العنف المتوحش.. الى متى؟! وفاة الطبيب الشاب زياد أبو عابد من رهط متأثراً بجراحه إثر تعرضه قبل اسبوع لاطلاق نار

اقر الأطباء بمستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع، مساء اليوم الأربعاء، وفاة الطبيب الشاب زياد أبو عابد، متأثرًا بجراحه الحرجة، اثر تعرّضه لجريمة إطلاق نار في رهط قبل نحو عشرة أيام.
ويذكر ان الطبيب الشاب زياد أبو عابد (27 عامًا) من رهط تعرض لوابل من الرصاص داخل سيارته أثناء عودته من عمله بالمستشفى، فيما قالت الشرطة إن الخلفية “نزاع دموي بين عائلتين مستمر منذ عام 2013 على خلفية نزاع محتدم حول الأراضي”، مع الإشارة الى ان هذا الخلاف الدامي أوقع العديد من الضحايا والمصابين الأبرياء من العائلتين خلال السنوات الأخيرة.
وقالت الشرطة في بيان مقتضب صدر عنها غداة الجريمة إنها “ألقت القبض على خمسة مشتبهين من عائلتين متخاصمتين في مدينة رهط، على خلفية إصابة طبيب شاب في جريمة إطلاق نار، ضمن نزاع دموي متواصل منذ عام 2013 حول تقسيم أراضٍ، أسفر في السابق عن مقتل ثلاثة أشخاص”.
وتُضاف هذه الجريمة إلى سلسلة جرائم القتل التي يشهدها المجتمع العربي في البلاد عامة، اذ بلغ عدد ضحاياها منذ مطلع العام 204 قتلى، ومدينة رهط ومناطق واسعة من النقب خاصة، والتي تئنّ من استفحال جرائم القتل والعنف المسلح في الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ، في ظل ما يصفه الأهالي بـ”غياب الردع وانعدام الأمن” وتقاعس الشرطة والحكومة.
هذا، وأصدرت رابطة الأطباء العرب في النقب بيان تعزية واستنكار ، جاء فيه: “بقلوبٍ يملؤها الحزن والأسى، تنعى رابطة الأطباء العرب في النقب الطبيب د. زياد أبو عابد، الذي فقدناه في حادثة عنف مأساوية هزّت وجدان مجتمعنا بأسره.
لقد عرفنا الفقيد طبيبًا مهنيًا، إنسانيًا، خادمًا لمجتمعه وأبناء شعبه بكل تفانٍ وإخلاص.
إننا في الرابطة نعبّر عن أشدّ مشاعر الحزن والغضب إزاء هذه الجريمة البشعة، التي تمثل وجهًا آخر من ظاهرة العنف المستشرية في مجتمعنا العربي في البلاد، والتي باتت تهدد حياة كل فردٍ منّا، بما في ذلك من نذروا أنفسهم لخدمة الإنسان.
إن استمرار نزيف الدم في شوارعنا أمر لا يمكن السكوت عنه. ولنا أن نسأل: إلى متى؟ إلى متى سيبقى أبناؤنا ضحايا للعنف؟
ندعو جميع الجهات الرسمية – وعلى رأسها الشرطة والسلطات المختصة – إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة في مكافحة الجريمة والعنف، وضمان الأمن الشخصي لكل مواطن.
كما ندعو مجتمعنا إلى رصّ الصفوف، وتعزيز قيم التسامح والمسؤولية المشتركة، حمايةً لحياتنا ومستقبل أولادنا.
ومن هنا نطالب مجتمعنا إلى تجنيب الأطباء والعاملين في الجهاز الصحي أي خلافات أو إشكاليات أو أعمال عنف، تأكيدًا على قدسية رسالتهم الإنسانية ودورهم في خدمة الجميع دون تمييز.
إن فقدان طبيب خدم مجتمعه بإخلاص هو خسارة مضاعفة، تمسّنا كجسم طبي وكأبناء لهذا المجتمع.، رحم الله الفقيد د. زياد أبو عابد، وجعل مثواه الجنة، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.