أنغام محاميد: خواطر!

صباح الخير، إلّا أنّ صباحات مجتمعنا لا تحمل الخير معها.

حين يعلو صوت العنف في المجتمع، تتحوّل أماكن العمل إلى جدران تصدّ صدى الخوف قبل أن تمارس دورها الطبيعي. والتوجّهات الكثيرة إلينا ليست أرقاماً، هي وجوه محمّلة بالوجع، تدلّ على عمق الجرح الذي لم يعد المجتمع يطيق إخفاءه. وعندما يصبح العنف لغة يوميّة في الشارع، يصبح كُلّ طلب مساعدة إلينا شهادة على أن الوضع تجاوز قدرة الإحتمال.

إن تدفّق التوجهات ليس مجرّد مؤشّر، بل نداء استغاثة جماعي يضعنا أمام مسؤوليّة لا يمكن التنصّل منها. فالوضع الذي نعيشه اليوم ليس أزمة عابرة، بل مرآة لإنفجار داخلي يعلن أن الصبر المجتمعي بلغ نهايته، وكُلّ توجه جديد يطرق بابنا يثبت أن المجتمع لم يعد قادراً على احتمال الصمت أكثر!

**

يبدو أنّ العنف يتكاثر أسرع من قدرتنا على احتوائه.

في كُلّ مرّة أسمع عن حادث طرق، يعود ذلك الصدى الذي ارتطم بي قبل أشهر قليلة…لحظة كان فيها الموت قريباً لدرجة أنفاسي، ثُمّ تراجَع عني وكأنّ الحياة اختارت أن تُبقي بابها مفتوحاً لي

منذُ نجاتي، لم تعد الطرق عاديّة ولا الأيّام عابرة، كُلّ طريق هو امتحان أمانة، وكُلّ صباح هو هديّة ثانية لا تُهدَر

في كُلّ مرّة أسمع عن حادث طرق، أستعيد نجاتي.. وأدرك أن الحياة أُعطيت لي مرّة ثانية.. الحمد لله!

**

أهدتني ذات مرّة امرأة لم ترَ النور مفرشاً غزلته بيديها، وكأنّها قالت لي: إنّ البصيرة لا تحتاج عينين، بل قلباً يرى بما هو أعمق من الضوء. رافقتها في إطار عملي السابق كعاملة إجتماعيّة، لكن ما لم أتوقعه أن ترافقني هي بنورها الخفي. بين خيوط الصوف نسجت روحها حضوراً في بيتي، لتذكّرني أنّ العطاء أسمى حين يأتي من فراغ امتلأ بالمحبّة..

وبينما تذكّرتها مُؤخراً، أخرجت المفرش وفرشتُه قبل أن يطرق الشتاء باب بيتنا، لأدع خُيوط محبّتها تسبق البرد وتغمر المكان بدفئها!

**

أم الفحم تنزف اليوم من قلب مدارسها، حيث يُفترض أن يكون العلم ملجأً للأمان لا ساحةً للطعن..

أن تصل السكاكين إلى حقائب الطلبة يعني أنّ المجتمع بأسره فقد البوصلة، وأنّ الخوف صار يزاحم الطفولة على مقاعد الدراسة. هذه المشاهد ليست أحداثاً عابرة، بل جرس إنذار مدوٍ: إذا صمتنا اليوم، سنورّث أبناءنا غداً ثقافة الدم بدل ثقافة الحياة..!!

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى