د. نواعم سعيد شبلي جبارين: رافق السعيد تسعد!

يقال ان السعادة عدوى وان الأرواح تتأثر ببعضها كما تتأثر الازهار بالشمس والمطر.

ولعل أجمل ما يفعله الانسان في رحلته القصيرة على هذه الأرض ان يختار من يرافق، لأن الرفقة إما ان ترفعك الى سماوات الرضا أو تثقلك بأحمال الهموم.

وانت حين ترافق الانسان السعيد لا يمدك فقط بابتسامة تضيء وجهك، بل يمنحك طاقة خفية تعيد ترتيب فوضاك الداخلية. فالإنسان السعيد لا يحمل في قلبه ضغينة، ولا يلوّن العالم في وشاح السواد.. بل يرى في كل محنة منحة، وفي كل طريق متعرج فرصة لاكتشاف الجديد.

ووجودك في جواره يذكّرك بأن الحياة لا تستحق أن تستهلك في الحزن، وان الفرح والسرور ليسا ترفًا بل أسلوب حياة.
رفقة الانسان السعيد تعني أن تتعلم الرضا، وأن تقتنع بأن أبسط الاشياء قادرة على ان تبهج الروح وتريح القلب، مثل فنجان القهوة مع صديق أو كلمة طيبة او شروق الشمس الصافية بعد ليلة طويلة حالكة.

ان الانسان السعيد يريك ان السعادة ليست محطة نصلها، بل رفق درب نعيشه. أمّا مجالسة الانسان الحزين دائم الشكوى فإنها تثقل الروح بما لا تحتمل. إذ تنتقل الهموم كما ينتقل الضوء، لكن في اتجاه معاكس، يطفئ بصيص الامل ويزرع في القلب شعورًا مضنيًا بان الفرح آتٍ لا محالة بعد المنال.

فاختر لنفسك صحبة تلهمك، وقلوبًا عامرة بالرضا، وألسنة لا تعرف الا الكلمة الطيبة..

رافق السعيد تسعد، وكن انت أيضًا ذلك السعيد الذي يجعل الآخرين أكثر قربًا من الحياة، وأكثر محبة للنور، وأكثر قدرة على تحمل صعوبات الحياة، وان طال الطريق!
اجعل في قلبك من النور ما يكفي لتكون أنت أيضًا رفيقًا يسعد غيره، فتترك اثرًا طيبًا لا يُمحَى وتدرك جيدًا كيف تتصالح مع جراحك، لأنها جزء من حكاية حياتك!