المربي جوزيف حلو (يافة الناصرة): نحو إعادة بناء القائمة المشتركة.. مشروع وطني ملحّ لمجتمعنا العربي!

في ظلّ الظروف السياسية العصيبة التي تعيشها الساحة الإسرائيلية، وفي قلب الأزمات المتفاقمة التي يواجهها مجتمعنا العربي، يبرز صوت الحقوقيّ والنائب السابق (والقادم)، د. يوسف جبارين، ليؤكد في أكثر من مناسبة أنّ إعادة بناء القائمة العربية المشتركة لم تعد خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وطنية ملحّة تفرضها التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.
فمن جهة، تستمر الحرب الدامية على قطاع غزة وما تخلّفه من آثار إنسانية وسياسية عميقة تُلقي بظلالها على الداخل الفلسطيني، ومن جهة أخرى تتواصل سياسات التمييز والإقصاء ضد المواطنين العرب، سواء في ملفات الجريمة المستشرية، أو في سياسة هدم البيوت، أو في التمييز الصارخ في الميزانيات والموارد.
أمام هذه التحديات، يرى جبارين أن إعادة بناء القائمة المشتركة، بصيغة جديدة تشاركية وشاملة، قادرة على أن تعيد للمجتمع العربي قوته السياسية وصوته الجماعي، وأن تفتح أمامه آفاقًا جديدة من العمل البرلماني والشعبي الفاعل.
* برنامج سياسي مشترك *
ويشدد جبارين على أنّ نجاح هذا المشروع يتطلّب أولاً صياغة برنامج سياسي موحَّد يوازن بين الثوابت الوطنية من جهة، وبين الاحتياجات المعيشية واليومية للمواطنين من جهة أخرى. فالمجتمع العربي بحاجة إلى من يحمل قضاياه الوطنية بصدق، وفي الوقت ذاته يسعى إلى تحسين مستوى معيشته، ويعمل على تحصيل حقوقه الأساسية في التعليم، الإسكان، الصحة، وفرص العمل.
* مواجهة التحديات الكبرى *
ينبغي على المشتركة الجديدة، كما يؤكد جبارين، أن تضع في صلب أولوياتها:
• التصدّي للحرب وللسياسات العسكرية العدوانية.
• مواجهة التمييز المُمأسس في مؤسسات الدولة.
• التصدي للجريمة والعنف الذي يفتك بشبابنا وبلداتنا.
• وقف هدم البيوت وضمان حق المواطن العربي في المسكن الكريم.
• انتزاع الميزانيات والحقوق للسلطات المحلية العربية بما يضمن تطوير بلداتنا ورفع مستوى الخدمات فيها.
* قيادة جماعية وروح تشاركية *
كما يقول جبارين إنّ التجارب السابقة أثبتت أنّ أي مشروع وطني جامع لا يمكن أن ينجح إلا من خلال قيادة جماعية، تتخذ قراراتها بروح التشاركية، بعيدًا عن عقلية التفرد أو المحاصصة الحزبية الضيقة. إنّ قيادة قائمة على التوافق والاحترام المتبادل كفيلة بتفادي الأزمات والانقسامات التي شهدناها في الماضي.
* إشراك الشباب والمجتمع الأهلي *
ومن بين الركائز الأساسية للعمل في المرحلة المقبلة، دعا جبارين إلى دمج الشباب والأكاديميين في العمل السياسي والبرلماني، باعتبارهم طاقة متجددة تحمل رؤى حديثة ومبادرات إبداعية. كما وبشدّد على أهمية الانفتاح على مؤسسات المجتمع الأهلي والقوى الاجتماعية الفاعلة، من أجل استعادة ثقة الشارع العربي بالعمل السياسي المنظم.
* خلاصة *
إنّ إعادة بناء القائمة المشتركة ليست مجرد عودة إلى صيغة سابقة، بل هي إعادة صياغة لمشروع سياسي جامع يُعيد للمجتمع العربي هيبته وقوته، ويمكّنه من مواجهة التحديات الكبيرة بروح موحدة، قادرة على صنع التغيير المنشود.
انّ وحدة الأحزاب تمنح الناس أملًا، بينما الانقسام يضعف قوتنا ويقوي اليمين. نعم، نحن قادرون على إقامة مشتركة تاريخية تخدم قضايا شعبنا وتفتح أفقًا أفضل لشبابنا ولمستقبل مجتمعنا.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com