رناد علي جبارين: أكبر مؤشر على سطحية الفهم السياسي

الخلط بين السياسة كـ”فن إدارة المصالح والتوازنات” وبين النزاهة أو المبادئ الأخلاقية هو من أكثر الأخطاء شيوعًا عند الحمقى الذين يتحدثون عن السياسة دون معرفة، لأن من يتوقف عند اتهام السياسيين فقط بعدم النزاهة، يفترض ضمنًا أن السياسة كان من المفروض أن تكون مجالًا للأخلاق المجردة، بينما السياسة تاريخيًا وواقعيًا كانت دومًا مجالًا للبراغماتية والمصالح ..!
قد يكون الشخص في حياته الخاصة نزيهًا، مستقيمًا، صاحب مبادئ راسخة، لكن حين يدخل حقل السياسة، يُجبر على مقايضات تنازلات، تحالفات، وتسويات مؤلمة.
وهذا ليس بالضرورة لأن يكون “فاسدًا”، بل لأنه يضطر للتعامل مع واقع معقد لا يُدار بالثبات الأخلاقي وحده!
وبالتالي، من يصرّ أن يقدّمها للناس وكأنها امتحان نزاهة، هو نفسه يلعب لعبة أخرى ،لعبة تسطيح الوعي حتى يبقى الجمهور عالق في ثنائية الأخيار والأشرار، وبعيد عن إدراك البنية العميقة للعبة كلها..!
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com