د. اصالة لمع: أيتها المدينة الرهيبة!

أيتها المدينة الرهيبة
حيث لا يتوقّف المطرُ أبداً
كيف لا تغسلين
شيئاً من هذا التعب؟
التعب
تعبي
لا أحد يراه
يقطنُ في قلبي
مثل نواة الثمرة القاسية
وحين ينزل المطر
يظلّ كما هو
محميّاً جيداً
داخل شيء
شديد الهشاشة
أيتها المدينة الرهيبة
ليس فقط الوجع الذي كبر خلف هذا الجدار
ليست فقط الوحدة
التي نمت بيننا
ككيانٍ رائع الكمال،
وإنّما أيضاً
الهواء الذي انسحب
وأثر الزمن الذي ذاب مثل صورة في حلم،
كل هذا بيننا
أيتها المدينة،
كل هذا
وعاطفة شديدة
من تلك التي لا نبلغها
إلا بالبكاء
أيتها المدينة الرهيبة
لا دافع لي،
اختناقٌ بيننا
وشوارعك التي لم تعد تدعوني،
أهدمُكِ داخلي في الليل
وأرحل إلى مدينة
صوتها يشبه صوت أبي،
لكنكِ تهدمينني في الصباح
فيما أنا أذوب فيك
مادّة حيّة بنواة قاسية،
كلما نفيتُ وجودكِ
أكّدتِ وجودي
لكن الأمر يبدو لي
كأنه انتهاك
كلما أوشكتُ على أن أقول شيئاً
يؤلمني مسبقاً سوء الفهم
لم أعرف أبداً ماذا أريد
ولا كيف امتلأت كل هذه الصناديق
بالدموع،
تهتُ كثيراً
وبكيتُ كثيراً
وما زلتُ أعيش في مدينة
لا ينقطع فيها المطر أبداً..
أجرّ تعبي معي
مثل كلب عجوز،
أحتفظ في يدي
بايماءة ميتة،
في عينيّ
بقنديل قديم،
وعلى جدار لا ينبت عليه العشب
بظلِّ امرأة
لم تكن تحبّ البكاء
تُحَدِّثُ المدينة الرهيبة
عن التعب..
وتبكي!
* عن أخبار الأدب

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى