د. مها عليان – غنايم: “يقلقني ازدياد حالات إصابة الشابات العربيات بمرض التصّلب المتعدد”

تشير الأبحاث الى ارتفاع إصابة الشابات بمرض التصلب المتعدد او التصلب اللويحي، وخاصة في أواسط النساء من جيل 25- 32عاما بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف عن متوسط عدد الاصابات بين الذكور. لهذا المرض تأثير خطير على مجمل وظائف الجسم مثل الحركة، التوازن، الرؤية، الإحساس، التحكم في المثانة والأمعاء، إضافة إلى القدرة على التركيز والذاكرة. بالرغم من تعذر إيجاد علاج جذري لهذا المرض حتى الان، الا أنه في السنوات الاخيرة تم تطوير العديد من العلاجات المعززة لسيرورة المرض والتي يمكنها أن تحسّن من جودة حياة المرضى والتخفيف من حدته وتفاقمه وتأخير الوصول الى الحالات الصعبة والتدهور الوظيفي الشديد مثل الشلل اذا تأخر تشخيص المرض.
حول هذا الموضوع، طرق التشخيص وعوامل الخطر وطرق العلاج الحديثة، تحدثنا مع د. مها عليان- غنايم، مختصة في طب الاعصاب وأمراض الجهاز العصبي في المركز الطبي تسفون بوريا الذي افتتح مؤخرا عيادة خاصة لعلاج هذا المرض 1.2.3
ما هو مرض التصلب المتعدد؟
التصلب المتعدد او التصلب اللويحي او التصلب المتناثر، تعددت الاسماء والمرض واحد، بالرغم من عدم وجود تفسير دقيق لسبب مرض التصلب المتعدد، الا أن التقديرات تعود الى مهاجمة الجهاز المناعي لأجهزة الجسم المختلفة.
التصلب اللويحي هو مرض مناعي ذاتي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي، أي الدماغ والنخاع الشوكي. في هذا المرض، يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم السليمة عن طريق الخطأ، وخاصة غلاف الميالين – وهو الغلاف الدهني الذي يحيط بالألياف العصبية ويساعد على نقل الإشارات العصبية بسرعة وفعالية.
ما هي طرق تشخيص المرض والاعراض؟
يتطلب تشخيص المرض مختصا في أمراض الجهاز العصبي. تختلف أعراض ومؤشرات التصلب المتعدد وأعراضه من مريض لآخر، ويتعلق ذلك بمكان تلف الألياف العصبية وشدته في الجهاز العصبي المركزي. فقد يفقد بعض المصابين بالتصلب المتعدد القدرة على المشي.
تتمثل اعراض المرض بالمجمل: ضعف وتعب، شعور بتخّدر في واحد أو أكثر من أطراف الجسم، شعور بالوخز او أحاسيس مشابهة لصدمة كهربائية خفيفة تصاحبها حركات مفاجئة للرقبة، وخصوصًا انحناء الرقبة للأمام، صعوبة في التوازن وأحيانا عدم القدرة على المشي، ضعف البصر، وغالبًا يصاحبه شعور بالألم أثناء حركة العين، رؤية مزدوجة لمدة طويلة وضبابية في الرؤية ودوار ودوخة وغثيان. كما ويرافقها مشكلات في الوظائف الجنسية ووظائف الأمعاء، الإرهاق، التلعثم، مشاكل إدراكية، اضطرابات مزاجية واكتئاب.
تشخيص التصلب اللويحي يتم عبر تقييم الأعراض، وفحوصات عصبية وتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن مناطق الالتهاب في الدماغ أو النخاع الشوكي. أحيانًا يُطلب فحص السائل الشوكي، يتم عبر إدخال إبرة رفيعة في أسفل الظهر لسحب عينة صغيرة من السائل المحيط للتأكد من وجود مؤشرات لنشاط مناعي في الجهاز العصبي. لا يوجد تحليل دم واحد يشخص المرض، لذلك يعتمد الأطباء على مجموعة من الأعراض والفحوصات لاستبعاد أمراض مشابهة والوصول إلى التشخيص الدقيق.
ما هي الأسباب وعوامل الخطر؟
بالرغم من عدم وضوح اسباب الإصابة بالتصلب المتعدد الا انه يعتبر مرضًا ذا صلة مناعية يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم أنسجته. وفي حالة التصلب المتعدد، يؤدي هذا الخلل المناعي إلى تدمير المواد الدهنية التي تغطي الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي والتي تسمى الميالين. وعند تلف طبقة الميالين الواقية وانكشاف الألياف العصبية يحدث تأخر واضطراب في وصول الرسائل العصبية التي تنتقل عبر هذه الألياف العصبية. العوامل الوراثية تلعب دورا في زيادة احتمالات الإصابة بالتصلب المتعدد وأيضا:
العمر: يمكن أن يحدث التصلب المتعدد في أي مرحلة عمرية، لكنه يحدث غالبًا في الفترة بين25-32 عامًا. لكنه مع ذلك قد يصيب الأشخاص الأصغر أو الأكبر سنًا.
الجنس: ترتفع نسبة إصابة النساء بالتصلب المتعدد بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بالرجال.
التاريخ العائلي: إذا كان أحد والديكَ أو إخوتكَ مصابًا بمرض التصلُّب المتعدِّد، فإنك أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض.
العِرق: يزداد خطر الإصابة بمرض التصلُّب المتعدِّد بين الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، وتحديدًا أولئك المنحدِرِين من أوروبا الشمالية, بينما الأشخاص ذوو الأصول الآسيوية أو الإفريقية أو الأمريكية الأصلية أقل عرضةً للإصابة بالمرض.
السُمنة: تبين وجود علاقة بين السُمنة والتصلب المتعدد لدى الإناث. وينطبق ذلك تحديدًا على السُمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة عند الإناث.
تزداد فرص الإصابة بمرض التصلب المتعدد، اذا ما وجدت اضطرابات مناعية ذاتية أخرى كمرض الغدة الدرقية أو فقر الدم أو داء السكري من النوع الأول أو مرض الأمعاء الالتهابي. كما أن والمدخنون هم أكثر عرضةً للإصابة بالمرض.
ما هي فرص وإمكانيات العلاج؟
بالرغم من عدم وجود علاج شافٍ للتصلب المتعدد الا ان العلاجات القائمة تساعد في سرعة التعافي من نوباته وتعديل مسار المرض والسيطرة على أعراضه كما وأن التشخيص المبكر للمرض هو عامل اساسي في السيطرة على المرض ومنع تطوره في المستقبل ومنع الوصول الى الحلات الصعبة التي يصعب للمريض التعامل معها بسبب تأثير هذا المرض على مجمل وظائف الجسم الحيوية وحتى الوصول الى الموت المبكر قدر الإمكان. هناك أنواع مختلفة من العلاجات والأدوية التي تهدف إلى تقليل نشاط المرض ومنع تفاقم الأعراض.بعض الأدوية تُؤخذ على شكل حبوب يومية أو أسبوعية، وهي سهلة الاستخدام ومناسبة للعديد من المرضى. وهناك أدوية أخرى تُعطى عن طريق الحقن أو التسريب الوريدي (الأنفوزبا) مرة كل عدة أسابيع أو أشهر، بإشراف طبي بحيث أن الطبيب يختار العلاج المناسب لكل مريض حسب نوع المرض، شدّته، ونمط حياته.
في الصورة: د . مها عليان غنايم – تصوير محمود أسعد
المصادر الطبية لهذه المعلومات
- Haki M, Al-Biati HA, Al-Tameemi ZS, Ali IS, Al-Hussaniy HA. Review of multiple sclerosis: Epidemiology, etiology, pathophysiology, and treatment. Medicine (Baltimore). 2024 Feb 23;103(8):e37297. doi: 10.1097/MD.0000000000037297. PMID: 38394496; PMCID: PMC10883637.
- Ford H. Clinical presentation and diagnosis of multiple sclerosis. Clin Med (Lond). 2020 Jul;20(4):380-383. doi: 10.7861/clinmed.2020-0292. PMID: 32675142; PMCID: PMC7385797.
- Tafti D, Ehsan M, Xixis KL. Multiple Sclerosis. [Updated 2024 Mar 20]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2025 Jan-. Available from
** خدمة للجمهور مقدمة من شركة ميرك
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com