مجمع اللغة العربية في البلاد: ما بين الفيء والظل

في هذا الحرّ الشديد، يعد الظل أو الفيء المكان المراد لدى معظم الناس. ونلاحظ استخدام كلمتي “الفيء” و”الظّلّ” كلفظتين مترادفتين، فما الفرق الدقيق بين الفيء والظلّ من حيث الأصل اللغوي والدلالة والاستعمال؟
الظل من الجذر الثلاثي “ظلل”، وهو ما يكون ليلًا ونهارًا، وهو الفيء الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس. وقيل الظلّ للشجرة وغيرها بالغداة. ومعنى الظلّ هو الستر، ومنه اشتقاق “المظلّة” لأنّها تستر من الشمس، وبه سُمِّي سوادُ الليل ظلًّا لأنّه يستر كلّ شيء. وفي قولهم: جلست في ظلّ الشجرة، المراد المكان الذي تستره عن الشمس.
أمّا الفيءُ فهو من الجذر “فيأ”، والفعل “فاء” أي رجع، نقول فاء إلى رشده، أي رجع. والجمع أفياء وفيوء. ولا يكون إلّا في النهار، وهو ما فاء من جانب إلى جانب أي رجع، والفيء الرجوع. وقيل” إن “الفيْ” سُمِّي بذلك لأنه فاء عند زوال الشمس من جانب إلى جانب أي رجع. ويكون الفيء من الزوال إلى الغروب، وهو في العشي.
وقد فرق اللغويّون والمفسرون بينهما بناء على “الناتج”، فقد قال المبرَّد: الفيء ما نسخته الشمس، لأنّه الراجع. أمّا الظلّ فهو ما كان قائمًا لم ينسخه ضوء الشمس وقت الضُّحى. فكلّ فيء ظلّ، وليس كلّ ظلّ فيئًا.
ويقال “ظل” الجنّة ولا يُقال فيؤها. إنّما هي دائمًا ظل، لأنّها لا شمس فيها. وأهل الجنّة في ظلّ لا في فيء، لأنّ الجنّة لا شمس فيها. وقد جاء في القرآن الكريم: “وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ” (سورة الواقعة، 30).
وجاء أيضًا: “فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ” (سورة الحجرات، 9)، أي ترجع. والفيء ما يغنمه المسلمون من أعدائهم بغير قتال. أي أصبح ملكًا لهم. ونقول: فاء على أقاربه، أي عطف عليهم، والعطف نفسه رجوع. (حيفا)
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com