د. سمير صبحي – رئيس بلدية ام الفحم: نواصل ما بدأناه… أم الفحم نحو مدينة أنظف وأجمل رغم التحديات!

أهلنا الكرام…

أكتب إليكم اليوم بصفتي خادمًا لأم الفحم قبل أن أكونَ رئيسَ بلديتها، وبيني وبينكم أمانة مشتركة: مدينتنا، شوارعنا، أحياؤنا، ومستقبل أبنائنا. تحسين وجه المدينة لا يمكن أن يتحقّق بعمل البلدية وحدها؛ فالنظافة ليست مهمة عامل نظافة فقط، بل هي انعكاس لثقافة مجتمع، واحترام للذات قبل أن تكون احترامًا للحيّز العام.

شهدت مدينتنا في الأشهر الأخيرة ظواهر مؤلمة ومقلقة تتكرر يوميًا وتمسّ حياتنا جميعًا. هناك من يحوّل بعض المناطق إلى مجمّعات نفايات بدون وجه حق أو مسؤولية، وكأن الحيّزَ العام متروكٌ لا مالكَ له. وهناك من يُلقي مخلفات البناء في الأراضي المفتوحة والساحات العامة، رغم أنه يتلقى أجره كاملًا لنقلها للاماكن المناسبة والمعدة لذلك. ويكفي أن ننظرَ إلى ما يجري في حي الفردوس الجديد لنفهم عمق المشكلة. كما نرى بشكل يومي إخراج بقايا الأشجار والتبعات في غير الأيام المخصّصة، رغم وجود نظام أسبوعي واضح لجمع هذه النفايات والمخلفات.

ومكنسة البلدية تنظّف الشوارعَ صباحًا، لكن بعد ساعات قليلة يعود المشهد وكأن التنظيف لم يحدث ولم يكن، بسبب الإلقاء المتعمد من المنازل أو المحالّ التجارية. ونرى شبابًا يشعلون النيران في المنتزهات العامة، وآخرين يدخلون ساحات المدارس في ساعات متأخرة ويزعجون الجيران، وبعضهم يحمل مشروبات محرّمة أو مواد محظورة. من جهة نطالب جميعًا بمزيد من المنتزهات والمساحات العامة، ومن جهة أخرى هناك من يخرّب ما نقوم ببنائه خلال يوم واحد.

وتزداد الصورة سوءًا حين نرى تفشّي ظاهرة وقوف السيارات بالعرض وإغلاق مسلك السفر أمام المركبات، وكأن الطريق ملكية فردية وليست مرفقًا عامًا. هذا السلوك ليس مجرّد خطأ بسيط بل استهتار واضح بالنظام العام ويعرّض حياة الناس للخطر. وهناك أيضًا من يقوم بإغلاق شوارع كاملة دون إعلام البلدية أو الجهات المختصة، سواء لمناسبة عائلية أو لعمل ما، مما يعرقل حركةَ السير ويعيق مرور سيارات الإسعاف والطوارئ ويخلق فوضى لا يمكن القبول بها في مدينة بحجم أم الفحم.

ورغم كل ذلك، البلدية تعمل بكل طاقتها ولا تتوانى عن أداء واجبها. فقد تمّ ضبط مجموعات من الشباب داخل المنتزهات وساحات المدارس في ساعات متأخرة، وتم ضبط شباب بحوزتهم مشروبات محرمة ومواد محظورة. جناح تحسين ملامح المدينة يعمل يوميًا: تنظيف، تقليم، إنارة، دهان وصيانة. وتم توسيع قسم الرقابة البلدي وطرح مناقصات لتعزيز القوى العاملة في مجال الرقابة والتفتيش، إضافة إلى تفعيل قانون الحراسة، ووجود الشرطة البلدية التي تعمل جنبًا إلى جنب مع المراقبين لفرض النظام في الشوارع والحيّز العام.

ومع أن البلدية تقوم بدورها، إلا أنّ مسؤوليةَ الحفاظ على المدينة أكبر من أي جناح بلدي أو وحدة رقابة. أم الفحم ليست بلدية فقط؛ أم الفحم هي أهلها، ناسها، قيمها، ثقافتها، ومسؤوليتها الجماعية. احترام الحيّز العام يبدأ من البيوت، من التربية، من السلوك اليومي في الشارع. ليس مقبولًا أن نرمي ثم نلوم. وليس منطقيًا أن نخرّب ثم نطالب بتحسين.

أقولها بكل صدق ووضوح: من يرمي نفاياته في الشارع، من يخرب الممتلكات العامة، من يغلق شارعًا بلا إذن، من يلقي مخلفات بناء في الحيّز العام، يسيء للمدينة كلها. وهذه السلوكيات يجب أن تتوّقف فورًا.. إن بلدية أم الفحم تولي أهمية قصوى لتعزيز قنوات التواصل مع المواطنين، حيث يشكّل مركز الخدمات والطوارئ البلدي *8701 حلقة الوصل المباشرة بين الأهالي وسائر أقسام البلدية، من النظافة والصيانة والهندسة والتعليم وغيرها.. هذا المركز يتيح للمواطنين إيصال طلباتهم وملاحظاتهم بسرعة وفاعلية، بما يضمن تحسين جودة الخدمات اليومية. وإلى جانب ذلك، أطلقت البلدية مركز الخدمات والطوارئ المرئي ، الذي يضيف بعدًا حديثًا للتواصل ويعزز الشفافية والتفاعل المباشر مع الجمهور ومراقبة ما يحدث بشكل مباشر وعلى مدار الساعة في مناطق عديدة من المدينة، حيث يصل عدد الكاميرات الموزعة في المؤسسات العامة والحيز العام 285 كاميرا، والتي من المتوقع ان تصل مستقبلًا الى 700 كاميرا مراقبة.

ورغم صعوبة المشهد، عندي أمل كبير، أعلم أنّ الخيرَ في أهل أم الفحم أكبر من كل هذه التحديات، وأن الغالبية الساحقة تريد مدينة نظيفة، منظمة، جميلة وآمنة. بهذه الروح نستطيع أن نغيّر وجه المدينة خلال وقت قصير، إذا تكاملت أدوار المواطن والبلدية.. أتعهد أمامكم بأن تستمر البلدية في العمل المكثف، والتنظيف، والرقابة، وفرض النظام في كل حيّ وشارع. وأطلب منكم أن تكونوا شركاء حقيقيين في التغيير، بالفعل لا بالقول.. معًا نستعيد أم الفحم التي نحب، ونقدّم لأبنائنا مدينةً تليق بهم.

* ندفع اليوم… لنحمي مستقبلَ أم الفحم غدًا

أم الفحم تتقدّم وتتطور، وهذه الحقيقة يلمسها كل مواطن في حياته اليومية: شوارع تُعبد، مدارس تُجدّد، حدائق تُنشأ، وحدات مهنية تُقوّى، ومشاريع تطوير لم نشهدها بهذا الحجم من قبل. هذا التقدّم لم يأتِ صدفة، بل هو نتيجة إدارة مهنية واستثمار واسع في الإنسان وفي البنية التحتية، لكنه في المقابل يحتاج إلى شراكة كاملة من المواطنين من خلال دفع مستحقات الأرنونا التي تُعدّ العمود الفقري لميزانية البلدية.

نحن نقترب من نهاية السنة المالية، وهي مرحلة حساسة تحدد قدرة البلدية على إغلاق ميزانيتها وعلى الحصول على المنح والهبات الحكومية التي تعتمد بشكل مباشر على نسبة الجباية. وكل ارتفاع في التحصيل يعني زيادة في المبالغ التي تحصل عليها أم الفحم من الدولة، ما ينعكس مباشرة على مستوى الخدمات والمشاريع في العام القادم، بينما أي تراجع يعطّل إمكانيات التطوير ويؤثر على كل بيت في المدينة. الأرنونا ليست عبئًا على المواطن، بل هي استثمار مباشر يعود على مدينته، على الحارة التي يعيش فيها، وعلى المدرسة التي يتعلم فيها أبناؤه، وعلى الشارع الذي يسير فيه كل يوم.

البلدية حرصت وستبقى تحرص على حقوق العائلات المستحقة، وقدمت إعفاءات وتخفيضات واسعة لمن تنطبق عليهم الشروط، لكن من المهم التذكير بأنّ المستحقين للإعفاء ملزمون بدفع الجزء المتبقي بعد احتساب التخفيض، وأنّ عدم الدفع قبل نهاية السنة قد يؤدي قانونيًا لإلغاء الإعفاء وفق الأنظمة المعمول بها، الأمر الذي لا نريد أن يحدث لأي مواطن. الهدف ليس الضغط على أهلنا، بل إدارة مالية منصفة تحفظ حق المستحق وتحمي الخدمات من التراجع. مع الإشارة أيضا إلى أنّه من حق المواطن الاعتراض على المساحة المسجّلة للعقار، في حال وجود خطأ او تغيير في مساحات الأبنية المسجلة، والبلدية بدورها تقوم بإعادة القياس ومعاينة وتصحيح المساحة المدوّنة للعقار. أيضا البلدية تهيب بالمواطنين الكرام بدفع مستحقات اللافتات للمحلات التجارية وكذلك مواقف السيارات.

ورغم كل التسهيلات، ما زال هناك من يضرب عرض الحائط واجبه تجاه مدينته، فيتجاهل الدفع ويترك العبء على الملتزمين. هذا السلوك يؤذي الجميع، لأنه يحرم المدينةَ من منح حكومية هي من حقها، ويعرقل مسيرة التطوير التي نعمل عليها منذ سنوات. ومع ذلك، البلدية ستستنفد كل الوسائل الوديّة أولًا، لكنها أيضًا ملزمة بالمسار القانوني والقضائي عند الحاجة لضمان العدالة والمساواة وعدم ترك الملتزمين وحدهم في حمل العبء.

أم الفحم اليوم؛ مستوى الخدمات يرتفع، المشاريع تتسارع، والبنية التحتية تتطور. هذه مدينة في مسار واضح نحو الأمام، ومن واجبنا جميعًا أن نحافظَ على هذا التقدّم. أهلنا في أم الفحم كانوا وما زالوا قدوةً في العطاء والانتماء، والثقة كبيرة بأنّ الغالبية الساحقة ستبادر لدفع المستحقات قبل نهاية العام، دعمًا لمدينتهم وحفاظًا على حقها في التطور وحق أبنائها في خدمات تليق بهم. أم الفحم تتقدّم… ومسؤوليتنا أن نواصلَ هذا الطريق سويًا، دون أن يُسمح لأحد أن يعودَ بنا إلى الوراء.

من المهم التنويه أن موقعنا يلتزم بالبند 27 أ من قانون الملكية الفكرية (סעיף 27א לחוק זכויות היוצרים). ويبذل قصارى جهده لتحديد أصحاب الحقوق في المواد المختلفة المنشورة لديه. وفي حال كانت لديكم اية ملاحظات تتعلق بحقوق الملكية، فيرجى الاتصال بنا للتوقف عن استخدامها عبر الخاص في هذه الصفحة او على ايميل: almasar@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى