مرعي حيادري: المنطقة على فوهة بركان..بين الترقب والانفجار.. وعن ازمة المتابعة

تبدو أحداث المنطقة في هذه المرحلة كما لو أنها تسير فوق خيطٍ رفيعٍ بين الهدوء والانفجار. فالمشهد الإقليمي بأكمله يزداد سخونة يوماً بعد يوم، مع تصاعد اللهجة الخطابية المتبادلة، وتنامي الحشود العسكرية على أكثر من جبهة، وكأن الجميع يتهيأ لاحتمال لا يريد الاعتراف به علنًا، لكنه يلوح في الأفق بوضوحٍ متزايد.

“الجبهة الشمالية.. الترقب المجهول”
“”””””””””””””””””””””””””””””“”””””
الحدود الشمالية لإسرائيل تشهد تصعيدًا متدرجًا منذ أسابيع، بين تهديدات حزب الله وردود الجيش الإسرائيلي، في وقتٍ تتكاثر فيه المناوشات اليومية بالقذائف والطائرات المسيّرة. الخطاب بين الجانبين بات أكثر حدّة، يحمل في طيّاته نُذر مواجهةٍ مفتوحة قد تخرج عن نطاق السيطرة في أي لحظة.
ومع كل جولةٍ من التصعيد، تتضح هشاشة التفاهمات غير المعلنة، ويتّسع نطاق القلق الشعبي داخل إسرائيل ولبنان على حدٍّ سواء، خشية أن تتحوّل “حرب الرسائل” إلى حربٍ شاملةٍ لا يريدها أحد، لكنها قد تفرض نفسها من بوابة خطأٍ في التقدير أو استفزازٍ ميداني.

“غزة.. هدوء مشحون بالتوتر”
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””
في الجنوب، يستمر ما يُعرف بـ “الهدوء القلق” على جبهة غزة، بينما تتواصل الضغوط السياسية والعسكرية. فوقف إطلاق النار المؤقت لم يتحوّل إلى تهدئةٍ دائمة، بل إلى حالة من الترقب المشحون بالتوتر، إذ تلوّح إسرائيل بعملياتٍ محدودةٍ متى شاءت، وتردّ الفصائل ببياناتٍ وتحذيراتٍ متبادلة.
هذا المشهد يوحي بأن السلام لا يزال بعيد المنال، وأن الأزمة الإنسانية في غزة تبقى الجرح النازف في خاصرة المنطقة، وسط غياب رؤيةٍ سياسيةٍ واضحة تضمن الاستقرار أو إعادة الإعمار الحقيقي.

“اقتصادٌ متردٍّ ومجتمعٌ قلق”
“””””””””””””””””””””””””””
الداخل الإسرائيلي يرزح تحت أعباء اقتصادية ثقيلة؛ ارتفاعٌ في الأسعار، وتراجعٌ في القدرة الشرائية، وتوتّرٌ متصاعد بين اليهود والعرب في ظل شعورٍ عامٍّ بانعدام الأمان واليقين. هذا الواقع الاجتماعي المتشابك يُفاقم منسوب القلق الجمعي ويضعف ثقة المواطنين بمؤسساتهم، في وقتٍ تبدو فيه القيادة منشغلة أكثر بإدارة الأزمات الأمنية من معالجة التحديات المعيشية المتراكمة.

“القوى الكبرى.. خطاب ناري ومصالح متقاطعة”
“”””””””””””””””””””””””””””””“”””””””””””””””””””””””

أما على الساحة الدولية، فالصراع بين الولايات المتحدة وروسيا يضيف بُعدًا أكثر تعقيدًا للأزمة. التصريحات الأمريكية الأخيرة تحمل لهجة تحذيرية شديدة تجاه إيران وحلفائها، بينما تواصل موسكو التنديد بما تصفه بـ “الازدواجية الغربية” في التعاطي مع القضايا الإقليمية.
وفي المقابل، تتحرك طهران بثقةٍ متزايدة، مستفيدةً من انشغال العالم بأزماتٍ أخرى، لتعزيز حضورها الإقليمي سياسيًا وعسكريًا، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من أي معادلة قادمة في المنطقة.

“ختامًا.. بين التهدئة والانفجار”
“””””””””””””””””””””””””””””””””
كل المؤشرات تشير إلى أن المنطقة تسير على حافةٍ دقيقة من التوازن الهشّ، حيث الهدوء الظاهري يخفي تحت سطحه بركانًا من الغضب والاستعدادات. أي خطأٍ في الحسابات، أو تصعيدٍ غير محسوب، قد يفتح الباب أمام مواجهةٍ واسعةٍ تتجاوز حدود الدول والجبهات.
المنطقة اليوم لا تحتاج مزيدًا من الخطابات المتشنجة، بل إلى مبادراتٍ واقعية تُعيد البوصلة إلى مسارها السياسي والعقلاني، قبل أن يتحوّل الاحتقان إلى نارٍ تلتهم الجميع.. اللهم أني كتبت وقرأت واسنتجت وحللت..وأن كنت على خطأ فصححوني..

**

** “أزمة لجنة المتابعة: بين فقدان الثقة واحتكار القرار”
“”””””””””””””””””””””””””””””“”””””””””””””””””””””””””””””””””

تتزايد في الآونة الأخيرة الأصوات التي تطالب بتأجيل انتخابات لجنة المتابعة العليا، في ظل حالة من الارباك وعدم الثقة بين مكوّنات المجلس والهيئات الحزبية التي باتت تُمسِك بمفاصل هذا الصرح الوطني.

فبدل أن تكون لجنة المتابعة سقفًا جامعًا للجماهير العربية، تحوّلت تدريجيًا إلى ساحة خاضعة لهيمنة حزبية تُقصي المستقلين، وتُهمّش المبادرات الجديدة، وتُضيّق المساحة أمام التمثيل الحر..
المفارقة الأشد وضوحًا تكمن في أن قرى النقب غير المعترف بها – رغم كثافة سكانها ومعاناتها – لا تجد تمثيلًا يوازي حجمها ولا يعكس احتياجاتها، وكأنها خارج الخارطة الوطنية والتمثيلية. وفي الوقت ذاته، تواصل “الرباعية” إحكام قبضتها على المشهد البرلماني، لتصبح السيطرة على لجنة المتابعة امتدادًا آخر لهذا النهج الإقصائي الضيق..

وبرغم مقاطعتي للانتخابات البرلمانية، وما وجّهته من نقدٍ حادّ لآلية اختيار قيادة لجنة المتابعة، فإن الصورة الحالية تزيد النفور وتُعمّق الفجوة بين الجماهير وهذه الهيئات. لقد باتت المقاطعة ـ لي ولعدد كبير من أبناء شعبنا ـ العنوان الأصح في مواجهة هذا النهج البائد المُشرذَم، الذي لا يمنح الناس صوتهم الحقيقي ولا يعكس إرادتهم الحرّة..

لم تعد الهيئات القيادية قادرة على إقناع الناس بخطابها التقليدي، فالجماهير التي كانت ترى في هذه المؤسسات ملاذًا وطنيًا باتت اليوم تشعر بأن الأطر الحزبية اختطفت قرارها. وحين يغيب الصوت الحرّ، تتسع دائرة اللامبالاة، ويصبح النفور موقفًا واعيًا أكثر من كونه انسحابًا..

إن المشهد العام يُشير بوضوح إلى أن الثقة قد نُزعت من أهلها، وأن السقف الذي كان يُفترض أن يكون مظلة لكل العرب في الداخل، بدأ ينهار تحت وطأة التسلط الحزبي وغياب رؤية حقيقية للإصلاح. لقد تحوّل هذا الإطار الوطني إلى مساحة للخلاف والانقسام بدل أن يكون عنوانًا للوحدة والعمل الجماعي..
إن لجنة المتابعة بحاجةٍ ماسّة إلى إعادة بناء آلياتها، وتطوير أدوات عملها، وفتح أبوابها أمام طاقات مستقلة تعبّر عن الشارع العربي، بدل أن تبقى أسيرة صفقات حزبية أو معادلات ضيقة لا تخدم مستقبل جماهيرنا.
ويبقى السؤال المفتوح:
إلى متى سيستكثر البعض على جماهيرنا العربية سقفًا وحدويًا حرًا؟ وما العمل إذا استمرت الهيمنة على كل موقع وطني حتى آخر رمق.؟

المشهد الحالي بحاجة الى آلية ترميم تلك اللجنة ونزعها من الحزبية السياسية ،ضمن آلية ديمقراطية يتفق عليها من خلال مشاركة القرى والمدن العربية في الانتخاب والاختيار ،وهذا ايضا ينطبق على الاحزاب العربية المتربعة في آن واحد.. فقط بهذا النهج يمكننا ان نوحد الجماهير نحو انطلاقة حديثة تجدد الحاضر والمستقبل معا..
اللهم اني نبهت بعدما كتبت واستنتجت وحللت واقعا جليا بحاجة الى علاج جذري.. وان كنت على خطأ
فصححوني..!

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى