احمد محمد توفيق محاميد: الدكتور أحمد فياض محاميد رحلة علمية وفكرية في خدمة العقل والإبداع

في مجتمع تتزاحم فيه الأسئلة، وتتسارع فيه التحولات، يبرز الدكتور أحمد فياض محاميد كواحد من الوجوه الفكرية والتربوية التي تركت بصمتها الواضحة في الساحة الثقافية العربية داخل الداخل الفلسطيني. فقد جمع بين البحث العلمي الرصين والرؤية الحضارية العميقة وبين الكتابة النقدية والممارسة العملية، التي تسعى إلى إصلاح التعليم وبناء الإنسان.
**مسيرة علمية بدأت من أم الفحم
وُلد الدكتور أحمد فياض محاميد في مدينة أم الفحم، ونشأ في بيئة تُعلي من شأن العلم والقراءة والقيم الإنسانية. ومن هناك، انطلقت رحلته الأكاديمية التي انتهت بالحصول على درجة الدكتوراه في التربية والعلوم الاجتماعية، حيث تخصص في دراسة الفجوات التعليمية بين الطلاب العرب واليهود.
أثبتت أبحاثه أن ازدواجية اللغة والتمييز البنيوي في الامتحانات الموحدة تضع الطالب العربي في موقع غير متكافئ. هذه النتائج لم تبقَ حبرًا على ورق؛ فقد رفعها إلى وزارة المعارف، ثم توجه إلى محكمة العدل العليا مطالبًا بإنصاف الطلاب العرب. وبفضل هذا الجهد العلمي والحقوقي، تحوّلت دعوته إلى تغيير فعلي في نظام الامتحانات.

** حضور ثقافي وفكري مؤثر
لم تكن المسيرة الأكاديمية للدكتور أحمد سوى بوابة لرحلة فكرية أوسع. فقد ظهر في السنوات الأخيرة ككاتب ومحلل اجتماعي يتناول قضايا ساخنة تمسّ المجتمع العربي، مثل:
* أزمة الإبداع في العالم العربي
* تفشي الجريمة وتفكك النسيج الاجتماعي
* تراجع منظومة القيم
* انهيار التعليم وغياب التفكير النقدي
* الحاجة إلى قيادة أخلاقية جامعة
كتابات الدكتور أحمد تمتاز بلغة رشيقة، مشحونة بالصدق والمسؤولية، ومسنودة بمعرفة علمية وتجارب ميدانية.
**”أمّة ما بين العجب والعطب”… كتاب يضع الإصبع على الجرح
في كتابه “أمّة ما بين العجب والعطب”، يأخذنا الدكتور أحمد إلى رحلة تشخيصية جريئة لواقع الأمة العربية والإسلامية، متأملًا ما نملكه من طاقات وما نعانيه من أعطال داخلية.
*العَجَب… ما تبقى من نور الحضارة
يمثّل “العجب” في الكتاب تلك الإمكانات الهائلة التي يحملها الإنسان العربي: ذكاء فطري، قيم أصيلة، تاريخ حضاري، وشباب قادر على الإبداع متى وجد بيئة حاضنة.
* العَطَب… ما أصاب الجسد من خلل
وهو ما تمر به الأمة اليوم من تراجع في التعليم، انتشار الفساد والجريمة، سقوط القدوة، وانهيار منظومة الأخلاق والفكر.
الكتاب لا يكتفي بتشخيص الواقع، بل يقدّم رؤية إصلاحية تعيد الاعتبار للعلم، والإبداع، والمبادرة الفردية، والوعي المجتمعي.
*العلم والإبداع في ضوء القرآن
تطلّ الفلسفة القرآنية بوضوح في الفكر الذي يقدمه الدكتور أحمد، خاصة حين يردد في كتاباته معنى الآية الكريمة: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ – الزمر: 9.
هذه الآية ليست مجرد مقارنة، بل إعلان قرآني لقمّة القيمة الحضارية للعلم، ودعوة صريحة إلى الإبداع والتحرر من الجهل. وهي تعكس تمامًا الرسالة التي يحملها د. محاميد في مشروعه الفكري:
أن النهضة تبدأ من العقل، ومن تحرير الفكر، ومن بيئة تعليمية تُنتج انسانًا يفكر لا انسانًا يقلّد.
* ختامًا
الدكتور أحمد فياض محاميد ليس مجرد باحث أو كاتب، بل هو صوت إصلاحي يسعى لإعادة الإنسان العربي إلى مركز الفعل الحضاري، وإيقاظ ما خمد من قوى الإبداع في أمتنا.
ومشروعه العلمي والثقافي شاهد على أن النهضة ليست حلمًا بعيدًا، بل خيارًا يبدأ من الإيمان بالعلم ومن الجرأة على السؤال، كما قال تعالى: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ﴾.
من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com



