عاصم النبيه: الله يسهل عليك يا بو زينة!

** عن الصحفي الشهيد محمد قريقع وحياة مشبّعة بالحزن والحياء وهزيمة الجراح!
كنا نناديك يا حلو يا مزيون، نناديك يا أبو قريقع، نناديك يا حليوة، نناديك يا أبو الزين ويا أبو زينة، نناديك يا نوارة الشجاعية، فترد بابتسامة خجولة ساحرة ضاع نصف عمره من لم يراها. عرفت محمد قريقع خمسة وعشرين عاما، عرفته طفلا يتيما بهيا، وفتى يافعا، وطالبا جامعيا نشيطا، وعرفته في بداية الحرب صحفيا مجتهدا هنا وهناك، كما عرفته في أوج نجاحه وشهرته كواحد من أرقى الصحفيين الذين وثقوا هذه الإبادة.
عرفته صديقا وزميلا ورفيقا في كثير من الفترات. عرفته في كل أحواله فتى نبيلا لم يتغير، وإن أردت أن أصفه بكلمة واحدة فستكون “الحياء”، الحياء أولا والحزن ثانيا وهزيمة الجراح غلاف ذلك كله. كانت طينة محمد خليطا من الحياء المحبب والحزن العميق، مما جعله فريدا في شخصيته وأسلوب حياته ونظرته وسلوكه وتعاملاته اليومية، شاب ناجح مهني محترف متواضع، يعرف كيف يؤدي عمله بخفة وإتقان، يعرف كيف يحصل على الخبر وكيف يكتبه وكيف ينشره ويقوله ويذيعه، كأن الله قد خلقه ليكون مراسلا لشعب طيب من شعوب الإبادة التي لا تملك إلا صوت الحقيقة لتواجه به آلة القتل والدمار والخراب.
كنت أتاملك بجسدك النحيل ووجهك المليح تقف أمام الكاميرا، تنتظر سؤال المذيعة كي تنطلق معبرا عن همومنا وأحزاننا وآمالنا بصوت شجي ولغة واضحة سليمة لا مبالغة فيها ولا تهوين. أداعبك تحت الهواء، أقف خلف الكاميرا محاولا إضحاكك، فتخجل وتحمر وجنتاك بكل حميمية وأدب وأناقة، ثم يأتيك السؤال فجأة فتتغير ملامحك وينبسط وجهك وتتألق عيناك، تصير جبلا، تصير أملا، تصير صوتا نقيا يعرف تماما كيف يخبر عنا بما تعجز الصورة عن نقله. لمته مرة على عدم تسويق نفسه أكثر واستثمار مكانه ليكتسب المزيد من المتابعين، أذكر رده بأنه لا يسعى إلا الشهرة بل إلى الوصول، وعندما قلتُ له بأن شهرتك تحقق الوصول بطريقة ما، قال بأنه يفضل بأن يبقى ابن نعمة السيدة البسيطة حتى يحفظ ذكرها ولا ينساها الناس. أذكرك عندما كنت في العاشرة، تقف في الصف الأول من فرقة النشيد في المخيم الصيفي، تغني بصوت رقيق “هو الحق يحشد أجناده”. طفلا جميلا أنيقا خجولا..
مع السلامة يا حلو، لم نكذب ولم نبالغ عندما قلنا نيال الشجاعية فيك يبو قريقع، والله نيال الشجاعية فيك، نيال #غزة فيك يا ابن الشجاعية، نيال فلسطين فيك يابو زينة، نيالنا فيك وبمعرفتك وبصحبتك اللي ما شبعنا منها يا زينة الشباب. الله يسهل عليك يا بو زينة!
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com