عمار محاميد: رسالة الى خليل القلم والكتابة

بداية ليس كل من حمل القلم هو كاتب فربما حمله للتوقيع على إجازة عمل ما أو استقالة من منصب ما لا يليق به .
أو كان يرتب حاجته القديمة فوقع منه وأزاحه لمكان ينتظر زمانه فإن الوصول لجواز سفر اليراع قد أجهده الغبار .
لا عليك من فلسفات إنشائية .  فالكلام الناضج يلمع والحديث المدجج بالغبطة يترك سعدا ووردا حتى لو هبطت عبراتٌ على  خد الغلاف .
إن صاحب القيم  هو نفسه حامل القلم لا بد أن يحمله بأمانة وثقة وعلو وينشره صدقا دون الإذعان لوشوشة إبليس أو هواتف الخاص المتعددة  في البحث عن درجات أدبية وشهادات دون معنى، ألا إنها ورقة تحمل حروفا دونما قيمة  أحيانا .
إن صاحب القلم إن لم يترك أثرا يضج مضجع الفراشة في شرنقتها شيئا . وبنظري المتواضع يجب حينها  أن يعيد ترتيب الحبر في سطره ويختزل الفكر لفكرة تتولد في مخاضها مادة دسمة ، تهب فيها النسائم وتفترش على الأيك أعشاش الحمائم وبعدها نكتب قد ألهمه الزمان حاجة جميلة كان ينتظرها.
إن صاحب القلب الجميل هو حامل القلم،  يرسمه بريشه عاجية تلج تخوم النبض في إحداثيات البقاء ، حينها يعج الصمت إن مر سلام اليراع منه مسرجا في غاية الجمال، فالقلم لا بد أن يمس الفؤاد بفؤاده ويهل عليه بغطاء وحنان ومن بعدها يهمس أللحن للعين بدمعة وفاء باقية  .
إن صاحب القلم جواد في سطور سخية تذرف ألحنان بالحنين والرجاء بحوار الورد والعبير فإن شحت حبوره بين سطوره تشرذمت فكرته ووأدت رحيقها الخام فالحذر من سلسلة مقطوعة لا يكون بعدها الفهم إلا تيها في مدينة الضياع .
إن صاحب القلم ليس متمردا لصيغة العربدة  بل هو صاحب رسالة تحمل في طياتها الخير والهدف الراقي والسمو السليم  دون وعكة أدبية تطيح بالفكرة، فيجب أن تصل إلى شاطئ الأمان على ميناء الهناء. فالحذر أن لا تصل الكلمة فتصير لأحضان المنية كفنا فتؤجل بعدها الجنازة والحضور غير تام.
ايها الكاتب المنمق إن حضور حرفك يجب ان يلمع في فكرته أولا وسلالته.. ثانيًا: إن سلالة المداد واليراع هي الأصل والجذر العميق للمعنى الخام فالأدب الشحيح هو من رذيلة الأنا المتكبر في العلو المنخفض للمقام.
إن الفكرة في الرقي والمتعدد بالخير يرصد لجيل ما بعد جيل ثمار العز والفخر كأنه النقش في الجلمود الأثري .
ايها الكاتب والفذ منك صاح صمتا . إجعل في الحلكة سناء وللبحر نسيما وفي الخلد حُسن بقاء.. اكتب في سطرك الأول ثقافة الأفئدة وفرحة السعادة وسلامة الفكر.
يا صديقي الكاتب أنت لست بعابر كي تكتب كل ما هب ودب بل ارسمها أبدية وانقشها سرمدية ولا يؤاخذك القول بالمعنى والحساسية بالفرط .
كن على ثقة بأن الصدق مجداف الكاتب الصادق فلا تدخل رفوفا لا تعادل فكرك كي تجني تصفيقا من ذاك وتلك بل اكتب لمجتمع نقصت به الموارد الإبداعية حتى صرنا نبحث بها فضعنا.
ايها الكاتب الصامت.. ليس اليراع إن صمتت نهايته بل هو في إستراحة أحيانا، قد كان يحمل على كاهله الرسائل فلا تخف بعدها واكتب وجد وابدع وترنم كي تتنغم ايام بجوار هدوء البال.. فلا تنسّ لكل جواد كبوة. فكن ذاك الجواد وامض وجد بعدها ولا تخف من زمان يرصد المزيفين رصدا ويعد الفوضى على أعتابه عدا فما ولد من ظهر الليث إلا اسدا ومن نبت من حديقة إلا وردا . بكل حال يجب ان تكون ذا عزم وصاحب يراع يضج بالإرادة والعنفوان .
ايها الكاتب تصفح القديم كي تأتي بالجديد فإن الليل الهام ، البحر وصوت الطفل ودمعة انثى وبسمة يتيم وقصة جدي بالأثر الواقع. ومن بعدها يلد الالهام فاقترب حينها من حضن الزهر كي تشتم العطر الخالد لحرفك فأنت به تليق.. فلا تنسَ وقتها أن صاحب اليراع طيب المقام وسليل المداد الأصيل. فهو خليل القلب والروح دون ان يعلم للكثيرين بالإعجاب.. دمت وقتها بخير وتحية سطر أنيق يليق بك .

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى