52 عامًا على حرب 6 أكتوبر 1973.. ومستندات إسرائيلية جديدة تؤكد حقيقة العميل المصري “المزدوج” وخداعه لاسرائيل  

* خبير عسكري: الإرادة المصرية انتصرت على المستحيل في حرب أكتوبر

تصادف اليوم الذكرى الـ52 لحرب 10 رمضان /6 اكتوبر، التي بدأت في مثل هذا اليوم، 6 أكتوبر، من عام 1973، بين سوريا ومصر من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.

هوناك عدة اسماء للحرب مثل   حرب يوم الغفران (تسمية إسرائيلية)، أو حرب اكتوبر، أو حرب تشرين، أو حرب 73، أو حرب العبور.

قد استمرت الحرب حتى 24 اكتوبر 73، وانتهت باتفاقيات سلام ووقف إطلاق نار بين الطرفين، واستعادة مصر لكامل ارضها في سيناء.

* الرئيس السيسي: إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احترامًا وإجلالًا، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربي

وبهذه المناسبة ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، كلمة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام 1973.

وجاء فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، شعب مصر العظيم، أبناء قواتنا المسلحة الباسلة، السيدات والسادة، في هذا اليوم المجيد، نقف جميعًا وقفة عز وفخر، نُحيي فيها ذكرى يوم خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973، ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعًا.. فخرًا ومجدًا.. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احترامًا وإجلالًا، لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربي.

في هذه الذكرى العطرة، نتوجه بتحية خالصة، إلى روح القائد العظيم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام صاحب القرار الجريء، والرؤية الثاقبة الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة، نحو النصر والسلام.

ونحيي قادة القوات المسلحة وكل ضابط وجندي وكل شهيد ارتقى إلى السماء وكل جريح نزف من أجل الوطن وكل من لبى نداء مصر، فى تلك اللحظة الفارقة من تاريخها لتظل راية مصر خفاقة شامخة.

وإننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة.. فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال.. بل لنستلهم منها الدروس والعبر.. لقد علمتنا ملحمة أكتوبر أن النصر لا يمنح، بل ينتزع، وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدؤوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله.. هي مفاتيح النصر والمجد، قال تعالى: ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾ بهذا اليقين، انتصرت مصر وبهذا اليقين، ستظل منتصرة بإذن الله، إلى يوم الدين.

ومن روح أكتوبر نستمد عزيمتنا اليوم في بناء مصر الجديدة مصر الحديثة مصر التي تليق بمكانتها وتاريخها، وتستحق أن تكون في مصاف الدول الكبرى.
إننا نعمل بكل جد وإخلاص على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن وزن مصر الحقيقي، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.

نبني مؤسسات راسخة ونطلق مشروعات تنموية عملاقة ونعيد رسم ملامح المستقبل لتكون مصر كما يجب أن تكون رائدة، ومتقدمة، ومؤثرة.
وإذا كانت تلك المبادئ؛ قد قادتنا إلى النصر فى أكتوبر 1973 فإننا اليوم؛ في ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها، وتطبيقها كنهج راسخ، في حياتنا السياسية والاجتماعية. فالأوضاع الإقليمية، لم تعد تحتمل التراخي، والظروف التي نعيشها، تتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدم إلى الأمام.

لقد خاضت مصر وإسرائيل حروبًا ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانًا فادحة من الدم والدمار، وكان للعداء أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك والوساطة الأمريكية، التي مهدت الطريق نحو سلام عادل وشجاع، أنهى دوامة الانتقام وكسر جدار العداء وفتح صفحة جديدة من التاريخ.

وإن السلام؛ كي يكتب له البقاء لابد وأن يشيد على دعائم العدالة والإنصاف، لا أن يفرض فرضًا، أو يملى إملاء. فالتجربة المصرية في السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق، بل كانت تأسيسًا لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف، هو السبيل الوحيد للسلام الدائم، إنها نموذج تاريخي يحتذى به في صناعة السلام الحقيقي.

ومن هذا المنطلق؛ نؤمن إيمانًا راسخًا بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.

إن السلام الذي يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانًا أما السلام الذى يبنى على العدل، فهو الذي يثمر تطبيعًا حقيقيًا، وتعايشًا مستدامًا بين الشعوب.
وفي هذا السياق؛ لا يسعنى إلا أن أوجه التحية والتقدير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مبادرته، التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.

وإن وقف إطلاق النار، وعودة الأسرى والمحتجزين، وإعادة إعمار غزة وبدء مسار سلمي سياسي، يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعني أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ وهو ما نصبو إليه جميعًا.
فالمصالحة؛ لا المواجهة هى السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا.
وأشدد هنا؛ على أهمية الحفاظ على منظومة السلام التي أرستها الولايات المتحدة، منذ سبعينيات القرن الماضي والتي شكلت إطارًا استراتيجيًا للاستقرار الإقليمي. وإن توسيع نطاق هذه المنظومة لن يكون إلا بتعزيز ركائزها على أساس من العدل، وضمان حقوق شعوب المنطقة في الحياة، والتعاون بما ينهي الصراعات ويطلق طاقات التكامل والرخاء والازدهار، في ربوع المنطقة.

شعب مصر العظيم، في ختام كلمتي أطمئنكم أن جيش مصر قائم على رسالته، في حماية بلده والحفاظ على حدودها، ولا يهاب التحديات، جيش وطني؛ من صلب هذا الشعب العظيم وأبنائه؛ يحملون أرواحهم على أكفهم. ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات.
أجدد التحية لقواتنا المسلحة الباسلة ولشهدائنا الأبرارالذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة ولجنودنا الأبطال الذين يسهرون كي تنام مصر آمنة مطمئنة.
كل عام وأنتم بخير. ودائمــًا وأبدًا وبالله.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

** اللواء عادل العمدة: نصر أكتوبر المجيد يمثل يومًا تاريخيًا في وجدان الشعب المصري

من ناحيته، أكد اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن نصر أكتوبر المجيد يمثل يومًا تاريخيًا يعمق روح الولاء والانتماء في وجدان الشعب المصري، مشيرًا إلى أن تلاحم الجيش والشعب لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة طبيعية لمرارة الهزيمة التي أشعلت إرادة تحقيق النصر واستشعار حلاوته، حيث تكاتفت كل عناصر الدولة على قلب رجل واحد لمجابهة تحدي الاحتلال واستعادة جزء أصيل من تراب الوطن.

* تحطيم أساطير اسرائيل

وأضاف «العمدة»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أن هذا الانتصار حطم العديد من الأساطير التي روج لها العدو، مثل أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، مؤكدًا أن القوات المسلحة المصرية نجحت في تحقيق النصر رغم أنها كانت تمتلك قدرات قتالية أقل، وفي مواجهة عدو يتلقى دعمًا غير مسبوق.

وتابع، بأن هذا النجاح يرجع إلى إرادة وعقيدة المقاتل المصري الصلبة التي كانت تقوم على مبدأ «النصر أو الشهادة»، والتي مكنته من التغلب على كافة التحديات والصعاب واتخاذ القرارات المناسبة في أصعب الظروف.

** بوستر مصري نشرته قناة القاهرة الاخبارية

* حرب أكتوبر غيرت مفاهيم الحرب الحديثة

وأشار، إلى أن حرب أكتوبر غيرت مفاهيم الحرب الحديثة، حيث اقترنت العسكرية المصرية بعنصر «المفاجأة» الذي أصبح يُدرس في كبرى الأكاديميات العسكرية حول العالم.

وسلط المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، الضوء على العبقرية التكتيكية التي تجلت في التغلب على الصعاب الهندسية، مثل تحطيم الساتر الترابي بخراطيم المياه، واختيار توقيت الهجوم في الثانية ظهرًا يوم عيد الغفران اليهودي، بالإضافة إلى استخدام اللهجة النوبية كشفرة لتأمين الاتصالات، وهو ما شكل نجاحًا باهرًا لخطة الخداع الاستراتيجي.

* تحقيق إسرائيلي يعزز رواية مصر.. كيف خدع أشرف مروان الموساد؟

وفي غذون ذلك، عاد اسم أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، إلى دائرة الضوء مجددا، بعد تحقيق نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن دوره في حرب أكتوبر 1973، الذي أكد السردية المصرية بشأن “تلاعبه وتضليله” لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي في تلك الفترة، وكونه عميلاً لمصر وليس عميلًا مزدوجًا كما كان يحلو لمحافل امنية إسرائيلية وصفه.

واللافت أن تلك المعلومات تناقض الرواية الإسرائيلية السائدة منذ عقود، التي دأبت على تصوير مروان كـ”كنز استخباراتي” قدم لتل أبيب معلومات مصيرية، مما أثار تفاعلا واسعا في الأوساط المصرية التي أعادت التأكيد على دوره الوطني.

ووفق ترجمة انزار إسماعيل، نشر موقع “واينت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريرًا قبل أيام جاء فيه: “في 7 سبتمبر 2023، عُقد مؤتمرٌ احتفاليٌّ في حديقة مقرّ الموساد لإحياء الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران . ولأول مرة في تاريخه، عمل قسم التاريخ في المنظمة على إعداد كتابٍ شاملٍ عن حرب يوم الغفران، يتضمن وثائق أصليةً نُشرت لأول مرة، من أرشيف الموساد السري، وهي موادٌ لا يُمكن الكشف عنها إلا بإذنٍ من رئيس الموساد، ديدي بارنياع .

* السرد واضحٌ وموجز: الموساد هو من حذّر من اقتراب الحرب، وجهاز المخابرات العسكرية (“أمان”) هو من استهتر ثم أخفق. كان لدى الموساد مصادر بشريةٌ ممتازةٌ حذّرت بوضوحٍ من الهجوم – وأبرزها أشرف مروان، “الملاك  – لكن الجميع تجاهلوه .

*  كنا على حق، والجميع على خطأ. خُصص جزء كبير من الكتاب لـ”الملاك” والادعاءات التي رُويت على مر السنين بأنه كان في الواقع عميلاً مزدوجاً . وما هو استنتاج الموساد؟ ” .

* لقد نقل ” الملاك ” تحذيرات واضحة حول استعدادات ( مصر ) للحرب، وهو امر لا يتوافق مع المعلومات التي تُسرب عمداً من دولة تُجهّز لحرب مفاجئة” .

* بعبارة أخرى، لا يُمكن أن يكون المصريون، من خلال “الملاك”، قد سرّبوا لنا معلومات سرية، إذا أرادوا تحقيق مفاجأة..

” * كان أشرف مروان عميلاً رائعاً”، هذا ما صرّح به رئيس الموساد الحالي، ديدي بارنياع، بحزم في خطاب ألقاه في الحفل. * بعد ذلك، وُزّعت الأوسِمة، بما في ذلك وسام لدوبي، الذي شغّل “الملاك ” (ليتجسس على بلده، مصر) لمدة 27 عاماً .

*  اعتقدت الغالبية العظمى من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك قسم الأبحاث في مديرية الاستخبارات العسكرية (“أمان”) الذي فشل في اكتشاف الأخطاء الخطيرة في تشغيل ” الملاك ، أنهم يتحدثون بالفعل عن “أفضل عميل عرفته إسرائيل على الإطلاق”، وأنه من المستحيل أن يكون نتاج عملية احتيال . ولا يزال بعض من خلفوهم في المنصب يعتقدون ذلك حتى اليوم. * بعد شهر واحد بالضبط، غزا آلاف الإرهابيين إسرائيل في أعنف هجوم منذ يوم الغفران. سبق الهجوم عملية احتيال لا تقل تعقيدًا عن عملية “الملاك”، ولكن هذه المرة من قِبل حماس . كانت الطريقة مختلفة، وكان العمى ( الإسرائيلي ) واحدًا .

*  في الأسبوع الماضي، في هذا الملحق (من يديعوت احرونوت)، نشرنا تحقيقًا شاملًا عن أشرف مروان، المعروف باسم ” الملاك”. وعلى عكس الأسطورة التي تطورت على مر السنين حول “الملاك”، كشف التحقيق أن مروان كان البرغي الرئيسي في خطة الخداع المصرية، وقد جعل الموساد، وخاصة رئيسه تسفي زامير، يصدّقونه تماما، وفي اللحظة الحاسمة – قام بلدغ إسرائيل .

نكتشف هذا الأسبوع أنه بعد حوالي عام من انتهاء الحرب، شكّل رئيس جهاز المخابرات العسكرية آنذاك، شلومو غازيت، لجنة تحقيق سرية داخل الجهاز للنظر في قضية ” الملاك “، ولكنها لم تتمكن من التوصل إلى نتيجة حاسمة .

*  علم الموساد فورًا بأمر اللجنة التي أنشأها غازيت، فأنشأ لجنته الخاصة، التي أنجزت عملها عام 1974 . ومن المثير للدهشة أن اللجنة خلصت، كما ذُكر، إلى أن شكوك غازيت لا أساس لها .

*  كانت هذه بداية حملة تضليل متواصلة، بهدف واحد : الحفاظ على الرواية القائلة بأن الموساد هو الجهاز الوحيد الذي لم يُخفق في الاستخبارات قبل الحرب، ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى “الملاك”.

*  لا شك أن جهاز المخابرات العسكرية وقادته ارتكبوا أخطاءً جسيمة في تقييمهم للمواد الاستخباراتية المعروضة عليهم، وكان لهم دورٌ كبيرٌ في هذا الفشل. لكن كان هناك على الأقل شخص آخر في القيادة العليا لم يفهم ما يدّعيه كتاب الموساد بوضوح  رئيس الموساد تسفي زامير، الذي قدّر في 24 سبتمبر 1973، أمام اجتماع لهيئة الأركان العامة، أنه لا يُتوقع نشوب حرب في العام المقبل   ولم يعترض على تقييمات الاستخبارات العسكرية، قبل يومين فقط من الهجوم، والتي أشارت إلى أنه لا يوجد حاليًا أي احتمال يُذكر لنشوب حرب” – الى هنا التقرير الذي نشره موقع “يديعوت احرونوت” . (مواقع ووكالات وصفحات عربية واسرائيلية)

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى