د. علي خليل جباربن: مجمع تربوي بدون موقف للسيارات.. أزمة متفاقمة تنتظر الحل!!

بتكاتفنا نتغلب على القضايا المزمنة

مجمع تربوي فحماوي  يضم  عددا من المدارس والمؤسسات التعليمية, منها: خديجة الإعدادية و الثانوية,  الرازيالإعدادية و الثانوية,  الفارابي الابتدائية,  بالإضافة إلى عدد من رياض الأطفال والبساتين. يعد هذا المجمع من أكبر المراكز التعليمية في ام الفحم,    حيث يستقبل يوميًا بضع آلاف من الطلاب, الطالبات, المعلمين و المعلمات, العاملين في المجمع و الأهالي. تعمل الطواقم التعليمية في مؤسسات هذا المجمع بكل إخلاص و تبذل جهودا متواصلة لتوفير بيئة تعليمية ملائمة وأمنة لأبنائنا و بناتنا  رغم ما تواجهه من تحديات.

على مدار ثلاثة عقود, ما زال هذا المجمع يقوم بدور حيوي في خدمة العملية التعليمية في ام الفحم, إلا أنه  يفتقر إلى موقف سيارات مخصص يخدم طلابه, طواقمه المختلفة وزائريه. يعد غياب موقف منظم للسيارات  أحد أبرز التحديات التي تعيق تقدم العملية التعليمية و تؤثر سلبا على سلامة الطلاب, المعلمين وأولياء الأمور عند وصولهم إلى المجمع او مغادرته.

يعاني المجمع يوميا من أزمة مرورية خانقة,  تتكرر صباحا ومساء,  حيث يضطر القادمون إليه إلى إيقاف سياراتهم  بشكل عشوائي في أماكن غير مخصصة,  ما يعرضهم لمخاطر حقيقية ويربك حركة السير في المنطقة. هذا الازدحام كثيرا ما يؤدي إلى تأخر الطلاب و المعلمين  عنبعض حصصهم الدراسية,  ويخلق حالة من التوتر والفوضى,  تتفاقم أحيانا إلى مشادات كلامية ومواقف غير لائقة كان بالإمكان تفاديها بحل بسيط وضروري ألا وهو إنشاء موقف سيارات منظم يخدم هذا الصرح التربوي.

لأهمية هذه الرسالة لا بد من الإشارة للنقاط التالية: أولا,نؤكد أنها لا تهدف إلى توجيه أصابع الاتهام لأي جهة بعينها او تحميلها المسؤولة عن هذه الازمة,  بل تحرص الرسالة   على تسليط الضوء على مشكلة مزمنة,  أملا في التوصل إلى حلول عملية تسهِم في تحسين ظروف العمل والتعلم في واحد من أهم المجمعات التربوية في بلدنا.

ثانيا,  لا يمكن للعملية التعليمية أن تكتمل دون تفاعل حقيقي  بين الاضلاع الثلاثة ل “مثلث التعلم” ( قد اطلق عليه مجازا “المثلث الذهبي للعملية التعليمية”) الا وهي:

1- المعلم  صاحب المعرفة المعمقة في مجال تخصصه, المرشد,  الموجه,  صاحب الرسالة التربوية والقيم الإنسانية و القدوة الحسنة لطلابه.  

2- النص الذي يتضمن المحتوى التعليمي والمعرفي النوعي,والمضامين الغنية ذات المعنى والجدوى, والتي تسهم في تنمية تفكير الطالب, وتوسيع آفاقه, ورفع مستوى وعيه.

3- الطالب الشغوف الذي يحترم معلميه,  يصغي اليهم باهتمام,  يقرأ النصوص المقررة بتمعن  ,ويتفاعل مع معلميه ومع النصوص المقررة بوعي.  

يشكل هذا التفاعل بين الأضلاع الثلاثة أساس لأي عملية تعليمية ناجحة. ومهما تطورت أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناع,  فإنها تبقى مجرد  أدوات  تعمل ضمن هذا الإطار التربوي,  ولا يمكنها استبداله. لذلك,  يجب الحرص كل الحرص على توفير بيئة تعليمية تضمن سلامة هذه الأضلاع الثلاثة وتفاعلها,  من أجل إنتاج خريج قيادي متمكن.

ثالثا,  لا بد من الإشادة بالجهود الجبارة التي بذلت على مدى أكثر من ثلاثين عاما, من قبل أفراد ومؤسسات مخلصة في بلدنا,  لتأسيس هذا المجمع التعليمي,  الذي يحتضن أبناءنا وبناتنا,  ويوفر لهم بيئة تعليمية ملائمة.

كذلك, نثمن حرص أهل بلدنا الدائم على مستقبل أبنائهم وبناتهم, وندرك تماما مدى التزامهم العميق بقضايا التربية والتعليم. ونعلم أيضا أن بلدية أم الفحم, ممثلة بجناح المعارف, وبدعم من مديري ومديرات المؤسسات التعليمية في المجمع التربوي, قد عقدت العديد من الجلسات بهدف التوصل إلى حل جذري لهذه المشكلة. وقد طرحت خلال تلك الجلسات عدة مقترحات, بعضها قصير الأمد وبعضها الآخر بعيد المدى. لكن ما يدعو إلى الاستغراب والقلق هو أن تلك الحلول بقيت حبرا على ورق, ولم تفعل على أرض الواقع, مما ساهم في تفاقم الأزمة مع مرور الوقت, وأبقى المشكلة قائمة بلا أفق واضح للحل.

ومع ذلك, فإن واجبنا اليوم يقتضي منا جميعا أن نتحمل المسؤولية, وأن نتحرك بجدية لمعالجة التحديات التي باتت تؤثر يوميا على سلامة المعلمين والطلبة, وعلى انتظام العملية التعليمية. فمشهد الازدحام والوقوف العشوائي للسيارات أمام المجمع, وما يصاحبه من توتر وتأخر عن الحصص, لا يمكن أن يستمر دون تحرك فعلي. إن التغاضي عن هذا الواقع أو القبول به يعد تقصيرا لا يليق بمن يحمل حسا تربويا وضميرا حيا.

ومن هذا المنطلق, نوجه نداءنا إلى جميع الجهات المسؤولة, مثل بلدية أم الفحم,  اللجنة المحلية لأولياء الأمور,  اللجان المدرسية وجمهور الأهالي للتحرك الجاد والعمل المشترك من أجل إيجاد حل عملي وجذري لهذه المشكلة التي طال أمدها. ونختم بقول الله تعالى:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105].

نسأل الله أن يحفظ بلدنا وأهله, وأن يلهمنا جميعا السداد في القول والعمل, لما فيه خير أبنائنا ومستقبلهم

والله الموفق والمستعان

 

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى