د. سليم ذباح من المركز الطبي زيڤ يتحدث عن أسباب ارتفاع أمراض القلب لدى العرب عشية اليوم العالمي لصحة القلب

تزامناُ مع حلول اليوم العالمي لصحة القلب في البلاد والعالم، هذا اليوم الذي يهدف الى رفع الوعي تجاه امراض القلب ومسبباتها وسبل الوقاية منها، ما زالت امراض القلب تشكل تحديًا صحيًا كبيرًا في المجتمعات الحديثة، خاصة مع تزايد حالات الإصابة بها، لا سيما بين فئة الشباب على وجه التحديد. وتعتبر امراض القلب من أكثر الامراض شيوعا في البلاد والعالم. وفي هذا السياق، تحدث الدكتور سليم ذباح، مدير وحده لتشخيص أمراض القلب في المركز الطبي زيڤ بمدينة صفد، مشيرا الى ان أمراض القلب في البلاد تعتبر السبب الثاني الذي للوفاة في إسرائيل بعد السرطان الذي يحتل المرتبة الأولى.
وأشار د. ذباح إلى أن أمراض القلب كانت في المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات حتى بداية الألفية، ومنذ ذلك الحين انخفضت إلى المرتبة الثانية، وذلك لأسباب مختلفة، أهمها التقدم في وسائل تشخيص وعلاج أمراض القلب.
وشدد د. ذباح في حديثه عن امراض القلب مشيرا الى وجود تباين حقيقي من حيث نسب الإصابة والوفاة بهذه الامراض ما بين المواطنين العرب والمواطنين اليهود في البلاد، اذ ان امراض القلب تنتشر أكثر في أوساط المواطنين العرب كما انها تظهر لديهم في سن أصغر وتعتبر أكثر فتكاً مقارنة مع المجتمع اليهودي.
وفي حديثه عن انتشار امراض القلب بين فئة الشباب في السنوات الأخيرة قال د. ذباح:” تزداد أمراض القلب بشكل طبيعي مع التقدم في السن، وهي أكثر انتشارًا وفتكًا لدى كبار السن. ولكن هذا لا يعني أن الشباب لا يمكن أن يصابوا بها، فهم بالتأكيد عرضة للإصابة بها، خاصة إذا كانوا يعانون من عوامل خطر تساهم في الاصابة في هذه الامراض. كما ذكرت سابقًا، في المجتمع العربي، يوجد عدد أكبر من مرضى القلب الشباب مقارنة بالمجتمع اليهودي بسبب كثرة عوامل الخطر في سن مبكرة لدى العرب.
وعن أبرز عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى أمراض القلب في المجتمع العربي قال د. ذباح:” أمراض القلب هي مجموعة من الأمراض المختلفة التي تصيب القلب. هناك أمراض عضلة القلب، وأمراض صمامات القلب، وأمراض لـ”النظام الكهربائي” للقلب، وأمراض غشاء القلب.. ولكن، أكثر أمراض القلب شيوعًا وشهرة هو تصلب الشرايين التاجية، الذي يؤدي الى انسدادات في شرايين القلب، وبالتالي إلى نوبات قلبية، قصور قلبي وحتى الوفاة.
وأضاف د. ذباح مشيراُ الى اهم عوامل الخطر التي تسبب مرض الشرايين التاجية وقال:” يدور الحديث عن عوامل متعددة ويمكن تقسيمها إلى عدة مجموعات، المجموعة الأولى وهي عوامل لا يمكننا التحكم فيها أو علاجها مثل التقدم في السن، الذكورة والعامل الوراثي. اما المجموعة الثانية فهي الامراض المختلفة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الدهون (الكوليسترول) في الدم والأمراض الالتهابية. اما مجموعة العوامل الاخيرة فهي المتعلقة بنمط الحياة مثل التدخين، السمنة، قلة النشاط البدني، التوتر/الضغوط النفسية، والتغذية غير الصحية. بعض عوامل الخطر هذه أكثر شيوعًا في المجتمع العربي خاصة السكري، التدخين، السمنة، قلة النشاط البدني والتوتر النفسي.”
وتطرق مشيرا الى موضوع الكحول. حيث اظهرت بعض الدراسات القديمة، أن استهلاك كمية صغيرة منه تحمي من تصلب الشرايين، وتقلل احتمال الإصابة بأمراض القلب. وبناءً على هذه الدراسات، كانت هناك توصية باستهلاك الكحول باعتدال لمنع أمراض شرايين القلب. وقال في هذا الصدد:” في الآونة الأخيرة، يشكك العديد من الباحثين والأطباء في صحة هذه الدراسات، ويعتقدون أن استهلاك الكحول غير مفيد، وفي أحسن الأحوال هو محايد من حيث تأثيره على تصلب الشرايين. ومن هنا، وبالنظر إلى الأضرار الأخرى التي يسببها استهلاك الكحول ( خصوصا الاستهلاك المفرط) مثل الحوادث، التأثيرات المسرطنة، تلف الكبد والأعصاب، تلف عضلة القلب، واضطرابات في نظم القلب، لم تعد هناك توصية واضحة/شامله باستهلاك الكحول، ولم يعد الكحول يعتبر صحيًا!!!”.
وشدد د. ذباح في حديثه الى اهم التوصيات الوقائية التي من شأنها ان تقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب خاصة مرض انسداد الشرايين، مشيرا الى ان الوقاية من هذا المرض يكمن من خلال علاج عوامل الخطر التي ذكرناها سابقا والحد منها.
بالنسبة لعوامل الخطر من المجموعة الاولى (مثل الجيل، والوراثة) فأشار الى ان هذه عوامل لا يمكن تغييرها. لا يمكن لأحد أن يغير عمره، جنسه، أو جيناته. لذلك، ينصّب التركيز على عوامل الخطر الأخرى”.
وتطرق الى العوامل في المجموعة الثانية وقال:” أمراض مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، والدهون في الدم يمكننا التعامل معها من خلال تشخيصها وعلاجها. الخطوة الأولى هي الكشف المبكر عن هذه الأمراض بواسطة فحوصات دم بسيطة أو قياس ضغط الدم العادي بشكل دوري (حتى لو كنت تشعر أنك بخير وليس لديك أي شكاوى). وبعد تشخيصها نبدأ بعلاجها، وبالتالي نمنع أمراض القلب التي قد تسببها لاحقا.
اما المجموعة المتعلقة بالعادات وأنماط الحياة، فهي الأكثر أهمية من حيث التأثير على انسداد الشرايين كما قال، إذ ان التغيير في عادات ونمط الحياة يمنع أمراض القلب بشكل مباشر، وأيضًا بشكل غير مباشر من خلال منع السكري، وارتفاع ضغط الدم ومستوى الدهون في الدم.
واختتم د. ذباح حديثه حول التدخين والسمنة كعاملين بارزين للتسبب في امراض القلب خاصة مرض انسداد الشريان وقال:” يعتبر التدخين عاملًا مهمًا يتسبب بأمراض القلب، لكن ليس فقط، بل أيضًا للسرطان وأمراض الرئة. التدخين هو عامل خطر كبير جدًا لدى الشباب في المجتمع العربي! ويجب الملاحظة أن جميع أنواع التدخين مثل السجائر، السيجار، الشيشة، السجائر الإلكترونية – كلها ضارة وتساهم في التسبب بانسداد وتصلب الشرايين.
اما بالنسبة للسمنة فان الحفاظ على وزن جسم طبيعي يمنع أمراض القلب وأمراض أخرى مثل السكري والسرطان. من هنا يجب التشديد على ضرورة اتباع أساليب التغذية الصحيحة أهمها تجنب الاكل المفرط، والأطعمة المصنعة ( مثل الوجبات سريعة التحضير والنقانق)، وزيادة استهلاك الأطعمة الطبيعية، الحبوب الكاملة، الفواكه والخضروات الطازجة، زيت الزيتون، والأسماك. هذا كله بالإضافة الى الأهمية التي تكمن في ممارسة نشاط بدني بشكل منتظم، والذي ليس بالضرورة يجب ان يكون مُجهدًا، اذ انه لا يمنع أمراض القلب فحسب، بل انه يساهم في تعزيز صحة الجسم والعقل. اما بخصوص العوامل النفسية كمسبب لأمراض القلب فالتوصية تكمن في الحد من التوتر ليس الا”.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com