مريم الشكيلية/ سلطنة عمان: لماذا أكتب..؟!

سألتني مرة:
– لماذا تكتبين؟
سيدي المتكئ على ظل الورق سوف أجيبك …
إنني كتبت كل هذه السطور.. وكل هذه الأحرف – الشاحبة تارة وتارة أخرى النابضة بالحياة – كتبتها لأخفي جزءًا مني داخل صندوق الورق …
ذاك الجزء الذي لم يصل إليه الضوء يومًا، فقد كان يقبع في أعماق العتمة وشيء من الوحدة المترفة …
كنت على الدوام أحرص ألا أكون من الذين يوزّعون عواطفهم عبر المجالس المكتظة بالثرثرات، ولا من الذين يتاجرون بمشاعرهم من أجل أن تُصوَّب إليهم الأضواء الخادعة …
وكنت دائمًا ما أحاول أن أخرج تلك الشحنات القابلة للانفجار على صفيح الورق، لا على حقول الألسنة الرطبة …
لست من الذين يطفون فوق الهواء بفعل انعدام جاذبية واقعهم،
فلطالما كنت من الذين تلتصق جذورهم بضبابية الوقت .
أعلم أن الغالبية الساحقة قد تركت نوافذها مشرعة للضوء والضجيج، ولكنني لا زلت أُحْكِم إغلاق الأبواب أمام شح العواطف اللازوردية، حتى ولو لم يصلني منها سوى القطرات …
أعجبت بزمن الأشياء البسيطة، التي كان الناس فيه كزمن زحام بيع أوراق الجرائد على طول الأرصفة، أو كالرسائل التي يوصلها ساعي البريد …
دعني أقول لك إن الرسائل فقدت رونقها وشغف انتظارها، وكذا صدقها، حين أعلن عن موت ساعي البريد…
هل تعلم لِمَ لا ألتقط صورًا بهاتفي؟ لسبب واحد فقط، وهو إنني لا أرغب أن أجمّد اللحظات بوميض ضوء الصورة، وإنما أرغب في أن أعيشها وهي على قيد الحياة!
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com