د. محمد عقل: وقفة مع اللغة !

**مائة أم مئة
اعتاد القدماء أن يكتبوا (مائة) بالألف لتمييزها عن كلمة (منه) خوفًا من التصحيف لقلة الإعجام.
وقد أقر مجمع اللغة العربية عام 1963 حذف ألف (مائة) والتزام ذلك دائمًا لأنها على وزن فئة، زنة؛ كما أجاز المجمع فصل الأعداد من ثلاثة إلى تسعة عن مئة، فممكن أن تُكتب خمس مئة جنيه أو خمسمئة جنيه وكلاهما صحيح.
**
* القيافة عند العرب
القيافة المشتقة من الفعل قفا يقفو أي تتبع الأثر، وهي نوعان: قيافة الأثر وقيافة البشر، وقيافة الأثر ليست مجرد قصّ، أو اقتفاء الأثر لقدم أو خف أو حافر، بل لتمييز أوصاف صاحبه.
فكانت العرب تميز أثر الأعمى والبصير والشيخ والشاب والرجل والمرأة والبكر والثيب وشكله وهيئته، وما إذا كان به مرض أو علة كالأعور والأعرج والقصير.
والأعجب أنهم كانوا يعرفون مقصده من أثر خطواته، والفطرة السليمة السوية قادتهم في اقتفاء الأثر إلى الصواب فالبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير.
وكان ذلك يفيدهم في تتبع الفار والضال من الناس أو الحيوان؛ وقيافة البشر وهي تتبع الشبه والملامح والأنساب من خلال ملامح الجسم في الناس.
وسُميت بذلك لأن صاحبها يتتبع بشرة الإنسان وجلده وأعضاءه وأقدامه، فيعرف سن!ه ونسبه وموطنه ومن أية عشيرة هو!، وهي قريبة من الفراسة.
**
* في معنى حذافير
كلمة حذافير على وزن فَعَاليل مفردها حِذْفار وحُذْفور تعني أعالي الشيء وجوانبه ونواحيه، وفي الحديث ” فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”. ويقال: “أخذ الشيء بحذافيره” أي بأسره أو بجوانبه المختلفة.
والحذافير تعني في استعمال المعاصرين الأشياء الصغيرة والدقيقة التي تدخل مع الأجزاء الكبيرة في شيء واحد، وفي اللغة الدارجة بمعنى تفاصيل الشيء ودقائقه.
وثمة رأي للمولوي الكنتوري في كتابه “فقه اللسان” يقول إن حذافير أصلها أظافير بعد إبدال الحاء من الهمزة، وأظافير جمع الجمع لكلمة ظِفْر.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com