محمد داوود كبها: الموقف المسؤول ومطلب الساعة!

قبل أشهر معدودة كادت الفتنة بين السُّنة والدروز في سوريا الشقيقة أن تصل إلى ذروتها، ووصل بها المآل إلى تدخل دولة الكيان الصهيوني لنصرة فريق على فريق آخر، ولولا تدخل الحكماء لوأد شرارة الفتنة وإطفاء فتيل الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد واللغة الواحدة والقومية المشتركة لكانت النتائج لا تُحمد عقباها، وكاد الأمر أن ينزلق إلينا في الداخل الفلسطيني لولا تدارك الأمر بسرعة.

وكان من بين أولائك الحكماء المسؤولين الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الشمالية؛ والذي استطاع بحكمته أن يجتمع مع رهط من قيادات إخوانه العرب الدروز في الداخل الفلسطيني، ليصدروا سوية تصريحا مشتركًا، جاء بصورة بيان متلفز، ينادي بالوحدة وتقبل الآخر وضرورة التعايش بسلام بين البشر مهما كانت الاختلافات العقائدية بين الأطراف.

وهكذا قطع الطرفان الطريق على المتربصين من الدخلاء، وأفشلوا خطط الغريب القديمة الجديدة في التفريق بيننا…

وفي السياق ذاته، بتنا نرى في الأسبوع الأخير، وفي أعقاب معضلة انتخابات لجنة المتابعة ونتائجها التي لم ترق للبعض، بتنا نرى تشاحنًا وتقاذفًا وصل إلى درجة التخوين بين فئات مختلفة من ممثلي مجتمعنا ووجوهه القيادية…

وكان لا بدّ لهذه الفتنة المفتعلة أن تجابَه بحكمة مجددًا، وكان الشيخ رائد صلاح سبّاقًا في التصدي لهذه الأزمة، إذ ألفيناه يبادر البارحة للقاء الشيخ صفوت طه من قيادات الحركة الإسلامية الجنوبية في لقاء صادق يتصف بالمودة وصدق المشاعر ، ليؤكد الرجلان أن الاختلاف في الرأي لا ينبغي أن يصل بأبناء جلدتنا إلى حد الشتائم والتخوين!

وهنا أثبت الرجلان – وهما من كبار القوم بلا شك – أنهما نِعم القدوة لهذا المجتمع!

أيها الناس،

مجتمعنا العربي في الداخل يمر في أسوء  فترة منذ النكبة، فدماء أبنائنا تنزف وتسيل في الشوارع دون أي رادع، وبيوتنا كلها مهددة بالهدم، بتنا نفتقد إلى الأمن والأمان، وضاقت بنا الدنيا في كل المجالات، والمستعمِر الغريبُ يتربص بنا بسياساته وشياطينه، مسرورا بنجاح نهجه في تفكيك مجتمعنا وعائلاتنا وشعبنا، فهل نستمر في إسعاده؟

شعبَنا العزيز، شبابَنا الأوفياء، أحزابنا الموقرة،

فلنكن على حجم المسؤولية، ولنفوّت الفرص أمام هذا العدو، فالاتحاد قوة، والتفرق ضعفٌ وشماتة للأعداء.

كفانا ما حل بنا من حملات تدمير وتشويه سلّطها الغريب علينا لتدميرنا داخليا وتربويا واجتماعيا، فهل نزيد الطين بلةً بالاقتتال الداخلي وتبادل الاتهامات وتراشق المسبّات؟!

ماذا يفيدنا ذلك؟

نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى وحدة الصف، وتقارب الكلمة والموقف في كل الميادين: في لجنة المتابعة وفي الكنيست وفي الشارع!

هذا مطلب الساعة، ولا مطلب غيره من أجل الوقوف في وجه الحكومة الفاشية، وكنسها من المشهد السياسي والاجتماعي.

هذا وقت النهوض ولملمة الجراح، هذا وقت التغيير!

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى