افنان جولاني: لأحدِهم…!

لأحدِهم في قلبِي عرشٌ
تسكنُه مجزرةُ الحبَّ
لأحدِهم
أقمرَ ليلُه نوراً
ففتنَ قلبِي هيبةً و جمالاً
لأحدِهم
نهرُ من قوسِ قزحٍ
يجرفُه الشوقُ
و سماءٌ أبحثُ فيها
عن وجهٍ محجوبٍ
كان يشرقُ حناناً
ينسابُ منه زئبقٌ و عطورٌ
أستريحُ قليلا على صدرِه
بعد أن أكتبَ عن بكائِي و اشتياقِي
و تركضُ حروفي و تعانقُه عناقَ الموتِ
و تزدحمُ في قلبي مرارةُ الشوقِ
ثم أرحلُ عنه
و يخترقُني رصاصُ الأحزانِ
و أتركُ دموعِي تنبتُ على قلمِي و ورقِي
و هذه هي روايتِي
فما الفراقُ إلا لؤمٌ و عذابٌ
و اللقاءُ صعبٌ و عقابٌ
و يأتي الليلُ التعيسُ
المملوءُ بالوحْدَةِ و الوجعِ
يأتي لي بألفِ وسيلةٍ كي
أنساكَ
لكنَّ سعادتَي بك
كانت ببقائِك كفيلةً
لم اعتدْ أن أكونَ ضعيفةً
لكنِّي في زمانِك أتقنتُ أن
أكونَ طفلةً صغيرةً
تأكلُها الوحشةُ و الغربةُ
و يقضي غيابُك على رحيقِها
كيف أواجهُ هذا الفراقَ
أحبُّك فوقَ حدودِ عقلِك و عقلِي
أحبُّك فوقَ القدرةِ على التصديقِ
والفعلِ
كم أنا سعيدةٌ بألمي
و اسمك الذي يخرجُ من أنفاسِي
أنفاسِي المتلاحقِة حين أهمسُ بك
كالسُّمِّ أحملُك في جسدِي
يَنخرُ بكلِ فخرٍ أحشاءَ قلبِي
لن أنساكَ
لن أنساكَ حتى لو نهشتَنِي
و التهمتَ من لحمي كالصقورِ المتوحشة ِ
لنْ أنساكَ حتى لو جعلتَ نهاريَ
نهراً من الظلماتِ و دمي حبراً
لقصائدِي
حبُّك ممنوعٌ …على قارعةِ الطريقِ مكتوبٌ
في بحرِ الأحزانِ مشروعٌ
يا وديعاً أثقلَ الدنيا فوق رأسِي
و الزمانَ على صدرِي
يا ربيعاً عيناه كاللؤلؤِ
تزيّنانِ قلبي العاريَ
يا نرجساً يَعْصِفُ صوتُك
أمواجَ البحرِ فيهتزُ الكونُ
كلُه و تتنهدُ الأرضُ
أيها الليلُ
أنا امرأةٌ لا أعرف ُ
وسيلةَ النسيانِ
حتى لو طَوَفَّتَ بقاعَ الأرضِ
و جئتنِي بقارورةٍ و محارٍ
فسأكسرُها على الشاطئ
و لن أنساكَ
لا زهرَ ليمونٍ ولا عبقَ لوزٍ
ينسينِي رائحةَ الاحتضانِ
سأتنهدُك و أذكرُك
و يأتي الربيعُ و تفتحُ الزهورُ
وهجَ ذكراكَ و أُعيدُ الحبَّ
و الألمَ معاً و أعيشُك ثانيةً
فأنا امرأةٌ لا أعرفُ النسيانَ
لأحدِهم أقولُ:
أنت لست أحدَهم
أنت لي كلُّهم
** أفنان جولاني شاعرة وأديبة مقدسية لها عدة كتب ومجموعات شعرية
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com