اللقاح ضد الإنفلونزا أثناء الحمل طبقة حماية مزدوجة للأم والطفل

تشير الدراسات الحديثة إلى أن التطعيم ضد الإنفلونزا أثناء الحمل لا يحمي الأم فقط من الإصابة الخطيرة، بل يمنح الطفل مناعة أساسية خلال الأشهر الأولى من حياته.

بقلم: الدكتورة أورلي غولدشتيك، أخصائية في طب النساء ومديرة مركز الطب الاستشاري في كلاليت عيمك هشالوم.

النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا

تكون النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بمرض الإنفلونزا بسبب التغيرات التي تطرأ على القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي، والجهاز المناعي خلال فترة الحمل، مما يجعل الجسم أكثر حساسية.
تشير الأبحاث إلى أن خطر دخول المستشفى بسبب الإنفلونزا يزيد بمقدار 18 مرة لدى النساء الحوامل مقارنة بغير الحوامل، وأن حوالي ثلث النساء الحوامل اللواتي يُصبن بالإنفلونزا يحتجن إلى علاج في المستشفى.
وعلى الرغم من أن الوفيات نادرة، إلا أن نحو 13٪ من الحالات تحدث لدى نساء أصحاء دون أي عوامل خطر أخرى.

في دراسة واسعة شملت 20 ألف امرأة حامل في عدة دول، تبين أن أكثر من نصف اللواتي دخلن المستشفى بسبب الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي كنّ تحت سن 35 عامًا، ومعظمهن في الثلث الأخير من الحمل، ودون وجود عوامل خطر إضافية.
أما النساء اللواتي تلقين اللقاح خلال الحمل، فقد سُجل بينهن انخفاض بنسبة 40٪ في عدد حالات الدخول إلى المستشفى، وكذلك انخفاض في حالات الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد.

حماية تستمر بعد الولادة

الأطفال حتى عمر ستة أشهر لا يمكنهم تلقي لقاح الإنفلونزا، كما أن جهازهم المناعي لا يكون مكتملًا بعد.
إلا أن الأجسام المضادة التي تنتجها الأم بعد تلقي اللقاح تمر عبر المشيمة إلى الجنين، وتوفر له طبقة حماية مهمة بعد الولادة.
وأظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين وُلدوا لأمهات تلقين اللقاح أصيبوا بعدد أقل من أمراض الجهاز التنفسي، وإذا أصيبوا، كانت حالتهم أخف واحتاجوا إلى دخول المستشفى بنسبة أقل.

وفي دراسة حديثة أُجريت في كاليفورنيا عام 2025 وشملت نحو ربع مليون طفل، تبين أن لقاح الأم قلل خطر إصابة الطفل بالإنفلونزا بنسبة 44٪ خلال النصف الأول من عامه الأول، وكانت الفاعلية أعلى عندما أُعطي اللقاح في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، حيث وصل الانخفاض في الخطر إلى 59٪.

أمان مثبت على المدى الطويل

تمت دراسة لقاح الإنفلونزا للحوامل في عشرات الأبحاث العلمية الواسعة، ولم يُعثر على أي علاقة بين التطعيم وزيادة المضاعفات أثناء الولادة، أو العمليات القيصرية، أو الولادات المبكرة، أو أي مشاكل صحية لدى المواليد.
كما أن المتابعات الطويلة الأمد للأطفال الذين وُلدوا لأمهات تلقين اللقاح لم تُظهر زيادة في خطر التشوهات الخلقية أو المشكلات العصبية أو الأمراض المزمنة.

في آب 2025، نشر الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) توصيات جديدة تؤكد سلامة اللقاح للحوامل، وتوصي بإعطاء لقاح الإنفلونزا إلى جانب لقاحي RSV وكوفيد-19.
كما أوصى مركز مكافحة الأمراض الأمريكي (CDC) واللجنة الاستشارية للتطعيم (ACIP) بأن تتلقى الحوامل في موسم 2025–2026 لقاحًا أحادي الجرعة خاليًا من مادة الثيميروسال.

الخلاصة

يمكن أن تكون الإنفلونزا خطيرة أثناء الحمل، سواء للأم أو للجنين.
لقاح الإنفلونزا يمثل طبقة حماية مزدوجة، إذ يقلل خطر الدخول إلى المستشفى والمضاعفات لدى الأم، ويمنح الطفل مناعة حيوية خلال الأشهر الأولى من حياته.
لذلك، يُوصى لكل امرأة حامل بتلقي اللقاح في أقرب وقت ممكن، بغض النظر عن مرحلة الحمل، لضمان سلامتها وسلامة طفلها.

المتحدّث باسم كلاليت إيهاب حلبي

بالتعاون مع كلاليت

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى