في اعقاب مقتل الطالب محمد مرازقة: بيان استنكار من عائلة الطالب المشتبه بجريمة القتل واجتماع طارئ في بلدية كفر قرع

** بيانات شجب من بلدية كفر قرع ومجلس عارة – عرعرة.. ولجنة قضايا التعليم: “لن نقبل بأن تتحول مدارسنا إلى ساحات للموت”!
أصدرت عائلة جهجاه من عرعرة، التي اعتقل ابنها في اعقاب مقتل الطالب محمد مرازقة، بيانًا قالت فيه: “نستنكر الحادثة، وهي لا تمثل اخلاقنا ولا قيمنا”.
وجاء في البيان: “باسم عائلة جهجاه، نتقدّم بأشد عبارات الأسف والاستنكار لما حدث من حادثٍ مؤسف وعنيف أودى بحياة ألابن محمد حسين مرازقة، على يد أحد شباب عائلتنا.
إننا في عائلة جهجاه نعبّر بوضوح وبشكلٍ قاطع عن رفضنا التام والمطلق لمثل هذه الأفعال الفردية التي لا تمثل أخلاقنا ولا قيمنا، ولا تمتّ بأي صلةٍ إلى تاريخنا وعلاقاتنا الأخوية والطيبة الممتدة منذ أجيال مع عائلة مرزوق، التي نكنّ لها كل احترام وتقدير.
لقد مضت العائلتان جنباً إلى جنب كجيران وأصدقاء وأهل، تجمعهما روابط المودة والتعاون والتكافل، ولن يسمح أي حدثٍ عابر أو تصرفٍ فردي أن يمسّ هذه العلاقة الأصيلة والمتجذّرة.
ونؤكد في هذا المقام أننا نستنكر الجريمة بكل أشكالها، وندعم العدالة والقانون ليأخذ مجراه بحق الفاعل، سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.. رحم الله الفقيد، وحفظ الله مجتمعنا من الفتن والشرور”.
* جلسة طارئة في بلدية كفر قرع
عقد، مساء الإثنين اجتماع طارئ في بلدية كفر قرع، في أعقاب جريمة قتل الطالب محمد حسين مرازقة (17 عاما) من بلدة عرعرة إثر شجار وقع في المدرسة التي كان يتعلم فيها بمدينة كفر قرع.
وشارك في الاجتماع رئيس بلدية كفر قرع فراس بدحي، ورئيس مجلس عرعرة عارة د. نزار أبو عقل، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء في السلطتين المحليتين ووجهاء من البلدتين.
واستهل رئيس بلدية كفر قرع، المحامي فراس بدحي، الاجتماع معبرًا عن أسفه للجريمة وقتل الطالب مرازقة في المدرسة، مضيفا أن “الجريمة المؤسفة التي راح ضحيتها الطالب الخلوق محمد حسين مرازقة صعبة جدا، إذ أننا نرفض هذه الأحداث جملة وتفصيلا. هذه الجريمة هي نتاج سياسات تمييزية من الشرطة والحكومة تجاه المجتمع العربي”.
وأضاف “المطلوب في الوقت الحالي هو التروي من كلتا العائلتين، والتصرف بمسؤولية عالية في هذه المرحلة الصعبة”.
ومن جانبها، قالت مديرة المدرسة التي قتل فيها الطالب، المربية عنات عزب، خلال الاجتماع، إن “الطالب المرحوم هو من خيرة الطلاب، وعلاماته كانت ضمن أعلى المستويات بين طلاب المدرسة، إذ أنه كان مواظبا على الصلاة بشكل دائم وما حصل كان كارثيا ووقع علينا كالصاعقة”.
وأضافت “نحن طوال الوقت عملنا ونعمل على زرع الأخلاق والمحبة في نفوس الطلاب. المصاب جلل ونأمل أن يعم السلام بين الجميع”.
وقال رئيس مجلس محلي عرعرة عارة، د. نزار أبو عقل، خلال الاجتماع، إن “الجريمة التي تفتك بمجتمعنا هي كالسرطان، ونحن من واجبنا العمل بجد وجهد من أجل كبح هذا العنف، ولكن الجريمة هي من مسؤولية الحكومة وليس المجتمع”.
وأشار إلى أن “المطلوب بالوقت الحالي هو التروي من قبل كلا الطرفين”، مضيفا أن “عائلتي الضحية والطالب الآخر، هما من العائلات المحترمة وتعملان معًا وهناك صلة قرابة أيضًا بينهما، لذلك المطلوب هو التروي وعدم اتخاذ خطوات غير مسؤولة”.
**
** بيان شجب واستنكار من مجلس عارة – عرعرة وبلدية كفر قرع
“تستنكر سلطاتنا المحلية، مجلس عارة – عرعرة وبلدية كفر قرع، رئيسًا وأعضاءً وموظفين، بأشدّ العبارات الجريمة النكراء التي وقعت اليوم في مدرسة أمجاد الثانوية في كفر قرع، وراح ضحيتها الطالب المرحوم محمد حسين مرزوق، في حادثة مأساوية تهزّ المشاعر وتفطر القلوب، وتمزق نياط القلب والروح معًا.
إننا في مجلسي عارة وعرعرة وبلدية كفر قرع نعبّر عن صدمتنا العميقة واستنكارنا القاطع لهذا العمل الإجرامي الذي يتنافى مع كل القيم الإنسانية والدينية والاجتماعية، ويشكّل اعتداءً صارخًا على حرمة الحياة، وعلى قدسية المؤسسات التربوية التي يفترض أن تبقى حصنًا آمنًا للعلم والتربية والأمان.
وفي الوقت ذاته، نؤكد أن ما حدث هو حادثة استثنائية ومؤلمة لا تعكس الصورة الحقيقية لمجتمعينا في كفر قرع وعارة وعرعرة، ولا تمثل الروح الطيبة والنظام والانضباط الذي يسود مدارسنا ومؤسساتنا التربوية، والتي كانت وما زالت مثالًا للتآخي والاحترام المتبادل والمسؤولية.
إنّ ظاهرة العنف باتت خطرًا يُهدد أمن أبنائنا ومستقبلهم، ونحن نؤكد أن العنف والجريمة خط أحمر لا يمكن السكوت عليه. وعليه، نطالب الشرطة والجهات الرسمية المختصة بالتحقيق العاجل والجديّ في ملابسات هذه الجريمة البشعة ومنعها مستقبلا.
كما نعلن عن اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتعزيز الأمن والأمان في مدارسنا، من خلال تشديد الحراسة، وتكثيف الرقابة، والتعاون الوثيق بين السلطات المحلية، ومديري المدارس، والجهات التربوية والأمنية، لضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة لأبنائنا وبناتنا.
وندعو جميع المؤسسات التربوية، والمجتمعية، والدينية إلى توحيد الجهود من أجل غرس قيم التسامح، والحوار البنّاء، وحلّ الخلافات بطرق حضارية بعيدة عن العنف والتعصب.
إن هذه الجريمة هزّت كل بيت في بلداتنا، وأدمت قلوبنا جميعًا، وذكّرتنا جميعًا بواجبنا الأخلاقي والوطني في حماية أبنائنا وتعزيز وحدتنا.
وفي هذا الإطار، تم اتخاذ قرارات فورية وعملية، من أبرزها تخصيص الحصتين الأولى والثانية في جميع مدارس البلدين، ليتناول الطاقم التربوي خلالها موضوع نبذ جميع أطوار الجريمة والعنف، وفتح نقاش تربوي وتوعوي مع الطلاب حول خطورة هذه الآفة المدمّرة وسبل الوقاية منها وقطع دابرها من جذورها.
ويأتي هذا القرار تأكيدًا على أن التربية والتوعية هما الأساس في مواجهة هذه الظواهر الغريبة عن قيمنا ومجتمعنا.
لعن الله الفتن والجريمة، فهما لا تخلّفان إلا الألم والدمار، ولن نسمح بأن تسرق منّا أمننا واستقرارنا.
وفي هذه اللحظات الأليمة، نتقدّم بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلة الفقيد المرحوم محمد حسين مرزوق ابن قرية عرعرة، راجين من الله عز وجل أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
رحم الله الفقيد، وحمى الله أبناءنا وبلداتنا من كل سوء ومكروه. إنا لله وإنا إليه راجعون.”
صادر عن: بلدية كفر قرع ومجلس عارة وعرعرة المحلي – رئيسا وأعضاء المجلسين البلديين
عنهم: المحامي فراس أحمد بدحي – رئيس بلدية كفر قرع، والدكتور نزار ابو عقل – رئيس مجلس عارة وعرعرة.
**
* بيان من لجنة متابعة قضايا التعليم العربي
“بقلوب أثقلها الحزن والأسى، وبأرواح تضج بالغضب والألم، تنعى لجنة متابعة قضايا التعليم العربي التلميذ محمد مرزوق، الذي سقط ضحية جريمة القتل الغادرة داخل حرم مدرسته في كفر قرع.
تتقدّم اللجنة بأحرّ مشاعر المواساة والتعازي إلى عائلة الفقيد، وإلى زملائه ومعلميه، وإلى أبناء بلدته، وإلى مجتمعنا العربي بأسره في هذه المأساة المروعة.
إن مشهد انتهاء حياة تلميذ بين جدران مدرسته – ذلك المكان المُفترض أن يكون واحة للأمان والعلم – ليس مجرد جريمة مأساوية عابرة، بل هو صيحة إنذار مدوية تعلن عن انهيار كامل لمنظومة الأمن التربوي في مدارسنا العربية.
لقد تحولت مدارسنا، للأسف الشديد، إلى مرآة تعكس وبشكل مأساوي استفحال أزمة العنف في مجتمعنا، وإذا استمر هذا الإهمال، فإن نار العنف ستلتقط المزيد من الضحايا، وستزحف لا محالة من ساحات المدارس إلى كل مؤسساتنا المجتمعية.
لقد حذّرنا مرارا… وكتبنا مرارا… والتقينا مسؤولي الوزارة مرارا…
لقد قدّمنا خططا شاملة، وطرحنا برامج عملية، وطالبنا بضرورة:
-تعزيز خدمات الإرشاد النفسي والتربوي
-تفعيل آليات الوقاية والتدخل المبكر
-توفير بيئة مدرسية آمنة وحامية
فماذا كان رد الوزارة؟ رسالة تدعو إلى “تخصيص ساعة حوار”!
أليست هذه الساعة الواحدة صورة صارخة للتقصير وعدم الاكتراث؟
أين الخطة القطرية الشاملة؟ أين الاعتمادات المالية اللازمة؟ أين البرامج الوقائية الفعالة؟
إننا نعلنها صريحة واضحة:
لن نقبل بأن تتحول مدارسنا إلى ساحات للموت.
لن نقبل بأن تظل حياة أبنائنا رهينة للإهمال والتقصير.
لن نقبل بأن تبقى قضية الأمن التربوي في ذيل أولويات الوزارة.
مساءلتنا مستمرة… ومطالبنا واضحة:
1. خطة طوارئ عاجلة وشاملة لمكافحة العنف في المدارس العربية، ذات جدول زمني واضح وأهداف قابلة للقياس.
2. توفير الموارد اللازمة لضمان بيئة تعليمية آمنة، بما في ذلك زيادة عدد المرشدين النفسيين والتربويين.
3. مساءلة مباشرة للمسؤولين عن هذا التقصير المزمن.
ونؤكد أننا سنستخدم كل السبل المتاحة، بما في ذلك دراسة المسارات القانونية، لمحاسبة المقصّرين في واجبهم نحو حماية أبنائنا وضمان مستقبلهم.
إن أمن أبنائنا التربوي ليس منّة من أحد، بل هو حق أساسي ومسؤولية دولة، ووزارة التربية والتعليم تتحمل القسط الأوفر من هذه المسؤولية.
لن نسكت… ولن نتراجع…
حتى لا تُزهق روح أخرى…
وحتى تعود المدارس واحاتٍ للأمان والعلم.”
ويذكر أن الضحية قُتل في جريمة طعن ارتكبت بمدرسته ظهر اليوم، فيما أعلنت الشرطة اعتقال أحد الطلاب للاشتباه بارتكابه الجريمة.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد خطير وغير مسبوق في أحداث العنف وجرائم القتل بالمجتمع العربي التي أسفرت عن 213 قتيلا منذ مطلع العام، وسط تواطؤ وتقاعس الشرطة عن أداء دورها في مكافحة الجريمة وتوفير الأمن والأمان للمواطنين العرب.
وتشير المعطيات إلى أن 176 شخصا قتلوا بالرصاص، فيما كان 101 من الضحايا دون سن الثلاثين، بينهم أربعة أطفال لم يبلغوا سن الثامنة عشر. كما سجلت 11 جريمة قتل من قِبل الشرطة.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com



