رناد علي جبارين: هل أملك اللغة؟

هل أملك اللغة؟
أم أنني، مذ وُلدت، كنت مجرد وريثة؟
وريثةٌ لمفردات لم أخلقها
وتراكيب لم أبتكرها
ومعانٍ جُرِّبت آلاف المرات قبلي..
*
كل كلمة أقولها
ليست لي وحدي..!
“أحبك”
قيلت في مسارح، في أغانٍ، في مواعظ..
“أشتاق”
جُرّبت في الحرب، في الشتات، في الرسائل المطوية
فأين مكاني وسط هذا الضجيج الموروث؟!
*
كلما أردت أن أقول شيئًا يخصّني
أن أمسك اللحظة كما شعرت بها
أن ألمس المعنى من داخلي
تُغلق المفردات عليّ
وتنفتح أبواب الكلمات الجاهزة
كأنها شخوص لها سلطة على الحرف
تتقدّم كأنها الأصل
وأبقى أنا في الخلف
أفتّش عن فراغ أسكنه
أو حرف يصدقني
*
وكلما حاولتُ أن أخرج عن النص
أن أقول شيئًا بريئًا
لا علاقة له بالمدرسة اللغوية
ولا بالمخزون الثقافي
ولا بالقالب العاطفي المتوارث
وجدتني أعود مُرغمةً
أستخدم الكلمات نفسها
بترتيب مختلف فقط..!
*
فأين أنا من اللغة؟
هل أنا من يصوغ المعنى
أم أن المعنى مُسبقٌ
وأنا أبحث فقط عن مكانٍ بين مفرداته؟
هل أقول ما أريد
أم ما تسمح به بنية التعبير؟
والمفارقة؛
أننا لا نستطيع أن نصمت
فالصمت أيضًا صار محمّلاً بالدلالة
له تأويلاته
وهو الآخر لم يعد حرًّا..!
*
فأين الصوت الحقيقي؟
أين الجملة الأولى التي لم تُقل قبلي؟
هل يمكن أن أخلق لغة من رماديّ الخاص
من لوني الذي لا اسم له؟
أم أنني محكومةٌ بأن أكون دائمًا مجرّد تكرار
بتوقيعٍ مختلف فقط؟
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com