د. سمير صبحي: خارطة شارع 65 وتعويضات أصحاب الأراضي: توضيح هام!

كتب د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم، من رحاب البيت العتيق:

*إلى أهلي في بلدي…
أهلنا الأعزاء.. في السنوات الماضية شكَّل مشروع محوّل أمّ الفحم على شارع 65 أحد أهم المطالب الحيوية لأهل المدينة، باعتباره المدخلَ الرئيسي والبوابة الأولى لأمّ الفحم. وعلى الرغم من أنّ المخطط الحكومي تتال 38 – “תתל 38” – صُودق عليه عام 2015، فإنّه بقي حبيس الأدراج لسنوات طويلة بسبب غياب الميزانيات اللازمة لتفعيله.
* من الحلم إلى التنفيذ: بلدية أمّ الفحم تنتزع الميزانيات*
على مدار السنوات الأخيرة، وبضغط مباشر من بلدية أمّ الفحم، تمكّنا من تأمين الميزانيات الكاملة للمشروع بعد معارك مهنية طويلة أمام الجهات الحكومية. ومع توفير التمويل رسميًا، أصبح مشروع المحوّل حقيقة قائمة، وبدأت الجهات المنفّذة بالفعل بالتحضير لتنفيذه.
هذا التقدّم الكبير، الذي انتظرته المدينة سنوات طويلة، أعاد إلى الواجهة قضيّة أخرى لا تقل أهمية: حقوق أصحاب الأراضي المتضرّرة من المخطط.
* مع ظهور التنفيذ… برزت الحاجة لمعالجة ملف التعويضات*
بعدما دخل المشروع في مرحلة تنفيذ فعلية، بدأت الأسئلة تتدفّق من أصحاب الأراضي المحاذية للمسار، خاصة أولئك الذين لم يتابعوا الملف منذ المصادقة الأولى عام 2015، أو لم يعلموا أنّ القانون يمنح فقط ثلاث سنوات لتقديم طلبات التعويض.
ولأنّنا ملتزمون بحماية حقوق المواطنين، بادرت بلدية أمّ الفحم مؤخرًا إلى التوجّه لوزير الداخلية بطلب تمديد جماعي للمهلة القانونية، لمدة سنة إضافية، لتمكين المتضرّرين من تقديم طلباتهم بشكل منصف.
*ردّ وزارة الداخلية: المسؤولية فرديّة ولا يمكن تقديم طلبات جماعية*
وصلنا الردّ الرسمي من وزارة الداخلية، والذي جاء واضحًا:
• التمديد لا يُمنح بشكل جماعي.
• يجب على كل صاحب أرض تقديم طلب شخصي للتمديد.
•  يتم فحص كل طلب على حدة، وبحسب الأسباب الفردية لتأخر تقديمه.
• البلدية لا تملك صلاحية التقديم بدل المواطنين.
بناءً عليه، أوضحنا لأهلنا – عبر البيان البلدي المنشور مطلع الأسبوع – أنّ المسار القانوني يلزم كل متضرّر بالتقدّم بنفسه.

* رسالة إلى أصحاب الأراضي المتضرّرة: حقّكم لن يُحفظ دون طلب فردي*

إنّ انتقالَ مشروع المحوّل من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ هو خطوة تاريخية لأمّ الفحم، لكنه أيضًا يفرض على أصحاب الأراضي التحرك السريع لضمان حقوقهم.
وعليه، نتوجّه إليكم يا أهلنا الكرام: المسؤولية الآن فردية. التقدّم بطلب التمديد يجب أن يكون من طرفكم، وليس من طرف البلدية. النماذج المحوسبة الرسمية متاحة، والتوجّه عبر محامٍ يسهّل الإجراء ويضمن تقديم طلب كامل وسليم.
*دور البلدية مستمرّ: دعم، توجيه، ومتابعة*

بلدية أمّ الفحم ستواصل:  توفير معلومات دقيقة. مساعدة كل من يطلب الإرشاد والتوجيه. ومتابعة تطوّرات المشروع لحماية حقوق الجمهور. لكنّ الإطار القانوني واضح: البلدية انتزعت المشروع، أمّنت الميزانيات، ودافعت عن حقوق أهلها، لكن التعويضات – بحكم القانون – لا تُبحث إلا بطلب شخصي من صاحب العقار.
*ختامًا؛ إنّ خروج مشروع محوّل أمّ الفحم إلى حيّز التنفيذ يُعدّ إنجازًا كبيرًا للمدينة، لكنّه يفتح أيضًا بابًا مهمًّا لمعالجة حقوق أصحاب الأراضي. ومن هنا، نحمل مسؤوليتنا الأخلاقية بتوضيح الصورة كاملة لكم، ونؤكّد أنّ الحفاظَ على الحق يبدأ بتقديم الطلب.

* رسالة من رحاب الطهر… من مكة والمدينة إلى أهلي في أم الفحم*
أكتب إليكم هذه الكلمات وأنا في رحاب مكة والمدينة، في عطلة قصيرة خصّصتها لأداء العمرة، أستمدّ فيها السكينة من الأجواء الروحانية العظيمة التي يعيشها الزائر هنا. ففي هذه الأيام المباركة، يلمس الإنسان حقيقة الإسلام في صفائه ونقائه، ويشعر بقربٍ لا يوصف من الله تعالى، وسط جموعٍ جاءت من كل أصقاع الأرض توحّدها كلمة التوحيد وتجمعها قبلةٌ واحدة.
*روحانيات المكان وتنوّع البشر*
في الحرمين الشريفين ترى الإسلام بأبهى صوره: وجوه مختلفة، ألوان ولهجات وثقافات متعددة، لكنّها كلها تجتمع على السجود نفسه، والدعاء نفسه، والطواف ذاته حول بيت الله الحرام. هذا التنوّع البشري الهائل يذكّرنا بأنّ الإسلام دين رحمة، واتساع، وإنسانية، ودينٌ يعلّمنا احترام الاختلاف والنظر للآخر بمحبة وودّ.
*آداب العمرة وزيارة الأماكن المقدّسة*
ومما لمسته هنا أنّ آدابَ العمرة ليس فقط في أداء المناسك، بل في الهدوء، الصبر، إزالة الأذى عن الطريق، مراعاة الآخرين، خفض الصوت، الابتعاد عن الجدال، وحفظ حرمة المكان. فمن يعتمر بروحٍ خاشعة يستشعر أثر العمرة في قلبه قبل أن يظهرَ في عمله.
*الخدمات الرفيعة والتنظيم المبهر*
ولا بد لي أن أثني – بكل أمانة – على مستوى الخدمات والتنظيم في الحرمين الشريفين:  السلاسة في حركة الحشود، النظافة العالية، الإرشاد الدقيق، ورحابة الصدر من العاملين والمتطوعين.
هذه الجهود تُشعر المعتمر بالأمان والسكينة، وتمنحه القدرة على التركيز في العبادة دون عناء.
*ترتيبات زيارة الروضة الشريفة*
وفيما يتعلق بزيارة الروضة الشريفة في المدينة المنورة، فإنّ التنظيم اليوم يعتمد على الحجز المسبق عبر التطبيقات الرسمية، ويُسهِم في تقليل الازدحامات وضمان دخول الجميع بيسر واحترام. وعندما يقف الإنسان بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبيته الطاهر، يشعر أنه في موطنٍ من مواطن الجنة، فتتحرك الدموع قبل الكلمات، ويرتجف القلب قبل الجوارح.
*نعمة القطار السريع بين المدينة ومكة*
ومن بين النعم التي أنعم الله بها عليّ في هذه الرحلة، كانت تجربة القطار السريع الذي ينتقل بين المدينة المنورة ومكة المكرمة. هذه الخدمة الحديثة جعلت الرحلة بين الحرمين أسرع، أسهل، وأكثر راحة؛ تنطلق وأنت مطمئن، تصل خلال وقت قصير، وتعيش إحساسًا بأن خدمة ضيوف الرحمن باتت تعتمد أعلى معايير التطور والرفاهية.
إنه مثال عملي كيف يمكن للبشر أن يسخّروا العلمَ لخدمة العبادة، ولتسهيل الطريق أمام ملايين المسلمين.
* كلمة لأهلي في أم الفحم*
أدعو الله أن يحفظَكم جميعًا، وأن يديمَ على مدينتنا الأمن والطمأنينة، وأن يعيدني إليكم بخير، محمّلًا بطاقة روحية تعينني على مواصلة خدمة أم الفحم وأهلها بكل إخلاص.
كما أسأل الله أن يكتبَ لكل من يرجو زيارة هذه الأماكن المباركة أن ييسر له السبل، وأن يرزقكم وإيانا عمرةً مقبولة.