محمد بكرية: في الحرب لا تخَفْ!

في الحرب لا تخَفْ، أو ترتبكْ من أزيزِ الطائرات، املأ كفّكَ بحفنة رمل، اغمض عينيْك، فسترى هناك على الطرفِ الآخر من البحر فتاة مُحصَنة، يانعة، باسمة، هائمة، هي مثلَكَ، قد انتبَذَتْ مكانًا قصيّا، تمرّرُ أناملها على جدائِلها بخفّة ورشاقة، ترقّصٌ ساقيْها بتؤدة الحالمين، تَطْرْفُ عينيْها أعلى الغيم السماويّ..
هي الآن تعدّ لكَ لحنًا لأغنيةٍ عن انبلاجِ الفجرِ الرطب، عن تبدّلِ الفصول، عن عاداتِ الكواكبِ البعيدة في ليالي المطر، وفي ليلِ الربيعِ انبثاقِ القمر..
هيَ في مخاضٍ كمريمَ البتول، ستلدُ لكَ، أغنية الغد يا رفيقي.
انتظر قليلًا سيكتملُ لحنُها بعد قليل.
هي أغنية لك.
لا تخف ولا ترتبك أبدًا.
***
** هذا الرجل لم يُخطِئ أبدًا
في مكان ما جالستُ مجموعة من الأشخاص، حينما عرّفتُ بنفسي، ذكرتُ وشدّدتُ أنّني فلاح ابن فلاح،
مازحني أحدُهم بسؤال : أنت من الفلاحين الكُفّار أم فلّاح بالاسم فقط؟؟
ضحكتُ وضحكَ هو وأجبتُه : من الفلاحين الكفّار الكفّار، فانتفض صديق من مكانِه معترضًا على سؤال ذاك الشخص، مستهجنًا من جوابي.
قلتُ له: هدّئ من روعِكَ يا صديقي،
فالكفّار لها معنيان، الأول ما هو شائع ومعروف لدى الجميع، وهو المعنى الدينيّ أي : من كفروا بالله ورُسُلِه واليوم الآخر،وهناك معنًى آخر: كفّر بمعنى غطّى وستَر، والكافر هو من يغطّي ويستر، وبما أنّ الفلاحين يغطّون ويسترون البذور في التُراب في موسم الزّرع، فهم كُفّار،
وهنا نستذكر ما ورد كثيرًا في محكم الكتاب الكريم: “الّلهم كفّر عنّا سيّئاتِنا واغفر لنا ذنوبنا”.. بمعنى: يا رب استر وغطّيِ سيّئاتِنا.
أما كلمة غفَر فمعناها سترَ وحمى. والغافر هو الله أي الساتر والحامي، ويُقال درعٌ غافر أي درع ساتر وحامٍ، والذي يلبسه المقاتل على صدره ليحميه من السِهام.
وعندما ندعو الله أن يكفّر عنا السيّئات، نعني أن يستر ويغطي ولأنّ الذنوب أكبر وأقسى من السيّئة فهي تحتاج لغافر، أي ساتر وحامٍ.
لا تزعل يا صديقي، هذا هو المُراد من مزحة صديقك.
نعم أنا من الفلّاحين الكفّار!!
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com