د. هيفاء مجادلة: رحمك الله يا محمّد!

طاردتني اللّيلة (ليلة الثلاثاء) صورة محمّد مرازقة، تخيّلتُ والدته وهي تتلقّى خبر الفاجعة، والده، إخوته، أخواته، أقاربه، أصدقاءه… كان يفترض أن يعود محمّد من يومٍ مدرسيّ، مثل ملايين الطلّاب، إلى حضن أهله؛ لكنّه عاد إليهم محمّلًا في تابوت. فقط لأنّ زميلًا له في المدرسة قام، ببساطةٍ، بطَعْنِه طعنة أنْهَت حياته!

محمّد في عمر ابني إيوان، تُطلّ من ملامح وجهه براءة ونقاء أعرفهما تمامًا في وجه ابني، وفي وجوه أبنائنا في هذا العمر الغضّ.

لا أعرف محمّد، لكنّي أعرف ذنبه الوحيد: أنّه وُلد في مجتمعٍ أتاح للقسوة أن تكبر، وللمجرمين أن يتمادوا، وللإنسانيّة أن تُنتَهك.

مَن قتل محمّد وغيره ممّن تُحصد أرواحهم كلّ يوم، ليس القاتل وحده؛ بل كلّ من تحمّل مسؤوليّة؛ لكنّه قصّر فيها، وفي الصّدارة أبَوَان مشغولان عن تربية أبنائهم تربية صالحة كفيلة أن تردّهم عن الأذى، وتكفّ “شرّهم” عن غيرهم.

بِتنا في خوف أكثر على أبنائنا وبناتنا…لا المدرسة آمنة، ولا الشّارع آمن، ولا المؤسّسات آمنة، ولا حتى بيوتنا آمنة، فكم من رصاصة أصابت مَن يجلِس في بيته وهو يظنّه الملاذ الآمن.

أدعو ما دعوتُه في سجودي: رحمك الله يا محمّد، وأسكنك فسيح جنّاته، وربط على قلوب والدَيْك وأهلك. اللّهمّ اجعل هذه الفاجعة آخر المرارات التي نتجرّعها في مجتمعنا، واكتب لنا صحوةً تحمي أبناءنا قبل أن تُكتب نعواتهم!

 

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى