاجًا على ما وصفه بالحكومة القمعية، أبان حكم الرئيس الراحل حسني مبارك.

الثقافة تنعى إبراهيم

ونعى الاتحاد العام للكتاب المصريين إبراهيم واعتبره أحد أعمدة الرواية الواقعية في العالم العربي، مؤكدًا أن كتاباته ستظل ذخيرة للحريات والمقاومة الثقافية، كما نقلت الصحافة الرسمية التي أشارت إلى تجربته التي بدأت بالسجن وتحولت إلى روايات ثورية أسهمت في تشكيل الوعي النقدي.

من جهته، قال وزير الثقافة، أحمد فؤاد هنو، في بيان إن الراحل كان “أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، وهو ما جعله مثالا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي”.

أدباء وكتاب وصفوه بأنه صوت القهر والضمير الحي، ورأى فيه آخرون المعادل الأدبي للمثقف المناضل، مشيرين إلى أن رواياته مثل شرف وذات وبيروت بيروت تحمل قيمة توثيقية واجتماعية كبيرة. (التلفزيون العربي)

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى