د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم: الحفاظ على نظافة المدينة: مسؤولية مشتركة وتكامل أدوار مطلوب

إلى أهلي في بلدي…

تُعَدّ النظافة أحد أبرز مؤشرات رُقيّ المجتمعات وحُسن إدارتها، وهي عنوانٌ لوعي الأفراد والتزامهم بالقيم البيئية والصحية. في بلدنا أم الفحم، تعمل البلدية وأقسامها المختلفة، وعلى رأسها جناح تحسين ملامح المدينة، على مدار الساعة للحفاظ على نظافة المدينة وتحسين مظهرها العام، غيرَ أنّ هذه الجهود تبقى بحاجة ماسّة إلى التزام المواطنين وتعاونهم لتحقيق النتائج المرجوّة.

*خدمات متواصلة على مدار الساعة*

مركز الخدمات والطوارئ البلدي 8701* يستقبل على مدار الساعة توجهات وشكاوى المواطنين، ويحوّلها مباشرةً للأقسام المختلفة ذات الصلة مع متابعة حثيثة من قبل المسؤولين. فبالإضافة لعمل مقاول النفايات، تعمل المكانس يوميًا في الشوارع والأحياء، إضافةً إلى تخصيص كباشات لجمع النفايات مثل الخردة وبواقي الأثاث والشجر والبستنة، وتوسيع دائرة سلّات الكرتون في الشوارع وأمام المحلات التجارية، كل ذلك في أحياء المدينة وفق جدول زمني محدّد يتم تحديثه دوريًا لكافة أنواع النفايات، وستباشر خلال الأيام القريبة سيارة شحن جديدة عملها في أرجاء المدينة لتعزيز جهود التنظيف.

*تحديّات سلوكية*

أهلنا الكرام؛ رغم هذه الجهود، ما زالت عادة إلقاء النفايات في الشوارع والمساحات والمناطق المفتوحة قائمة لدى بعض المواطنين. كما أنّ الالتزام بأيام الكباشات في الأحياء ليس كاملاً، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم النفايات في غير أوقاتها المقررة لجمعها…

الأخطر من ذلك هو قيام بعض أصحاب سيارات الشحن والتراكتورات بإلقاء النفايات في أماكن عامة ومساحات مفتوحة، وقد تم ضبط قسم منهم وتُتخذ بحقهم إجراءات قانونية. زد على ذلك أننا في الكثير من الأحيان نقوم بتنظيف منطقة معينة، ثم بعد يوم واحد – وبكل أسف – تعود هذه المنطقة لتتكدّس فيها النفايات من جديد.

*التكامل بين المواطن والسلطة*

إن نجاح أية خطّة نظافة بلدية يعتمد على تكامل الأدوار بين السلطة المحلية والمواطن. فالبلدية، مهما كثفت جهودها، لن تستطيع الحفاظ على نظافة المدينة دون تعاون أهلها. التزام المواطن بمواعيد تجهيز النفايات امام بيوتهم، واستخدام الحاويات المخصصة، والتبليغ عن المخالفين عبر مركز الخدمات والطوارئ البلدي، كلها خطوات بسيطة لكنها تصنع فارقًا كبيرًا.

*دور المدارس والبيوت في التربية البيئية*

لا يقتصر بناء الوعي البيئي على حملات البلدية، بل يبدأ من البيت والمدرسة. فالأسرة هي اللبنة الأولى في غرس قيم النظافة والانتماء للمكان، والمدرسة هي الامتداد الطبيعي لترسيخ هذه القيم عمليًا عبر برامج وأنشطة توعوية وتربوية. دمج التربية البيئية في المناهج، وتنظيم حملات نظافة يشارك فيها الطلاب، كلها أدوات فعّالة لتغيير السلوك على المدى البعيد.

*ختامًا*

النظافة في أم الفحم مسؤولية جماعية وليست مهمة البلدية وحدها. التعاون والتشبيك بين المواطن والبلدية، وتكامل أدوار المدارس والبيوت والمساجد في بناء سلوكيات إيجابية، كفيل بتحويل المدينة إلى نموذج يُحتذى به في النظافة والجمال. أم الفحم تستحق أن تكون أجمل، وهذا ممكن بجهود مشتركة وإرادة صادقة من الجميع.

*المنطقة الصناعية العيون: فرص عمل، نهضة محلية، وأفق اقتصادي واعد لمدينتنا*

هذا الأسبوع، تشرفتُ برفقة عدد من أعضاء إدارة البلدية بزيارة مصنع الأثاث الجديد لصاحبه السيد إبراهيم جبر، في المنطقة الصناعية العيون. كانت دعوة كريمة ومبادرة مباركة من صاحب المصنع، الذي فتح لنا أبواب منشأته الحديثة بكل ترحاب. ما رأيناه هناك يبعث على الفخر والأمل: مصنع واسع، متطور، حديث، ينبض بالحياة، ويشغّل أكثر من مائة عامل من أبناء بلدنا ومجتمعنا، وله خط انتاج كبير في البلدات العربية واليهودية كافة. هذه الزيارة لم تكن مجرّد جولة، بل كانت رسالة واضحة بأنّ المنطقة الصناعية العيون بدأت تخطو بثبات نحو مستقبل واعد، مليء بالمصانع والورشات التي ستخلق فرصَ عمل وتدفع بعجلة الاقتصاد المحلي إلى الأمام. نحن في بلدية أم الفحم نؤمن أنّ الاستثمار في الصناعة هو استثمار في الإنسان، في البنى التحتية، وفي مستقبل المدينة. وكل مبادرة كهذه هي حجر أساس في بناء أم الفحم التي نحلم بها: قوية، منتجة، ومزدهرة.

*من أجلكم… بلدية أم الفحم ترتقي بخدماتها*

بأجواء من الحماس والتجديد، اختتمت بلدية أم الفحم هذا الأسبوع النشاط الأول لبرنامج “الزيرا” – البرنامج الذي يضع المواطن في صدارة الاهتمام وهدفه الارتقاء بالخدمات البلدية عبر أساليب مبتكرة وتعزيز التعاون والتشبيك بين الأقسام المختلفة، خاصة في الملفات الأكثر قربًا من حياة الناس اليومية، مثل الارنونا.

وفي إطار هذه المبادرة، جرى تنظيم دورة استكمال مهنية لموظفي قسم الارنونا والجباية في البلدية، بهدف رفع كفاءاتهم وتعزيز قدراتهم على تقديم خدمة أفضل وأسرع وأكثر إنسانية واجتماعية لكل مواطن، تزويد الموظفين بالمعرفة والأدوات العملية في مجال تحصيل الحقوق.

إضافة لتعريفهم بمنظومة الخدمات المتاحة للمواطنين في بلدية أم الفحم، وبشكل خاص الخدمات التي يقدمها مركز “مدينة تعزّز الحقوق” التابع لقسم الخدمات الاجتماعية – الموارد الجماهيرية، إلى جانب مراكز دعم العائلات، مركز نما، مركز مدى والعديد من الخدمات الأخرى التي يوفرها قسم الخدمات الاجتماعية من خلال منظومة عمل مهنية ومتكاملة.

ختامًا، أتقدم بالشكر الجزيل لطاقم “الزيرا” بإدارة العامل الاجتماعي عماد مفيد، لطاقم “مدينة تعزّز الحقوق” – قسم الخدمات الاجتماعية، لطاقم قسم الارنونا والجباية، لجناح الموارد البشرية وقسم المالية.

* تهنئة لمسرح الميادين الفحماوي الذي حصد جائزة أفضل ممثل في مهرجان تسافتا للمسرح 2025*

استمرارًا للنجاحات الفحماوية في عالم الفنّ والثقافة والمسرح والإخراج، فقد حصدت مسرحية “العالقان بين نقطتين” من انتاج مسرح الميادين الفحماوي، نجاحًا منقطع النظير، وحصلت المسرحية على جائزة أفضل ممثل في مهرجان “تسافتا” للمسرح لعام 2025، المسرحية من اخراج الأستاذ محمد عبد الرؤوف محاميد.

إن هذا العمل متميز يستحق المتابعة والتهنئة والمباركة، ويؤكد على دور المسرح في طرح الأسئلة المهمة وإثراء الحوار الثقافي في المجتمع.