د. محمود أبو فنة: يوم المعلّم العالميّ

يصادف هذا اليوم 5.10 يوم المعلّم العالميّ الذي أُعلِن عنه عام 1994م اعتمادًا على التّوصية المشتركة لليونسكو ومنظمّة العمل الدّوليّة.

وبحسب رأيي المتواضع وعلى ضوء تجربتي كمعلّم في المدارس وكمُحاضر في كلّيات إعداد المعلّمين يمكنني القول: كنتُ دائمًا أشعر بالسّرور والحيويّة والنّشاط عندما أدخل على الطلّاب في الصّفوف، وآمنتُ أنّ المعلّم المخلص المعطاء القدوة القائد والمُلهم يستحقّ مثل هذا اليوم لتكريمه والإشادة بدوره في بناء شخصيّة الطّلّاب وعقولهم، وفي بناء صرح الحضارة والرّقيّ في شعبه.

وما أروع ما قاله أميرُ الشّعراء أحمد شوقي:

قُم للمعلّمِ وفِّه التّبجيلا – كادَ المعلّمُ أنْ يكونَ رسولا

أرأيتَ أشرفَ أو أجلّ منَ الّذي – يبني ويُنشئُ أنفُسًا وعقولا

وما أجمل ما كتب أحدُ الطّلّاب عن معلّمه:

لـولا المعلّمُ ما قرأتُ كتابًا – يومًا ولا كتبَ الحروفَ يراعي

فبفضله جُزتُ الفضاءَ محلّقًا – وبعلمه شقّ الظّلامَ شعاعي

وتشير الدّراسات والبحوث إلى أهمّيّة دور المعلّمين في تحصيل الطّلّاب في المجالات الثّلاثة: العقليّ الأكاديميّ، العاطفيّ القِيَميّ، ومجال المهارات على أنواعها.

من هنا ضرورة إعداد المعلّمين وتأهيلهم بصورة جيّدة قبل الالتحاق بالمهنة، ومتابعة إثرائهم وإرشادهم أثناء أدائها.

ولتحقيق هذه الغاية يجب اتّباع المعايير السّليمة في اختيار الملتحقين بكلّيّات إعداد المعلّمين أو الجامعات للتّدريس وغربلتهم وانتقاء الملائمين لهذه المهنة، وعدم الاكتفاء بنتائجهم في امتحانات التّوجيهيّ (البجروت) في الثّانويّة، وامتحانات البسيخومتري، لأنّ المعلّم القدوة والقائد والمُلهم  والنّاجح يتحلّى بالصّفات التّالية:

المعلّم النّاجح الجيّد هو: المحبّ لموضوعه، والملمّ بالمعرفة الوافية في مجال تخصّصه، والمطّلع العارف بأساليب التّعليم وطرائق التّقويم الجيّدة الملائمة، والّذي يُجيد التّخطيط والتّحضير،  ويتوفّر لديه الحافز القويّ والحماس لمهنة التّعليم، ويعتبرها رسالة، ويمتلك القدرة على التّعامل مع الطّلّاب على اختلاف مستوياتهم وميولهم، ويتّصف بمحبّة الطّلّاب والثّقة بهم وبقدراتهم، ويمارس تشجيعهم واحتواءهم، ويؤكّد على تطوير مهارات التّعلّم الذّاتيّ للطّلّاب، وعلى تنمية مستويات التّفكير العليا من نقد وتحليل ومقارنة وإبداع. كما يتمتّع بالتفكير الإيجابيّ والتفاؤل، ويتحلّى بالصّبر والتّسامح وروح الدّعابة والمرح، ويسعى للعمل في فريق/طاقم مع زملائه، ويبني علاقات ودّيّة مع أولياء أمور الطّلّاب، ولديه المهارة لمواجهة الصّعاب والتّحدّيات، ويكون على استعداد دائم للتّجدّد والنّماء، واستخدام وسائل التّكنولوجيا الملائمة في التّدريس.

ولنتذكّر: إنّ المعلّم الجيّد يُسهم في بناء شخصيّة المتعلّمين المتكاملة: العقليّة والعاطفيّة والنّفسيّة والاجتماعيّة، فهو يكتشف المواهب ويشجّع الإبداع والابتكار والتّفكير النّاقد، بينما المعلّم الفاشل قد يقتل المواهب، ويكرّه التّعلّم لدى طلّابه، وربّما يكون سببًا في تسرّبهم من المدرسة وانحرافهم في المستقبل!

 

ملاحظة:

رغم الحديث عن المعلّم والطّلّاب إلّا أنّ النّصّ موجّه للمعلّمة والطّالبات على السّواء.

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى