د. ديانا نجيدات من المركز الطبي زيڤ في صفد: الابحاث تظهر انتشار ظاهرة اجهاد العين الرقمي بـ 63.7% لدى الأولاد ما بين 11 حتى 18 عامًا

يواجه في الأونة الاخيرة الانسان الكثير من التحديات بكل ما يتعلق بأمراض العيون وتأثيرها على حاسة البصر التي تعتبر من اهم حواس الانسان، تتزايد المسببات اليومية التي تساهم بشكل حقيقي في الاصابة بأمراض العيون المختلفة التي تؤدي في نهاية المطاف الى محدودية في البصر وتؤثر بشكل مباشر على صحة العين عامة. ولعل أبرز التحديات التي تواجهنا اليوم هي التعرض المستمر للشاشات المحوسبة سواء أبنائنا في المنزل او في المدرسة، الموظفين في أماكن العمل، طلاب الجامعات، وسائر قطاعات الاعمال التي أصبحت تستخدم الشاشات كجزء لا يتجزأ من طبيعة عملها.
وتحدثت الدكتورة ديانا نجيدات المتخصصة الكبيرة في قسم العيون في المركز الطبي زيڤ في صفد حول أهمية رفع الوعي تجاه صحة العيون عامة في المجتمع العربي وعلى وجه التحديد في صفوف الأطفال والأولاد منذ سن الصغر وذلك لأهمية ضمان صحة العيون من جيل مبكرة حيث قالت في هذا السياق ان أبرز المشاكل التي نراها كأطباء عيون عند الأطفال هي الحول، كسل العين، قصر النظر ، وأحيانًا مشاكل خلقية مثل إعتام عدسة العين أو انسداد القنوات الدمعية، اذ ان التشخيص المبكر لهذه الامراض يُساعد كثيرًا في العلاج ويمنع فقدان البصر الدائم.
وعن اهم الظواهر الأكثر شيوعًا المتعلقة بصحة العيون عند الأولاد بسبب الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات قالت د. نجيدات ان الظاهرة الاساسية والأكثر شيوعًا في أيامنا هذه هي ازدياد قصر النظر (باللغة الطبية – myopia)، بالإضافة إلى جفاف العين، الصداع، تعب بصري بسبب التركيز المستمر على شاشة قريبة. هذه الظاهرة التي تسبب بطبيعة الحال الحاجة الى استعمال النظارات بعمر صغير بسبب الإفراط في استخدام الشاشات.
وفي حديثها عن اهم الأبحاث والدراسات المتعلقة بمدى انتشار الإصابة بأمراض العيون نتيجة الاستعمال المتكرر والمتواصل للشاشات قالت د. نجيدات في هذا الصدد ان هناك عدة دراسات وابحاث علمية تُشير إلى وجود علاقة بين استخدام الشاشات وزيادة خطر قصر النظر وكذلك كانت هناك بعض الأبحاث التي تسلّط الضوء على اهم العوامل البيئية والسلوكية التي تؤثر على انتشار مرض قِصَر النظر لدى الانسان حيث أظهرت النتائج ان كل ساعة إضافية يوميًا من وقت الشاشة كانت مرتبطة بزيادة قدرها %21 في احتمال الإصابة بقِصر النظر، مع تزايد حقيقي وملموس لخطر الإصابة في حال كانت الزيادة حتى نحو 4 ساعات يوميا. اما عن سائر النتائج لهذه الدراسات فيدور الحديث أيضا عن جفاف العين، اذ ان التعرّض التراكمي لأكثر من 3–3.5 ساعات يوميًا للشاشات اكان مرتبطًا بارتفاع واضح في خطر جفاف العين لدى الأطفال؛ وكل زيادة بمقدار نصف ساعة على الحاسوب رفعت احتمال الجفاف المتوسط حتى الشديد بشكل ملحوظ.
وكانت دراسات وأبحاث أخرى ذات صلة قد أجريت حول العالم أظهرت ان انتشار إجهاد العين الرقمي بلغ %63.7، واضطراب النوم السيئ %51.2 في عينة من أولاد تراوحت أعمارهم ما بين 11 عام حتى 18 سنة ممن استخدموا بشكل كثيف الشاشات والحواسيب اللوحية وشاشات الهواتف الذكية.
وفيما يتعلق بأهم العلامات أو المؤشرات التي يتوجب التنبه اليها عند الأولاد وتستدعي من الأهل التوجّه لإجراء فحص نظر لأبنائهم قال د. نجيدات في هذا السياق ان ظاهرة تقريب الوجه من الشاشة أو الكتاب، او طلب الجلوس قريبا للشاشة، بالإضافة الى فرك الأعين، وإغماض عين واحدة، او ملاحظة الحول الظاهر، وميلان الرأس، والشكوى المستمرة من الصداع المتواصل أو العيون متعبة. أيضًا إذا لاحظ الأهل أن الطفل لا يتفاعل بشكل كافي مع الأشياء البعيدة أو على سبيل المثال يتعثر كثيرًا، مما يستوجب اجراء فحوصات عيون لدى طبيب مختص.
وعن اهم التوصيات التي يتوجب على الاهل اتباعها لضمان صحة العيون لأبنائهم قدر المستطاع قالت د. نجيدات ان تحديد وقت الشاشات يعتبر العام الأهم لتدارك مشاكل قصر النظر والظواهر المرافقة التي ذكرتها سابقا خاصة إذا كان الحديث عن الأطفال تحت عمر سنتين، حيث يفضل تجنّب الشاشات تمامًا، والأطفال الأكبر يفضل تقليل الاستخدام لأقل من ساعتين باليوم خارج إطار الدراسة. وتطرقت د. نجيدات أيضا في حديثها الى ضرورة اتباع القاعدة التي تسمى 20-20-20 المتعلقة باستخدام الشاشات الالكترونية لفئة الأولاد والأطفال وقالت موضحة اهم أسس هذه القاعدة ان كل 20 دقيقة من استعمال الشاشات تستوجب راحة لمدة لا تقل عن 20 ثانية النظر لمسافة لا تقل عن 20 قدما أي ما يعادل 6 أمتار وذلك لمنع اجهاد العيون الرقمي النابع عن الاستخدام المتواصل للشاشات الالكترونية.
كذلك نصحت د. نجيدات بضرورة تشجيع الأولاد اللعب في الخارج قدر الإمكان او على الأقل ساعتين يوميًا في ضوء النهار، لأنه يحمي من تطور قِصَر النظر. وأضافت أيضا مشيرة الى أهمية توفير الإضاءة الكافية والملائمة وطريقة الجلوس الصحيحة اثناء استخدام الشاشات الالكترونية على ان تكون هذه الشاشات على مسافة لا تقل عن 30–40 سم من العينين مع ضمان ظروف إضاءة جيدة. كما اكدت د. نجيدات أيضا في توصياتها على أهمية المتابعة الطبية واجراء فحص نظر أول للأطفال في العام الأول وعند بلوغهم 3 سنوات، ثم فحص نظر إضافي قبل دخولهم للإطار المدرسي، وبعدها حسب الحاجة أو إذا ظهرت أي مؤشرات مقلقة مع ضرورة اجراء الفحوصات الدائمة والمنتظمة والمبكرة في حال وجود عوامل وراثية او مشاكل عائلية تتعلق بالحول وقصر النظر وقصر النظر الشديد.
واختتمت د. ديانا نجيدات المتخصصة الكبيرة في قسم العيون في المركز الطبي زيڤ في صفد حديثها متوجهة الى جمهور الأهل من آباء وأمهات على حد سواء على ان يكونوا بمثابة قدوة لأبنائهم من حيث تقليص استخدام الهاتف لفترات طويلة ومتواصلة مما يجعل الأبناء يقتدون بهذا السلوك أيضا.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com